إرشادات توضيحية لنظام الدخول إلى دول {شنغن}

في خطوة لتنظيم سفر السعوديين إلى ألمانيا

من ضمن الخطوات الإرشادية
من ضمن الخطوات الإرشادية
TT

إرشادات توضيحية لنظام الدخول إلى دول {شنغن}

من ضمن الخطوات الإرشادية
من ضمن الخطوات الإرشادية

ألقت السفارة السعودية في ألمانيا الضوء على مجموعة من الإجراءات الواجب اتباعها لمن لديهم تأشيرة شنغن ويرغبون في السفر إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية عبر مطار ميونيخ ومنافذ العبور الألمانية الأخرى. وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود التي تبذلها السفارة في سبيل تسهيل إجراءات السفر للمواطنين السعوديين إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وأشارت السفارة السعودية في حسابها على «تويتر» إلى ضرورة استخراج تأشيرة شنغن للسعوديين من سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أو قنصلياتها الممثلة في حال كانت ألمانيا هي محطة الوصول الأولى إلى دول أعضاء الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 22 دولة أوروبية.
وبيّنت السفارة أنه في حال استصدار تأشيرة الشنغن من سفارة إحدى دول أعضاء الاتحاد الأوروبي الأخرى، فإنه يتوجب إبراز ما يثبت لموظف الجوازات أن ألمانيا هي محطة عبور، مثل حجز فندقي ساري المفعول أو أي أوراق مطلوبة تثبت أن مدة الإقامة الأطول ستكون في البلد الذي تم استصدار تأشيرة الشنغن منه.
وأكدت السفارة السعودية في ألمانيا على ضرورة وجود توقيع صاحب الجواز في المكان المخصص على جواز السفر لتجنّب أي تأخير في المطار أو في معاملات الحصول على تأشيرة شنغن للسعوديين. كما أوضحت السفارة أن قوانين القيادة الألمانية تنص على ضرورة إصدار رخصة قيادة دولية من السعودية وإرفاقها مع رخصة القيادة السعودية في حال الرغبة في قيادة السيارة في ألمانيا.
وبهدف تقديم المساعدة للمواطنين السعوديين والرد على استفساراتهم، خصصت سفارة المملكة في جمهورية ألمانيا الاتحادية أرقام هواتف للاتصال في حال مواجهة أي صعوبات في مطاري ميونيخ وفرانكفورت. كما يحتوي موقع السفارة الإلكتروني على أرقام هواتف السفارة وعنوانها في برلين، فضلاً عن أنظمة وقوانين ألمانيا ودليل الزائر ومعلومات عنها.
أرقام الهواتف التي خصصتها السفارة:
مطار ميونيخ: 0171 9339024 – 01742043838
مطار فرانكفورت: 01525 9555225 - 01723729914



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».