رجال القاعدة في إيران.. الملاذ الآمن والتحالف المشبوه

«الشرق الأوسط» تطلق كتابها الرابع - يكشف بالوثائق علاقاتهما الخاصة وأبرز القيادات التي لعبت دورًا في تنسيقها

بوغيث زوج ابنة ابن لادن وسيف من قادة {القاعدة} اللذان يعيشان في إيران
بوغيث زوج ابنة ابن لادن وسيف من قادة {القاعدة} اللذان يعيشان في إيران
TT

رجال القاعدة في إيران.. الملاذ الآمن والتحالف المشبوه

بوغيث زوج ابنة ابن لادن وسيف من قادة {القاعدة} اللذان يعيشان في إيران
بوغيث زوج ابنة ابن لادن وسيف من قادة {القاعدة} اللذان يعيشان في إيران

ضمن سلسلة «كتاب الشرق الأوسط»، صدر حديثا، عن دار «جداول للنشر والترجمة والتوزيع» في بيروت، كتاب «رجال القاعدة في إيران- الملاذ الآمن والتحالف المشبوه»، وهو من إعداد الباحثين د. هاني نسيرة ومحمد الشافعي، ويقع في 70 صفحة من القطع المتوسط، ويستند إلى مجموعة من التحقيقات الخاصة بصحيفة «الشرق الأوسط» ومجلة «المجلة».
يستعرض الكتاب علاقة إيران بـ«القاعدة»، التي ظن كثيرون أنها علاقة طارئة، نشأت في ظروف معينة، وتحديدًا، بعد هرب عناصر «القاعدة» من أفغانستان سنة 2001، بينما هي، وفقا لما جاء في الكتاب، أقدم من ذلك بكثير وأعمق.
فمع نجاح ثورة الخميني عام 1979، جرى أول توحّد لتنظيم «الجهاد» المصري، واحتج عناصر التنظيم ضد استضافة الرئيس السابق، الراحل أنور السادات، للشاه محمد رضا بهلوي. تبع ذلك اغتيال السادات وتخليد نظام الخميني اسم قاتله، خالد الإسلامبولي إلى اليوم.
وفي العام نفسه، جرى تأسس تنظيم «الجهاد الإسلامي» الفلسطيني، بقيادة الراحل الدكتور فتحي عبد العزيز الشقاقي، الذي ألّف أول كتاب احتفائي بثورة الخميني، باعتبارها الحل والبديل والنموذج الملهم لسائر الحركات الإسلامية والمتشددة في المنطقة.
وشأن كل علاقة، خضعت علاقة إيران بـ«القاعدة»، لقانون التوافق والتكيّف، وشهدت تحولات وتغيرات، ناتجة من اختلاف طبيعة طرفيها. فإيران دولة، بينما «القاعدة» شبكة وتنظيم، وإن شاركت في بعض الأهداف، فقد اختلفت أولوياتهما أحيانا: «كما تتموج العلاقة بسياقاتها ومساراتها؛ إذ اختلفت في فترة ما قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة الأميركية، عنها بعدها. كما اختلفت في فترة الجهاد الأفغاني عن فترة حكم طالبان وما بعدها. وكذلك قبل تحرير العراق وسقوط نظام صدام حسين عام 2003. عما بعده، أو بعد اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد سنة 2011، لكن ممكناتها، من تشابه المنطلقات إلى تشارك العداوات، بقيت محتملة وقائمة قابلة للتوظيف والتنسيق المتبادل». ويورد كتاب «رجال القاعدة في إيران» مثالاً على هذا التوظيف والتنسيق، في دعم طهران لـ«تحالف الشمال» الأفغاني، ضد «القاعدة» وحركة طالبان، حتى إسقاط الأخيرة بعد «أحداث سبتمبر»، ثم دعمها لها بعد ذلك، لتبقى غصة في حلق القوات الأميركية والدولية فيها. ويستشهد الكتاب بإعلان القادة الأميركيين والبريطانيين عام 2007، دعم طالبان بالسلاح والعتاد والتدريب عبر «الحرس الثوري الإيراني».
يقول الكتاب، إن إيران أحسنت استثمار علاقتها بتنظيم وشبكة «القاعدة» إلى حد بعيد، إلى حين توقيع الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في يوليو (تموز) 2015. ويستدل نجاحها في ذلك، ببقائها، بصفتها دولة ونطاقا جغرافيا، استثناء من عمليات «القاعدة» والإرهاب من دون بقية العالم. كما أنها كانت استثناء في الحرب على الإرهاب أيضا، إلا أنها ظلت، في الحالتين، مصدر إرهاق للمنطقة والعالم من حولها، تصنع مختلف الفزّاعات عبر تدخلاتها والحروب التي تشنها بالوكالة عنها.
يعتمد الكتاب أيضا، على «وثائق أبوت آباد»، والمخطوطات التي عثر عليها في مقر إقامة مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد مقتله في مايو (أيار) 2011، في المنزل الذي كان يسكنه بمدينة أبوت آباد (شمال شرقي باكستان). وتنبع أهمية الوثائق، من كونها تكاد تكون اعترافات للتنظيم، عبر مؤسسه وقيادته المركزية، وقد وردت الإشارة إلى إيران في كثير منها. فبينما كانت باكستان المجاورة لأفغانستان، وحيث توجد «إمارة» و«قيادة الجهاد» في عصر طالبان، تحمل اهتمامًا ضعيفًا، كان الاهتمام بإيران، تحديدًا، أكبر وأكثر حضورًا في وثائق زعيم «القاعدة».
