بوادر انقسامات داخل الحزب الحاكم التونسي وتخوف من تصدير الأزمة إلى الحكومة

إثر اقتراح بتعيين الشاهد رئيسًا لحزب النداء

بوادر انقسامات داخل الحزب الحاكم التونسي وتخوف من تصدير الأزمة إلى الحكومة
TT

بوادر انقسامات داخل الحزب الحاكم التونسي وتخوف من تصدير الأزمة إلى الحكومة

بوادر انقسامات داخل الحزب الحاكم التونسي وتخوف من تصدير الأزمة إلى الحكومة

أقر اجتماع الهيئة السياسية والكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس في اجتماع ضم أعضاء حكومة الوحدة الوطنية، تعيين يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، ليتولى رئاسة حزب النداء لإخراجه من دائرة الصراعات السياسية التي لازمته لنحو سنتين.
ووصفت بعض القيادات السياسية داخل حزب النداء الوضع بـ«المحاولة الانقلابيّة التي يراد من خلالها الاستيلاء على قيادة الحركة»، في حين خففت قيادات القيادات السياسية المناصرة للشاهد من وطأة هذا القرار، وقالت: إنه لا يزال في مرحلة الاقتراح القابل للتنفيذ أو الرفض.
وبهذا التكليف الجديد يكون الشاهد قد جمع لأول مرة بعد ثورة 2011 بين أعلى منصب في الحزب، وأعلى منصب في الحكومة، وهو ما قد يمثل عاملا مهما للسيطرة على الخلافات المتتالية التي عرفها الحزب منذ تأسيسه منتصف شهر يونيو (حزيران)2012.
وكان يوسف الشاهد قد حافظ على الحياد، وترأس خلال السنة الماضية لجنة مكونة من 13 قياديا سياسيا، شكلها رئيس الدولة في محاولة لرأب الصدع بين الفرقاء السياسيين، ونجح في تفادي بعض الهزات داخل الحزب دون أن يمنع تواصل الخلافات السياسية الحادة.
وعجز حزب النداء عن لم شمل قياداته السياسية، وتنظيم مؤتمره التأسيسي الذي تأجل أكثر من مرة نتيجة الاختلاف حول هيكلة الحزب وقياداته السياسية، وتبادل التهم بشأن المحاولات المتكررة للسيطرة على الحزب.
وأدت الخلافات السياسية بين شق اليسار، ممثلا في محسن مرزوق، وشق التجمعيين الذي يمثله حافظ قائد السبسي، حول تشريك حركة النهضة في التحالف الحاكم، إلى استقالة محسن مرزوق، الأمين العام للحزب، وانشقاقه في مرحلة أولى، ثم تشكيل حزب سياسي تحت اسم «حركة مشروع تونس».
وتواصلت الخلافات السياسية في حزب النداء، وهو ما أدى إلى استقالة رضا بلحاج رئيس الهيئة السياسية من حزب النداء، وبرزت خلال الآونة الأخيرة خلافات جديدة بين حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي، وسفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية، إثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والخلاف الذي ظهر حول عدد الحقائب الوزارية المسندة لحزب النداء.
وفي السياق ذاته، طالب 11 عضوا من الهيئة السياسية لنداء تونس بإلغاء منصب المدير التنفيذي والممثل القانوني الحزب التي يتولاها حاليا حافظ قائد السبسي، إضافة إلى تحوير النظام الداخلي وإعادة توزيع المسؤوليات، صلب الهيئة السياسية لتفادي سيطرة أي طرف على الحزب.
واتهمت تلك القيادات السبسي الابن بالتسبب في ظهور «حالة الشلل والانقسام التي يعيشها الحزب عبر تصرفاته غير المسؤولة وانفراده بالرأي»، وطالبوا بتوسيع الهيئة السياسية لتشمل عددا من القيادات مثل لزهر العكرمي، ولزهر القروي الشابي وكمال الحمزاوي، والفاضل بن عمران وهم من أبرز قيادات الحزب.
وفي هذا الشأن قال بوجمعة الرميلي المدير التنفيذي السابق في حزب النداء، إن اجتماع يوم الأحد في العاصمة تعمد من خلاله حافظ قائد السبسي «إقحام رئيس حكومة الوحدة الوطنية غير المنتمي للهيئة السياسية والوزراء الممثلين لحزب النداء في هذه المناورة دون وعي أو تقدير للخطر والأضرار التي ستعرقل لا محالة مسيرة حكومة الوحدة الوطنية».
وأكد الرميلي أن هذا القرار سيكون وراء تصدير الصراعات الحزبية إلى حكومة الشاهد، وقد يؤدي لاحقا إلى انحراف دور الحكومة التي عملت على جمع القوى الوطنية كافة الداعمة لها حول مشروع سياسي واحد.
ومن جانبها، قالت أنس الحطاب القيادية في حزب النداء، إن الهيئة السياسية للحزب ستعقد اجتماعا في غضون هذا الأسبوع للنظر في مختلف وجهات النظر والآراء المختلفة، سواء منها الرافضة لمقترحات اجتماع الأحد، أو المناصرة لتوجه توحيد الصف داخل الحزب، وأكدت أنّ الكلمة الفصل ستعود للأغلبية وهي التي ستحسم هذا الجدل على حد تعبيرها.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.