القبض على منفذ تفجير مانهاتن الأفغاني أحمد خان رحيمي

أوباما يتوعد «داعش» بتكثيف أمني مشدد حول مباني الأمم المتحدة والشوارع المحيطة

القبض على منفذ تفجير مانهاتن الأفغاني أحمد خان رحيمي
TT

القبض على منفذ تفجير مانهاتن الأفغاني أحمد خان رحيمي

القبض على منفذ تفجير مانهاتن الأفغاني أحمد خان رحيمي

أعلنت شرطة نيويورك أن أفغانيا يدعى أحمد خان رحيمي يبلغ من العمر 28 عاما، يجري البحث عنه لتورطه في تخطيط تفجير القنبلة في حي تشيلسي في مانهاتن بنيويورك اعتقل أمس. وذكرت شبكات التلفزيون الأميركية أنه تم القبض أمس على الأفغاني الأميركي المطلوب لعلاقته بتفجيري نيويورك ونيوجيرسي، بعد اشتباك مسلح مع الشرطة. وعرضت شبكة «سي إن إن» الإخبارية صورا له وهو على نقالة ويحمل إلى عربة إسعاف بعد إصابته في الاشتباك. وشوهد أحمد خان رحيمي بضمادة على ذراعه اليمنى، وكان يحرك رأسه وعيناه مفتوحتان وجسمه مغطى ببطانية أثناء نقله إلى عربة إسعاف في ليندين بولاية نيوجيرسي. تقع ليندين جنوب غربي إليزابيث في نيوجيرسي، حيث عثر رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) على مجموعة من القنابل التي زرعت في محطة قطار، وقاموا بتفكيكها.
ورحيمي مطلوب لعلاقته بتفجيرات السبت الماضي في حي تشيلسي في نيويورك التي أسفرت عن إصابة 29 شخصا، وقنبلة أخرى في نيوجيرسي لم تتسبب في إصابات، إلا أنها أدت إلى إلغاء سباق.
وجاء اعتقاله بعد أن نشر الـ«إف بي آي» صورة له، وقال إنه «مسلح وخطير» في رسالة نصية بعثت إلى الملايين في منطقة نيويورك. وأكد بيتر دونالد، المتحدث باسم شرطة نيويورك، أن التحقيقات تشير إلى تورط رحامي، وهو أفغاني الأصل حصل حديثا على الجنسية الأميركية، فيما حذر عمدة نيويورك من أن رحامي مسلح وخطير. إلى ذلك، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالأجهزة الأمنية للولايتين وتوعد بالقضاء على تنظيم داعش. وأشار إلى أنه سيبحث سبل القضاء على التنظيم عند اجتماعه في وقت لاحق اليوم مع رئيس الوزراء العراقي. ويوجد أوباما في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة.
من جهته، قال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، ظهر أمس، إنه يتوقع تطورات جديدة على مدار اليوم والكشف عن حقائق جديدة، فيما أعلن عن توقيف خمسة مشبوهين، مع زيادة في التكثيف الأمني حول مباني الأمم المتحدة والشوارع المحيطة.
وقال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، إن القنابل التي عثر عليها خلال اليومين الماضيين متشابهة في طريقة الصنع، ما يشير إلى صلة مشتركة محتملة، وأوضح أن التحقيق لا يزال جاريا، مضيفا أنه لن يفاجأ إذا انتهى التحقيق بالتوصل إلى شخص واحد أو إلى وجود صلة خارجية بالحوادث.
وأشار مسؤولون إلى أن التحقيقات بشأن التفجيرات في نيويورك ونيوجيرسي تدفع السلطات إلى الاعتقاد بوجود خلية إرهابية محتملة في الولايتين.
وقد أصيب 29 شخصا، مساء أول من أمس، عندما انفجرت قنبلة في شارع 32 بحي مانهاتن، وتمكنت الشرطة من تفكيك قنبلة أخرى (عبارة عن طنجرة طهي الطعام موصولة بأسلاك وهاتف محمول) على بعد عدة مبان في الحي نفسه، وفي صباح أمس (الاثنين) تم العثور على قنبلة ثالثة في محطة للقطارات في ولاية نيوجيرسي القريبة من مدينة نيويورك.
وكانت السلطات الأميركية قد عثرت فجر أمس (الاثنين) على عدة عبوات مشبوهة داخل حقيبة ظهر رميت في سلة للمهملات في نيوجيرسي (عند محطة إليزابيث التي تبعد 16 ميلا من الجنوب الغربي لمدينة نيويورك. وتوجهت فرقة تابعة لمكافحة المفرقعات لفحص العبوة، وبينما كان خبراء المتفجرات يعالجونها، انفجرت حسبما أفادت وسائل الإعلام ورئيس البلدية أمس.