وقد وجدت هذه الوثائق، في شكل خطابات مكتوبة أو مصورة على الكومبيوتر، وبلغ حجمها 175 صفحة (بالعربية) و197 صفحة (في ترجمتها الإنجليزية). بعضها لم يكن مكتملاً، كما أن الكثير منها لا يحمل تاريخًا. ولكن بشكل واضح، لا تحمل كل الرسائل الأسماء الحقيقية لمرسليها أو المرسلة إليهم، أو كناهم، أو عناوينهم. وبعضها يخص آخرين غير بن لادن أو الدائرة الأقرب من القيادة المركزية أو قادة الفروع. فيُذكر «أبو يحيي الليبي» و«عطية الليبي» و«آدم غادان»، كما يُذكر «أبو مختار الزبير» زعيم «حركة الشباب» الصومالية، و«أبو بصير الوحيشي» قائد تنظيم «القاعدة في اليمن» الراحل، وحكيم الله محسود قائد طالبان باكستان، والملا عمر أمير حركة طالبان وغيرهم.
وتؤكد الوثائق، التي جرى رفع السرية عنها من قبل إدارة الاستخبارات الأميركية على ثلاث دفعات حتى الآن، العلاقة التصالحية والتحالفية بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، وإصرار زعيم التنظيم ومؤسسه، أسامة بن لادن، على عدم المساس بإيران بشرّ، واستثنائها من دون العالم من عمليات «القاعدة»؛ فهي، تمثل اعترافات واستراتيجيات قائد التنظيم نفسه، أو دائرته الضيقة وتصوراته، حيث ضمت أيضا، عددا من المؤلفات التي كان يحرص على مطالعتها أو يطلب ذلك.
ويتناول الكتاب أيضا، وثائق القضاء الأميركي الجديدة، التي استندت إليها محكمة أميركية فيدرالية في نيويورك، عند إصدارها في مارس (آذار) 2016، قرارًا بتغريم إيران 10.5 مليار دولار لعلاقتها بهجمات 11 سبتمبر 2001، عن توّرط ما يسمى «حزب الله» اللبناني في تقديم مساعدات وتوجيهات لعدد من منفذي تلك الاعتداءات.
وأوضحت الوثائق التي استند إليها القاضي، جورج دانيالز، للبت في القضية التي رفعت عام ٬2011 أن بعض من نفذوا الهجمات، زاروا إيران خلال الفترة القصيرة التي سبقت الاعتداءات٬ وأن جوازات سفرهم لم تحمل ختم العبور إلى الأراضي الإيرانية. وكان قاضي المحكمة دانيالز، قد أصدر الحكم غيابيا؛ نظرا لعدم اعتراض الحكومة الإيرانية على القضية. وأمر القاضي إيران بدفع مليارات الدولارات٬ لتعويض ضحايا الهجمات الإرهابية وشركات التأمين التي تعرضت لأضرار مالية إثرها٬ محملا طهران مسؤولية مساعدة الإرهابيين الذين خطفوا الطائرات التي استعملت في الاعتداءات. وبدورها٬ شنت إيران هجومًا عنيفًا ضد الحكم. وقد يكون مرور هذه العناصر تم عبر تفاهمات بين نظام طالبان، الذي كان يسيطر على كابل، وبين النظام الإيراني حينها.
وحسب وثائق القضية المرفوعة ضد إيران٬ فإنها تتهم ستة من كبار المسؤولين فيها ومن مؤسساتها العليا، وهم على الترتيب:
1 - المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.
2 - وزير الاستخبارات والأمن علي فلاحيان.
3 - نائب قائد الحرس الثوري الإيراني٬ والعميد محمد باقر ذو القدر.
أما الجهات والمؤسسات الإيرانية المتهمة، فهي على الترتيب:
1 - وزارة الاستخبارات الإيرانية.
2 - الحرس الثوري الإيراني.
3 - «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، الذي يقوده قاسم سليماني.
وقد رفض الإعلام الإيراني ممثلا بجريدة «كيهان» اليومية٬ المقربة من المرشد علي خامنئي، الاتهامات والحكم، معتبرة الحكم «مؤشًرا آخر على أن إدارة (الرئيس باراك) أوباما غير صادقة في ادعائها برغبتها في تحسين العلاقات مع الجمهورية الإسلامية بعد توقيع الاتفاق النووي.
ورجحت وثائق محكمة نيويورك أن كلا من إيران وما يسمى «حزب الله» لعبا «دورا فاعلا في عمليات (القاعدة) الإرهابية. فمنذ عام 1998 والتفجيرات المزدوجة للسفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام وصولا إلى هجوم 11 سبتمبر٬ كانت بصمات المحور الإيراني على عمل تنظيم القاعدة واضحة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.