خلال أسبوع ميلانو أثار منظر مجموعة من المدونات، حفيظة أربع محررات أزياء من مجلة «فوغ» النسخة الأميركية، نشرن سلسلة مقالات هاجمن فيها هؤلاء المدونات بقوة، على أساس أن مهمتهن الوحيدة هي ارتداء آخر صيحات الموضة بطريقة تلفت الأنظار. لم تكن أية واحدة منهن تتوقع حجم الجدل الذي سيثيره رأيهن بين مؤيد ومستنكر. تجدر الإشارة إلى أن اسم «بلوغرز» أو المدونون ترقى في الآونة الأخيرة إلى «إنفلوونسرز» أي مؤثرون. وهؤلاء يتلقون آلاف الدولارات لقاء تغريدة واحدة على الإنستغرام يظهرن فيها بمنتج معين، كما يدفع لهم البعض للسفر إلى أماكن بعيدة لكي يروجن لها للملايين من متابعيهم. ما زاد من حدة الهجوم على هؤلاء أن أغلبهم ليست لديه مدونة ولا يكتب جملة مفيدة، مكتفين بالصور التي يلتقطونها لأنفسهن بمساعدة مصور متخصص يرافقهن في كل تجولاتهن، أو تلك التي يلتقطها لهن الغير ممن يرون في مظهرهن شيئا مختلفا.
الكلمات التي عبرت بها محررات مجلة «فوغ» عن آرائهن كانت قاسية بصراحتها، مثل، «يستدعي مظهرهن الشفقة» لأنهن يتصورن «بملابس مستعارة»، إلا أنها لا تخلو من الصحة. فقد بدأ عدد هؤلاء، فتيات وشباب، يتزايد في الأعوام الأخرى، يشجعهم نجاح من سبقوهم، أو الماركات العالمية التي تريدهم الترويج لمنتجاتهم بأسرع وقت ولعدد كبير من المتابعين.
ويبدو أن ما جعل محررات «فوغ» يفقدن أعصابهن في ميلانو الازدحام الذي يسببونه قبل أي عرض مما يجعل أي صحافي جاد ويضطر للانتقال من مكان إلى آخر، وأحيانا يركض للوصول إلى مكان العرض في الوقت المحدد، يتعثر بينهم ويضطر لمراوغتهم وتجنب صرخات المصورين المستفزة والغاضبة عليهم وهم يحاولون الدخول. بعبارة أخرى تحول الأمر إلى سيرك مفتوح وغير ممتع، لا سيما أن لا أحد يعرف مدى تأثير هؤلاء على حركة الشراء أساسا. صحيح أن قلة منهم لهم تأثير، لكن بالنسبة للأغلبية فإن المتابعة تكون من باب الفضول أكثر منها تحريك البيع. وهذا تحديدا ما يجعل عددًا كبيرًا يتساءل عن مدى جدواهم، بل وحتى عن مدى ذكاء من يدفع لهم مبالغ عالية لقاء تغريدة للظهور بتصاميمهم، لا سيما من بيوت الأزياء والشركات الكبيرة. فقد يكون الأمر مفهوما بالنسبة لمصمم مبتدئ ليست لديه الإمكانية للإعلان في المجلات، أو مغمور يريد التعريف بنفسه، لكن عندما تركب الموجة شركات كبيرة ومهمة، فإن المسألة تثير الكثير من التساؤلات، تماما مثلما تثير بعض الأزياء التي يلبسونها الاستغراب، لأنها ليس دائما عن الموضة بقدر ما هي عن إثارة الانتباه والتقاط صورة مختلفة. المشكلة في هذه الحرب أن الكثير من المجلات البراقة هي التي صنعت هذا الـ«فرانكشتاين، عندما شجعت هذه الظاهرة بتخصيص صفحات لما أسمته بـ(ستريت ستايل)، والآن أصبحت تحصد ما زرعته وغذته.
حرب «فوغ» على أصحاب المدونات
هجوم واستنكار يشير إلى تغير شخصية الموضة
حرب «فوغ» على أصحاب المدونات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة