سفير أميركا في الرباط: لا ندعم أي حزب ونتوقع مرور الانتخابات في ظروف جيدة

ابن كيران يعد سكان سلا بالتصدي للمفسدين في أول لقاء معهم

سفير أميركا في الرباط: لا ندعم أي حزب ونتوقع مرور الانتخابات في ظروف جيدة
TT

سفير أميركا في الرباط: لا ندعم أي حزب ونتوقع مرور الانتخابات في ظروف جيدة

سفير أميركا في الرباط: لا ندعم أي حزب ونتوقع مرور الانتخابات في ظروف جيدة

نفى دوايت بوش، السفير الأميركي في الرباط، دعم بلاده لأي حزب من الأحزاب السياسية المغربية المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، متوقعا أن يمر اقتراع أكتوبر في ظروف جيدة.
وجاء نفي السفير الأميركي ردا على تصريحات ترددت قبيل الانتخابات في المغرب عن دعم أميركا لإدماج السلفيين في الأحزاب السياسية، ومشاركتهم في الانتخابات، لا سيما بعد استقطاب كل من حزبي العدالة والتنمية والاستقلال شيوخا من هذا التيار.
وسبق لإدريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، أن صرح بأن أميركا تساند حزب العدالة والتنمية، ذا المرجعية الإسلامية، وتدعمه للفوز بولاية ثانية، وهو ما كرره مساء أول من أمس خلال الحملة الانتخابية لحزبه وتصريحاته الصحافية، بل زاد قائلا إنه يخشى من التدخل الأجنبي في البلاد.
وقال بوش في تصريح لموقع «هسبريس» الإلكتروني بثه الليلة قبل الماضية، ردا على سؤال هل تدعم الولايات الأميركية السلفيين في الانتخابات؟ إن «هذه الإشاعة أصبحت رائجة. وفي الواقع الولايات المتحدة لا تدعم أي حزب أو مجموعة. نحن نركز على مسار الانتخابات، ولا نتدخل لدعم المواطنين للتصويت من عدمه، كيفما كانت خلفياتهم وانتماءاتهم الحزبية».
وردا على سؤال حول توقعاته لظروف انتخابات أكتوبر، قال بوش «هناك اهتمام بالانتخابات الحالية، ونعتقد أن الانتخابات المحلية والجهوية في السنة الماضية مرت في ظروف جيدة، ونتوقع أن تمر هذه على منوالها».
ووصف بوش العلاقات المغربية - الأميركية بأنها «قوية وعميقة، ولدينا كثير من القضايا التي نشتغل عليها سويا من محاربة التطرف إلى التعاون العسكري، وجعل اتفاق التبادل الحر أكثر فاعلية بين البلدين، ولدينا تبادل ثقافي كبير، كما نتوفر على برنامج تحدي الألفية، ونحن فخورون بمستوى العلاقات بين البلدين».
وانتقد قياديون في حزب العدالة والتنمية تصريحات لشكر، التي حذر فيها أيضا من «سيناريو سوري أو ليبي في حالة استمرار حزب العدالة والتنمية في السلطة». وكتب خالد الرحموني، عضو الأمانة العام للحزب، أمس تدوينة على «فيسبوك»، قال فيها إنه «عوض أن يبعث السياسيون رسائل طمأنة إلى المواطن المغربي، يطمئنونه باستقرار بلدهم وسلامة نموذجهم القائم على الإصلاح في ظل الاستقرار، خرج لشكر لتخويف المغاربة وإرهابهم وابتزاز الدولة، وتحذيرها من سيناريو سوري أو ليبي في حالة استمرار حزب العدالة والتنمية في السلطة».
وفي سياق متصل، فاجأ عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سكان أحد أحياء مدينة سلا المجاورة للرباط، وخرج الليلة قبل الماضية للمرة الأولى للقاء المواطنين في المدينة التي ترشح فيها، وذلك في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات التشريعية المقررة في السابع من أكتوبر المقبل.
وظهر ابن كيران وسط حشد من سكان حي شماعو، رفقة عبد القادري عمارة وزير الطاقة والمعادن وكيل لائحة الحزب بدائرة سلا الجديدة، ومرشحين آخرين في الدائرتين.
ولم يعلن الحزب بشكل مسبق عن اعتزام ابن كيران ترؤس حملة الحزب في المدينة، خشية توافد عدد كبير من السكان وفقدان السيطرة على الحشود. وخاطب ابن كيران سكان المدينة التي تعود الترشح فيها قائلا: «بفضل ثقتكم وثقة الشعب المغربي تبوأت رئاسة الحكومة منذ 2011، وإذا كنت قد ترشحت عندكم فإنني أريد من خلال تصويتكم لي أن تظهروا للمغرب أن مدينة سلا راضية عن ابن كيران». وتابع قائلا: «أنا لم أقم بمعجزات ولم أنفذ كل ما كنت أريد تنفيذه، لكني حاولت وأعاهدكم أنني إذا استمررت في هذه المهمة أن أرد الحقوق للمواطنين الذين هم في أشد الحاجة إليها أكثر من الآخرين، حتى يكون في بلادنا العدل والإنصاف والديمقراطية والتقدم، وحتى يحصل كل مواطن على نصيبه ويشعر أنه معتز بالانتماء إلى بلاده».
وكان مناصرو ابن كيران يرددون شعار «الشعب يريد ولاية ثانية»، و«الشعب يريد إسقاط الفساد»، وتماهيا مع هذين الشعارين خاطبهم ابن كيران قائلا: «جئت اليوم لأشارك معكم بهذه الطريقة الرمزية، وأتمنى لكم حياة سعيدة، وأنتم من جانبكم لم يتبق لديكم سوى 8 أيام للقيام بواجبكم حتى نقطع الطريق على الفاسدين والمفسدين، وهي مهة ليس سهلة بل صعبة جدا»، مضيفا: «لكن إرادة الله مع إرادة الشعب، وإذا كنتم صادقين وتضعون اليد في اليد مع الناس المعقولين في هذه البلاد سنهزم الفساد».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».