فيصل بن سلمان: ذكرى اليوم الوطني تتزامن مع مواصلة مسيرة النهضة الشاملة

دشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمشاركة مدارس منطقة المدينة المنورة

الأمير فيصل بن سلمان يدشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمناسبة اليوم الوطني
الأمير فيصل بن سلمان يدشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمناسبة اليوم الوطني
TT

فيصل بن سلمان: ذكرى اليوم الوطني تتزامن مع مواصلة مسيرة النهضة الشاملة

الأمير فيصل بن سلمان يدشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمناسبة اليوم الوطني
الأمير فيصل بن سلمان يدشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمناسبة اليوم الوطني

رفع الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، أسمى التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد وولي ولي العهد، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ86.
وقال أمير منطقة المدينة المنورة إن «هذه الذكرى الخالدة لمرحلة التوحيد والبناء التي قام عليها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، من أجل إقامة مملكة العز والنماء، تأخذ اليوم شكلاً جديدًا وترتدي ثوبًا مغايرًا، إذ تأتي متزامنة مع مرحلة التحوّل الوطني الذي نتشارك جميعًا في صناعته ونعمل بكل طاقتنا من أجله، وهي المرحلة التي تعوّل فيها البلاد على الإنسان صاحب الإرادة والعزيمة القوية، لمواصلة مسيرة النهضة الشاملة».
وأضاف أن السعودية منذ تأسيسها جعلت جُل اهتمامها خدمة الحرمين الشريفين وتهيئتهما لقاصديهما، وسخّرت كل إمكاناتها وقدراتها لشرف هذه الخدمة العظيمة التي حباها الله بها، إذ يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الرعاية والاهتمام لكل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، مشيرًا إلى جهود خادم الحرمين من أجل توحيد الصف وجمع الكلمة ومسعاه الصادق للوقوف جنبًا إلى جنب مع الأقطار العربية والإسلامية كافة في أزماتها.
ولفت أمير منطقة المدينة المنورة إلى أن العهد الزاهر الذي تشهده السعودية والتطور الملموس على الصُعد والمجالات كافة، يحتّم على الجميع مسؤولية المحافظة على هذه الريادة وبذل الجهود لتقديم العمل المخلص والمتميز «وأن نسعى دومًا نحو صناعة المستقبل لمواكبة الحضارة العالمية متسلحين بقيمنا وعاداتنا الإسلامية التي نفخر ونعتز بها»، داعيًا الله أن يحفظ للسعودية قيادتها وأن يديم عليها أمنها واستقرارها، وأن يحقق لها ما تصبو إليه من رخاء وتقدم وتطور ورفعة.
إلى ذلك، دشن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المعرض الفني لمدارس المنطقة الذي نظمته إدارة تعليم المدينة المنورة بعنوان «وطن يسكن القلوب» بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لليوم الوطني. واطلع خلال جولته بالمعرض على منتجات وأعمال الطلاب والطالبات وطلاب التربية الخاصة، التي تحوي صورًا ولوحات تحكي تاريخ التعليم في المنطقة.
بدوره، ذكر المدير العام للتعليم بمنطقة المدينة المنورة، ناصر العبد الكريم، أن هذه المناسبة تفوح بعبق الوطن، وتتجدد في كل عام ليتصفح السعوديون من خلالها أوراق التاريخ المجيد لبلادنا، ويستحضرون مسيرة حافلة بالعطاء وما سطرته تلك المسيرة من بطولات وعمل بنّاء نال التقدير والإعجاب في بيئة عطرة يفوح أريجها بالأمجاد، تربى عليها ملوك هذه البلاد وعلى البطولة والشيم الأصيلة، مستمدين قوتهم من الله عز وجل ومتسلحين بالعقيدة الإسلامية السمحة.
وأضاف أن التاريخ يقف شاهدًا على مسيرة البناء والتنمية والإنجاز، وما قدمه مؤسس هذه البلاد وباني نهضتها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وأبناؤه البررة من عطاء للوطن ومواطنيه الأوفياء وما بذلوه من حرص على مصالح شعبه وأمته العربية والإسلامية، موضحًا أن المعرض يتضمن أبرز إنتاجات طلاب وطالبات تعليم المنطقة من رسومات وأعمال يدوية، وذلك إسهامًا وتعبيرًا صادقًا عن الانتماء والعطاء والإخلاص من خلال الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».