تحت عنوان «ألف صفحة وصفحة» (Mille et une pages) أطلقت السفارة الفرنسية في لبنان مبادرة ثقافية بهدف تعزيز اللغة الفرنسية. هذا المشروع الذي يندرج في إطار حملة واسعة يقوم بها اتحاد الفرنسيين في الخارج (UFE) وجمعية نشر الكتب والمجلات الفرنكوفونية (Adiflor)، يرمي إلى نشر الثقافة الفرنكوفونية، خصوصا في المناطق الأكثر حرمانا في لبنان، من خلال توزيع عشرة آلاف كتاب على نحو تسعين مؤسسة.
جرى إطلاق هذه المبادرة في «قصر الصنوبر» في بيروت، برعاية سفير فرنسا لدى لبنان إيمانويل بون، الذي أكد في كلمة ألقاها في المناسبة أن من شأن هذه المبادرة أن تكون شاهدا على العلاقة المميزة بين البلدين وقال: «نحن نشكّل مجتمعا فرنكوفونيا ومجتمعا فرنسيا لبنانيا، وتربطنا علاقة وطيدة، ونريد أن نبقي على مبدأ التشارك فيما بيننا ليس فقط من خلال هذه الكتب، بل أيضا من خلال المناسبات الغنية بالحوار».
كما حضر الحفل عضو مجلس الشيوخ الفرنسي (صاحب المبادرة) لويس دوفرنوا، وجان لوي مانغي الرئيس الفخري لاتحاد الفرنسيين في لبنان، إضافة إلى ممثلين عن المدارس والمؤسسات المستفيدة من هذا المشروع.
وتطال هذه المبادرة المدارس الحكومية والخاصة ودور الأيتام والمكتبات البلدية والمنظمات غير الحكومية والفرنكوفونية أصلا، إضافة إلى تلك التي تنوي اعتماد الفرنكوفونية وليس لديها الإمكانيات لتجديد مكتباتها. وكانت تركيا والأردن ودولة الإمارات العربية، من بين بعض البلدان الشرق أوسطية التي طالتها هذه المبادرة في السنوات الماضية ضمن الحملة نفسها.
وأشارت غرازييلا نسناس (رئيسة الاتحاد الفرنسي في لبنان) إلى أن المبادرة ستطال مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما النائية منها (الهرمل والبقاع وبعلبك والجنوب)، وأن المدارس التي ستتلقى هذه التبرعات ترغب في تعليم الفرنسية لتلامذتها ولكنها لا تملك الإمكانيات لذلك. وقالت في حديث لـ(«الشرق الأوسط»): «الحملة لا تشمل المدارس والمؤسسات التربوية والبلدية المقتدرة فقط، وستكون أيضا بمتناول تلامذة المدارس من اللاجئين السوريين في حال كانوا يتابعون دراستهم في تلك المؤسسات». وعن كمية الكتب التي ستتلقاها كلّ مدرسة أجابت: «قمنا بجردة طويلة على مدى أربعة أشهر متتالية فوقفنا على نوعية الكتب التي ترغب فيها كل مؤسسة، وعلى هذا الأساس سيتم توزيعها حسب حاجة كل منها». وأوضحت نسناس أن نوعية الكتب الموزّعة لدى مكتبات المؤسسات المختارة، ستتضمن قصصا روائية وأخرى من نوع الرسوم المتحركة، ومجلات علمية وغيرها التي تناسب أعمار التلامذة في كلّ مدرسة.
وتعدّ الفرنسية واحدة من اللغات العالمية، وهي تأتي بين المراكز السادسة الأولى الأكثر انتشارا، وهي الثانية بعد الإنجليزية في عالم الأعمال. وتبيّن حسب إحصاءات أخيرة جرت في عام 2014 بأنها محكية من قبل 274 مليون شخص وأن 212 مليون منهم يتكلمونها في حياتهم اليومية، كما أنها معتمدة دوليا في مؤسسات عالمية رسمية كمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وعمّا إذا كانت هذه الحملة تندرج في إطار التخفيف من مخاطر تراجع الفرنكوفونية في العالم يوما بعد يوم، أوضح صاحب المبادرة لويس دوفرنوا (عضو مجلس الشيوخ الفرنسي) لـ(«الشرق الأوسط»)، بأن الفرنسية ما زالت بألف خير وأن هناك ازديادا في الطلب لتعلّمها، وما لا يعرفه كثيرون هو أن هذه اللغة متبعة رسميا في عدد من المؤسسات الدولية وتحتلّ المركز الأول فيها كمنظمات الأمم المتحدة والصحة العالمية والألعاب الأولمبية وغيرها. وأضاف أن «المبادرة ترغب في إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الدول، وهي في هذا الإطار تطال القارات الخمس بما فيها آسيا ونحن بصدد العمل على الحفاظ على اللغة الفرنسية وتعزيز صمودها مقابل انتشار لغات أخرى». وعما إذا كانت هناك إمكانية لتكرار هذه الحملة في لبنان سنويا أجاب: «هذا النوع من المبادرات لا نقوم به في شكل مستدام؛ إذ إن هدفه التنوع والوصول إلى أكبر عدد من البلدان، ولكن في المقابل هناك نشاطات أخرى تتكرر في هذا الإطار لتعزيز الفرنكوفونية كـ(صالون الكتاب الفرنكوفوني) الذي يقام سنويا في لبنان».
وعن سبب اختيار لبنان لهذه المبادرة قال: «هناك علاقة تاريخية وطيدة بين لبنان وفرنسا، ونحن بصدد تقويتها من خلال إقامة نشاطات مختلفة فيه ترتبط ارتباطا مباشرا ببلدنا».
السفارة الفرنسية في لبنان تطلق مبادرة «ألف صفحة وصفحة»
تهدف إلى تعزيز الفرنكوفونية من خلال توزيع 10 آلاف كتاب على المدارس
السفارة الفرنسية في لبنان تطلق مبادرة «ألف صفحة وصفحة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة