انطلاق مهرجان الإسكندرية السينمائي الـ«32» تحت شعار «السينما والمقاومة»

90 فيلمًا من 29 دولة تتنافس على جوائزه.. وإعلان 2017 عام القدس سينمائيًا

مشهد من حفل الافتتاح  -  الفنانة يسرا ({الشرق الأوسط})
مشهد من حفل الافتتاح - الفنانة يسرا ({الشرق الأوسط})
TT

انطلاق مهرجان الإسكندرية السينمائي الـ«32» تحت شعار «السينما والمقاومة»

مشهد من حفل الافتتاح  -  الفنانة يسرا ({الشرق الأوسط})
مشهد من حفل الافتتاح - الفنانة يسرا ({الشرق الأوسط})

في غياب للأفلام المصرية، شهدت مكتبة الإسكندرية، أول من أمس (الأربعاء)، افتتاح الدورة الـ«32» من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، التي تستمر حتى 27 سبتمبر (أيلول) الجاري، بمشاركة 29 دولة.
تحمل دورة هذا العام شعار «السينما والمقاومة» وتحتفي بالقدس، بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور. وهو ما أشار إليه وزير الثقافة المصري الكاتب حلمي النمنم، في كلمته خلال حفل الافتتاح، بقوله: «نحن الآن نعيش حالة مقاومة في العراق وسوريا واليمن وليبيا وشمال سيناء وفلسطين، ونحن على ثقة بأن مصر لن تسقط وكذلك المنطقة كلها»، مضيفا: «علينا الاحتفاء بسينما المقاومة، لأن الحياة كلها ينبغي أن تكون حالة مقاومة ضد الظلامية والتخلف والجهل والاحتلال».
وقدمت حفل الافتتاح الفنانة أيتن عامر، بعد أن بدأ متأخرا عن موعده بأكثر من ساعة، واستهلت فعاليات المهرجان بلوحة استعراضية بعنوان «من غير مقاومة ماقدرش أعيش» كلمات مصطفى الضمراني وألحان كريم عرفة، وعرضت مشاهد من أفلام تدور حول المقاومة العربية ومنها: «الناصر صلاح الدين»، و«عمر المختار»، و«جميلة بوحريد»، و«ناصر 56».
وخلال حفل الافتتاح، تم تكريم الفنانة يسرا التي أطلق اسمها على الدورة، والتي قالت موجهة حديثها للجمهور: «لولاكم لما كنت كما أنا الآن.. أنتم من منحني النجومية.. وشرف كبير لي أن التكريم داخل مكتبة الإسكندرية العريقة». كما كرم المهرجان الفنان القدير يوسف شعبان الذي قال: «التكريم جاء في وقته تماما.. لقد كنت في أمس الحاجة إلى شيء يرفع من روحي المعنوية».
كما كرم المهرجان المخرج المصري محمد راضي، والمنتج المصري محسن علم الدين، والمنتجة الفرنسية ميشيل غافراس، بالإضافة إلى تكريم خاص لمكتبة الإسكندرية التي استضافت حفل الافتتاح، بمناسبة مرور 120 عاما على أول عرض سينمائي في الإسكندرية وثاني عرض في العالم.
وعرض عقب حفل الافتتاح الفيلم الجزائري «حظ سعيد يا جزائر» للمخرج الجزائري الكبير فريد بن تومي. وتدور قصة الفيلم حول صديقين منذ الطفولة سام، وستيفان، وهما شريكان في إدارة شركة صغيرة لصناعة الزلاجات، وسبق للفيلم أن فاز بجائزة الجمهور من مهرجان «مونبلييه»، وسبق له المشاركة في مهرجان «ألب دوياز» الفرنسي ضمن أفلام خارج المسابقة الرسمية وكان عرضه الشرفي الأول في مارس (آذار) الماضي.
وتشارك في المهرجان 90 فيلما من 29 دولة في مسابقات محمد بيومي لمبدعي الإسكندرية التي ترأس لجنة تحكيمها الدكتورة غادة جبارة، ومسابقة الفيلم العربي القصير التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج المصري هاني لاشين، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج العماني خالد السجالي، ومسابقة نور الشريف للفيلم الروائي الطويل التي يرأس لجنة تحكيمها الفنان المصري عزت العلايلي.
وتحل اليونان ضيف شرف الدورة الحالية للمهرجان، فضلا عن الاحتفاء بدول: الجزائر وسوريا وفلسطين، في بانوراما سينما المقاومة. كما يقام معرض تشكيلي عن القدس في مركز الإسكندرية للإبداع أثناء فترة انعقاد المهرجان.
وكرم وزير الثقافة المصري، أمس الخميس، نظيره الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو خلال افتتاح فعالية «القدس في السينما». بدأ الافتتاح بعرض فيلم «الطوق الأبيض» للمخرجة حنين جابر. وقال رئيس مهرجان الإسكندرية، الناقد الفني الأمير أباظة: «للكاميرا دور عظيم في المقاومة، فهي التي تصور وجه الاحتلال الأسود في سياق الحياة الفلسطينية»، داعيا الفنيين إلى ألا يتركوا القدس فريسة وحيدة للمحتل لتبقى زهر الكرامة.
ومن جهته، قال بسيسو: «نحن جئنا من فلسطين لنؤكد حق شعبنا في الوجود والإبداع والحياة رغم كل التحديات التي نواجهها يوميا، إن ما ترونه عبر شاشات السينما هو نقل حقيقي للواقع الذي نحياه كل يوم في فلسطين، فدور الكاميرا نقل بشاعة سياسات المحتل الذي يتفنن في تحويل الحياة الفلسطينية إلى كابوس، ورغم هذا ما زال شعبنا باقيا ليواجه هذه السياسات، مهما أمعنت في عزل القدس وفلسطين عن عمقها العربي والدولي لطمس الهوية الفلسطينية ومحاربة الرواية الفلسطينية، لذا نطمح حاليا أن تكون هناك صناعة سينمائية فلسطينية، وأن تكون محمولة على أجنحه عربية، والخطوة الأولى لتأسيس ذلك أن يكون هناك دعم عربي لهذا الشأن».
وأثنى بسيسو على إعلان «2017 عام القدس سينمائيا» من مصر العروبة الداعم الدائم للقضية الفلسطينية، ما سيوفر منصة جديدة للإبداع والسينما الفلسطينية، مؤكدا أن رصد مفردات الصمود اليومي في فلسطين عبر الكاميرات يعكس مدى العمق الوطني ومدى حضور فلسطين في الوعي العربي والإنساني، مشيرا إلى أن تخصيص عام 2017 سينمائيا للقدس سيكون فرصة مهمة للإبداع السينمائي، لتكون الرواية الفلسطينية حاضرة في مواجهة تداعيات الذكرى الخمسين لاحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
واختتم بسيسو كلمته بقوله: «لا تنسوا القدس ولا فلسطين»، مؤكدا دور الثقافة في توثيق الرواية وحفظ الذاكرة وإعادة إنتاج الوعي وصقله مرة أخرى رغم التحديات الإسرائيلية التي تحاول تشويهه. وأكد أن فلسطين ترحب وتسعى دائما لمد جسور الصلة مع عمقها العربي والإنساني الذي دائما ما تفتخر به خصوصا الجهود التي تقدمها مصر لدعم الرواية الفلسطينية، لأن الكل في فلسطين يتطلع لدور الثقافة العربية.
وأكد النمنم أن هناك دورا مهما للمبدعين في فلسطين، قائلا: «للقدس حالة إبداعية في المقام الأول، وعلينا أن نجعلها حية في الضمير الإنساني دائما»، مؤكدا أن «المقاومة ستستمر في فلسطين حتى تسترجع فلسطين كاملة وتقوم الدولة الفلسطينية، لأنه ما لم تقم الدولة الفلسطينية لن يكون هناك مستقبل في المنطقة»، مؤكدا أهمية الفن في تأسيس دولة مدنية وطنية بعيدا عن الدينية، لافتا إلى «أن السنوات المقبلة ستصادف ذكريات عربية كبيسة للاحتلال، فستمر مائة عام على وعد بلفور، وسبعون عاما على قرار التقسيم، وخمسون عاما على اجتياح الضفة وغزة، لذا فالاحتفاء بالقدس في السينما العربية ينبع من إطار دورنا في الاحتفاء بالمقاومة العربية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.