وصرح كريس بولويدج، رئيس بلدية إليزابيث لشبكة «سي إن إن»، بأن «الرجل الآلي كان يتفحص إحدى العبوات وقطع سلكا، ما أدى إلى انفجارها»، وذلك بعد أن عثر رجلان على حقيبة الظهر في وقت متأخر أول من أمس، وأبلغا السلطات بعد أن لاحظا «أسلاكا وأنبوبا» فيها. وأغلقت محطة إليزابيث للقطارات، وتم تعليق حركة النقل في السكك الحديدية، وبعد عدة ساعات استأنفت القطارات العمل بعد إعلان الشرطة عدم وجود مخاوف من عبوات مشبوهة أخرى.
وعلى غرار القنبلة التي استخدمت في التفجير بمانهاتن مساء السبت الماضي، كانت العبوة الثانية مؤلفة من طنجرة ضغط مزودة بهاتف نقال وأنوار مستخدمة في زينة عيد الميلاد ومادة متفجرة محشوة بقطع معدنية. وأفادت شبكة «سي إن إن»، بأن تسجيلات كاميرات المراقبة التي حصلت عليها السلطات تظهر الرجل نفسه بالقرب من مكان الانفجار وبالقرب من مكان العبوة التي لم تنفجر.
وأظهرت شرائط كاميرات المراقبة في مانهاتن، أن رجلا يجر حقيبة من القماش على عجل بالقرب من موقع الانفجار في شارع 23 قبل 40 دقيقة قبل الانفجار، ويظهر في تسجيلات المراقبة وهو يضع كيس قمامة أبيض في سلة المهملات، وتعتقد الشرطة أنها كانت تحتوي على طنجرة الضغط.
وفي وقت مبكر أول من أمس في نيوجيرسي، انفجرت عبوة يدوية الصنع دون أن توقع ضحايا في مدينة سيسايد بارك بالقرب من ميدان سباق شارك فيه مئات العدائين. وعثرت السلطات على ثلاث قنابل موقوتة لم تنفجر في المكان.
وأعلن رئيس شرطة نيويورك جيمس أونيل أول من أمس (الأحد) أن تفجير نيويورك لم يتبناه أي «فرد أو جهة»، والأمر نفسه بالنسبة إلى نيوجيرسي.
والتزمت السلطات الحذر الشديد أول من أمس (الأحد) في توصيفها للهجمات.
وتأتي تلك الحوادث في وقت تستضيف فيه مدينة نيويورك أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ويتوافد على المدينة ملوك وأمراء ورؤساء عدد كبير من الدول والوفود الرسمية.
وقد شددت الشرطة الأميركية وجودها ووضعت المتاريس وانتشرت عناصرها في جميع الشوارع المحيطة بمباني الأمم المتحدة وبعثات الدول الأجنبية وحول الفنادق القريبة من الأمم المتحدة وبشكل خاص في الفنادق التي يقيم بها الرؤساء والوفود الأجنبية.
ونشرت شرطة نيويورك ألف عنصر إضافي في نيويورك التي أتى إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد ظهر أول من أمس، من أجل المشاركة في الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. ومع دنو موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي في الثامن نوفمبر (تشرين الثاني)، يعود التهديد الأمني ليتصدر الحملة الانتخابية للمرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون. على غرار بعض الدول الأوروبية، شهدت الولايات المتحدة مؤخرا عدة اعتداءات دامية نفذها متطرفون في أورلاندو في يونيو (حزيران) (فلوريدا، 49 قتيلا تبناه تنظيم داعش)، وسان برناردينو في ديسمبر (كانون الأول) (كاليفورنيا، 14 قتيلا أشاد به التنظيم المتطرف دون أن يتبناه). كما وقع اعتداء آخر السبت الماضي في مركز للتسوق في سانت كلاود في مينيسوتا (شمال) عندما قام رجل في الـ22 بإصابة تسعة أشخاص طعنا قبل أن يقتل بأيدي الشرطة. وهذا الاعتداء الوحيد الذي تبناه تنظيم داعش حتى الآن.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».