سواءً عاد السبب إلى النمو الديموغرافي أو استسهال المهنة، أو مجرد رغبة شرعية في اقتطاع نصيب من الكعكة اللذيذة والمربحة التي تُمثلها الموضة، فإن النتيجة واحدة، وهي أن ساحة الموضة تزخر حاليًا بالمصممين وبيوت الأزياء. ففي الخمسينات من القرن الماضي، لم يكن هناك سوى 10 أو 20 مصممًا على الأكثر، نستلهم منهم، بينما الآن أصبح هناك المئات، إذا أضفنا المحلات الشعبية الكبيرة، التي دخلت على الخط، وأصبح بعضها يشارك في عروض الأزياء مثل «توب شوب» وغيرها. هذا الزخم قد يغني الموضة ويخدم المستهلك، كونه يحصل على تنوع كبير، لكنه أيضًا يصيبه بالحيرة. فاختلاف وجهات نظر المصممين تجعل الخيارات كثيرة. ولا يختلف هذا الموسم عن غيره، حيث تابعنا كثيرًا من الاتجاهات والتوجهات التي ترجمتها المحلات الشعبية مثل «زارا» و«أيتش أند إم»، وغيرها بأسعار جد معقولة، مما يجعلنا نعود إلى النصيحة القيمة التي يرددها الخبراء منذ عقد من الزمن، وهي الحفاظ على الأسلوب الخاص ومزج الغالي بالرخيص. أما بالنسبة لأهم الاتجاهات التي سنعانقها والقطع التي يمكننا الاستثمار فيها هذا الموسم، فتتلخص في التالي:
- المخمل: فهذا القماش الذي كان يثير المخاوف نظرًا لارتباطه بالماضي وبستائر البيوت القديمة، أصبح خامة مثيرة، تفنن كثير من المصممين في إقناعنا بها وبيعها لنا من خلال تصاميم أنيقة. توم فورد يقوم، ومنذ سنوات، بخطوات حثيثة في هذا الشأن، ويبدو أن محاولاته أعطت ثمارها أخيرًا، لأنه لم يقنع به المرأة فحسب، بل أيضًا أقنع مصممين آخرين. فقد ظهر مثلاً في عروض «برادا»، «حيدر أكرمان»، «فالنتينو» وآخرون.
الفكرة أنه يمكنك معانقته من خلال فستان سهرة طويل يستحضر صورة ريتا هايوراث أو لورين باكال، وغيرهما من نجمات هوليوود، أو من خلال جاكيت عصري تُنسقينه مع بنطلون واسع للمساء أو مع بنطلون عادي وحذاء رياضي للنهار. في كلا الحالتين سيكون المظهر مفعمًا بنغمات الـ«روك أند رول».
- نقشات الفهد: هي أيضًا من مخلفات الماضي التي استحلاها المصممون والزبائن على حد سواء. فقد عادت بتصاميم قوية ولمسات عصرية أكد عليها مصممون من أمثال دريز فان نوتن، وتوماس ماير، مصمم دار «بوتيغا فينيتا» وغيرهما. لكن يبقى القليل منها كثيرًا، ويفضل الاكتفاء بها في قطعة واحدة أو في إكسسوار.
- في عرضي كل من «غوتشي» و«ميوميو» تحديدًا، تكون العيون دائمًا مسلطة على الإكسسوارات، لأنها نادرًا ما تُقاوم، كما أنها تعطي فكرة عما سنتوقعه وما يمكن أن ندخر له لكي نشتريه. هذا الموسم، شدتنا الأحذية المنفوشة بالصوف أو الفرو، لكن الحقيقة أننا سنراها أكثر في صفحات المجلات أو في معرض «بيتي أومو» في حال ظهر بها أحد «الطواويس» الذي يريد جذب الانتباه. في الجهة المقابلة، كانت هناك حقائب مطرزة ومشهية يمكن أن ترقى بأي مظهر عادي وتمنحه ديناميكية، كما يمكن أن تصبح استثمارًا على المدى البعيد.
- الأزياء والإكسسوارات المطرزة ظهرت في كثير من العروض، من «فالنتينو» إلى «غوتشي» و«دولتشي أند غابانا» وغيرها، لكن إذا كانت الإمكانيات لا تسمح، فإن محلات «زارا» تطرح قطعًا لا يُستهان بجمالها وأناقتها، على شكل قمصان وبنطلونات جينز وفساتين منسدلة بقصات الإمباير، إضافة إلى حقائب يد.
- القميص من الأساسيات هذا الموسم، سواء كان بتصميم أنثوي وناعم من الحرير أو واسعًا مستوحى من القميص الرجالي المصنوع من القطن. فهو يكفي لكي يحقن أي إطلالة بجرعة عصرية قوية. ولا يهم هنا إن تم تنسيقه مع تنورة طويلة من الجلد أو بنطلون مستقيم، لأن النتيجة واحدة.
- لأننا في موسم الخريف، وهو ما يعني تباين أحوال الطقس وتقلبها بين الدافئ والبارد وبين الشمس والمطر، فإن معطفًا واقيًا من قماش الغبردين، قطعة كلاسيكية لا يُستغنى عنها. ورغم أن كثيرًا من المصممين والمحلات أدلوا بدلوهم فيها، من «اكواسكوتم» إلى «زارا»، فإنه يبقى ملكًا لدار «بيربري»، التي تعود إليه في كل موسم لتطوره وتجمله فتزيد من بريقه والرغبة فيه.
- الفرو لم يعد يخيف كما كان في السابق، لأن سطوة المناهضين لاستعمالاته خفت بشكل كبير. والسبب يعود إلى أن رسالتهم وصلت، وأصبحت بيوت الأزياء تتعامل مع الجلود الطبيعية بطريقة رحيمة. من جهة أخرى، اكتسب الفرو خفة وألوانًا ونقشات تواكب الموضة بفضل بيوت تفننت فيه منذ زمن طويل، وعلى رأسها دار «فندي»، التي أدخلته مناسبات النهار من أوسع الأبواب.
8:18 دقيقة
المصممون يُشجعون لمستك الخاصة على مقترحاتهم
https://aawsat.com/home/article/748826/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%85%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%8F%D8%B4%D8%AC%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85
المصممون يُشجعون لمستك الخاصة على مقترحاتهم
أهم التوجهات هذا الخريف تعود بك إلى الماضي الجميل
المصممون يُشجعون لمستك الخاصة على مقترحاتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة