السيسي يؤكد قدرة الجيش على بسط سيطرته على كامل البلاد في 6 ساعات

الرئيس المصري: لن نسمح بضياع الدولة.. ولا يستطيع أحد أن يؤثر على علاقاتنا بدول الخليج

السيسي يؤكد قدرة الجيش على بسط سيطرته على كامل البلاد في 6 ساعات
TT

السيسي يؤكد قدرة الجيش على بسط سيطرته على كامل البلاد في 6 ساعات

السيسي يؤكد قدرة الجيش على بسط سيطرته على كامل البلاد في 6 ساعات

هاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المشككين في حجم ما اعتبره إنجازات حققها خلال عامين من حكمه، محذرا في خطاب له أمس من «هجمة شرسة جدا» تحاك ضد الدولة المصرية وجيشها، وأبدى استعداده لمواجهة أي اضطرابات محتملة قائلا: «لن يستطيع أحد أن يمس الدولة.. التخطيط قائم على أن تنتشر القوات المسلحة خلال 6 ساعات لحماية الدولة».
وشهد السيسي أمس افتتاح أحد المشروعات السكنية ضمن خطة تطوير العشوائيات في محافظة الإسكندرية بتكلفة تبلغ 1.2 مليار جنيه. وتعاني مصر من أزمة اقتصادية صعبة منذ سنوات، زادت حدتها مؤخرا مع انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، وتراجع إيرادات البلاد من السياحة وقناة السويس والتصدير والاستثمارات، الأمر الذي انعكس على أسعار السلع وزاد من معاناة المواطنين.
وقال السيسي أمس: «مسؤوليتنا هي أن نعطي الشباب الأمل.. أنا أتحدث إليكم حاليا وهناك عمل كبير.. مشروع الاستزراع السمكي سيتم افتتاحه خلال 3 شهور، سيحتاج من 5 آلاف إلى 6 آلاف إنسان، والمنطقة الصناعية في كفر الشيخ فيها نحو من 6 إلى 8 مصانع جاهزة للعمل، ويحتاج كل مصنع إلى مائة إنسان للعمل».
وأرجع السيسي أسباب ارتفاع أسعار السلع خلال الفترة الراهنة إلى «زيادة المرتبات في أجهزة الدولة والمعاشات دون أن تقابلها زيادة في حجم السلع المعروضة»، مضيفا: «لازم نعترف إن إحنا خلال الخمس سنين اللي فاتوا حجم الأموال اللي في يد الناس زادت بنحو مائتي مليار جنيه عما قبل».
وتابع: «إحنا زودنا في مرتبات الحكومة 150 مليار جنيه سنويا، وزودنا المعاشات 53 مليار جنيه.. يعني زيادة نحو مائتي مليار جنيه، ده بقى قدرة شراء لازم يقابلها عرض زيادة، وده ما حصلش». وشدد على أن حجم السلع المعروضة يحتاج إلى زيادة تتناسب مع الزيادة في المرتبات والمعاشات.
ونوه الرئيس بأن الحكومة تعكف حاليا على تنفيذ برنامج يهدف للسيطرة على الأسعار خلال شهر أو اثنين «بغض النظر عن سعر الدولار»، مضيفا: «فيه برنامج بيتنفذ دلوقتي لزيادة المعروض من السلع التي تمس المواطن».
وتعهد السيسي بالسيطرة على أزمة ارتفاع الأسعار قريبا قائلا: «خلال شهر أو شهرين حجم السلع هيكون حجم معتبر، والأسعار هيتم السيطرة عليها تاني بغض النظر عن سعر الدولار.. وده التزام من الحكومة تجاه الشعب».
وقفز معدل التضخم السنوي في إجمالي الجمهورية إلى 16.4 في المائة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، مقابل 14.8 في المائة في يوليو (تموز) الماضي، مسجلا أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008.
وانتقل السيسي للحديث عن مكافحة الإرهاب قائلا: «لقد حققنا إنجازا كبيرا في مجال مكافحة الإرهاب بفضل تضافر جهود الدولة بالكامل، فالإرهاب يهدف لهزيمة الناس، كما أن نشر الكلام الباطل غير الحقيقي بين الناس يؤدي إلى زعزعة ثقتهم في أنفسهم وفي بلدهم، إذا حدث في مصر ما يحدث في بعض الدول الأخرى من اضطراب وزعزعة للثقة لا هتنفع لا لينا ولا لحد تاني».
وأضاف قائلا: «الأمور في مصر لا يمكن حلها في يوم وليلة، على الدول بذل الجهد والمعاناة والصبر لتسجيل اسمها في سجل التقدم والحضارة». وتابع: «أود أن أطمئنكم أن هناك دولة وقوات مسلحة ووزارة الداخلية، ولن يستطيع أحد أن يمس الدولة المصرية.. التخطيط قائم على أن تنتشر القوات المسلحة في مصر خلال 6 ساعات لحماية الدولة، محدش (لا أحد) يفتكر إننا هنسيبها (نتركها) ونسمح أن تضيع مننا ونضيع الناس معانا، أنا مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى وأمامكم وأمام التاريخ عن الدفاع عنها وحمايتها لآخر لحظة». وحول سياسات مصر الخارجية قال: «الجميع يقدر الإدارة السياسية المصرية المتوازنة؛ فنحن نسير في علاقاتنا الخارجية مع الجميع بشكل جيد، ويوجد تحسن في هذا الخصوص، كما نعطي الفرصة للآخرين في التعرف على مواقفنا من خلال صبرنا وسياستنا المعتدلة الخالية من المغامرة والغلو والتطرف والحدة».
وحرص السيسي على التأكيد أنه لا أحد يستطيع التدخل في العلاقة القوية بين مصر وأشقائها في الخليج، وقال: «الأمن القومي العربي والخليجي هو جزء من الأمن القومي المصري، ولن يستطيع أحد أن يفصلنا عن أشقائنا في الخليج».
وأعرب السيسي عن أسفه لسقوط أكثر من 160 شخصا جراء غرق «مركب الهجرة غير الشرعية» في منطقة رشيد الأسبوع الماضي، ودعا المجتمع للتصدي للهجرة غير الشرعية سواء كانت من الخارج إلى مصر أو من مصر إلى الخارج.
وأطلق السيسي مبادرة شعبية للإسهام في بناء المشروعات القومية تقوم على تحصيل العملات الصغيرة (أقل من جنيه) من المتعاملين مع البنوك، قائلا: «ما ينفعش ناخد الفكة زي الخمسين قرش والجنيه وتتحط في حساب حاجة زي كده (مشروع إسكان).. الفكة دي تحقق رقما كبيرا جدا نضعه في مشاريع.. كل الناس تساهم والناس في مصر عاوزه تساهم». لكنه لم يوضح آلية القيام بذلك.
وقال الرئيس المصري: «هناك أمل.. نعم هناك أمل كبير.. ولو انتوا بتشوفوا التحديات والهجمات اللي بتتعمل عليكوا تعرفوا إن هناك من يريد أن مصر تبقى دولة لاجئين»، مؤكدا أن مصر عصية على أن تبقى دولة لاجئين.
وأشار السيسي إلى أنه خلال الشهرين الماضيين كانت هناك هجمة شرسة جدا على الدولة وعلى القوات المسلحة، وقال إنه استعرض «التحديات الموجودة في مصر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة» ووصفها بأنها «ضخمة جدا جدا»، وتابع: «قلت لا خيار لديكم إلا أنكم تحطوا إيديكم معي لإعادة بناء الدولة المصرية، بالإضافة لمهام الحفاظ على الحدود والأمن القومي وكل حاجة».
وحول دور الجيش المتنامي في تنفيذ المشروعات والاقتصاد بوجه عام، أوضح السيسي أن «الجيش مبيخدش (لا يحصل) جنيه ويحطه في جيب حد»، وتابع: «الصرف داخل القوات المسلحة بأوامر مني شخصيا ووزير الدفاع فقط.. ده جيشكم وأبناؤكم، وليس جيش حد تاني».
وقال إنه «لا يوجد مبرر أو عذر لسقوط ضحايا بمثل هذا الشكل أو بأي شكل آخر»، وأوضح: «أي شاب من شبابنا لكي يسافر بهذه الطريقة يدفع أموالا كثيرة سواء قام بتدبيرها بنفسه أو اقترضها، وأقول للجميع: بلدنا أولى بنا، نحن لن نترككم، لكن إنجاز أي مشروع يحتاج إلى وقت». واختتم قائلا: «ليه نترك بلادنا، مصر فيها شغل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.