تشهد الساحة الإلكترونية الأميركية حاليًا سباقًا محمومًا لتوفير أعلى سرعة ممكنة من سعة النطاق العريض للإنترنت (برودباند)، مع دخول شركات مثل «ألفابيت» (غوغل فايبر) و«إيه تي آند تي» (غيغاباور) و«كومكاست» (غيغابت إنترنت)، في منافسة شرسة لتوفير خدمة الإنترنت بسرعة البرق.
وفي الوقت الذي يتفق فيه الجميع تقريبًا على أن أعلى شبكات الإنترنت سرعة، ستوفر ميزة كبيرة للعملاء، فإنه من غير الواضح بالضرورة كيف ستتشكل ملامح المستقبل، ومتى سيمكن الوصول إلى هذا الهدف وكم ستكون تكلفته.
إنترنت أسرع
وسعيًا لمعاونة الزبائن على تخيل ما هو ممكن، أطلقت منظمة «كيبل لابس» الإبداعية غير الهادفة للربح بالتعاون مع مختبر «آر آند دي» الذي أسسته مجموعة من الشركات الرائدة بمجال خدمات الكابلات، فيلمًا دعائيًا قصيرًا يدعى «المستقبل القريب»، بهدف توضيح رؤيتها من خلال أهميتها للحياة الأسرية. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، فيل مكيني، أن الفيلم يرمي لإظهار «الصورة التي نعتقد أن منزل المستقبل سيكون عليها والتي ستتطلب شبكات إنترنت عالية السرعة».
ونقلت «يو إس إيه توداي» عن مكيني، أنه يتحدث عن إطار الرؤية المطروحة عن شبكات بسرعة 1 غيغابت بالثانية، و3 غيغابت بالثانية، لتصل أخيرًا إلى 10 غيغابت في الثانية.
جدير بالذكر أن «كيبل لابس» مارست ضغوطًا من أجل إقرار معيار بمجال الاتصالات عن بعد يدعى «دي أو سي إس آي إس 3.1» (DOCSIS 3.1)، وهو عبارة عن توجه لتوفير سرعات على غرار ما يوفره «الفايبر» عبر خطوط الكابلات القائمة.
من ناحيتها، بدأت «كومكاست»، أحد أعضاء «كيبل لابس»، في إطلاق تجارب 1 غيغابايت «دي أو سي إس آي إس 3.1» في أتلانتا وناشفيل، ومن المفترض أن تنضم أسواق أخرى خلال الفترة المقبلة. وفي الوقت الراهن، تمضي «إيه تي آند تي غيغاباور» و«غوغل فايبر» في مشروعات السرعة المرتفعة الخاصة بهما.
اللافت أن الفيديو الصادر عن «كيبل لابس» لا يتناول تحليلات تنافسية، وإنما حسبما أوضح مكيني، فإنه «يهدف حقيقة الأمر لإثارة النقاش حول هذه المسألة، وليس التباهي بما نحققه». ويظهر مكيني في فيديو آخر ليشرح بعض التقنيات المعتمد عليها في العمل. والواضح أن إعداد هذا الفيلم، من إنتاج «أيفوري برودكشنز»، لم يكن بالمهمة اليسيرة، وعلى ما يبدو كانت هناك حاجة لاستخدام مؤثرات خاصة في معظم اللقطات.
ويبدأ الفيديو بمشهد لأب يتجه إلى منزله في سيارة ذاتية الحركة. ومع مرور السيارة أمام المنزل، تبدأ أوتوماتيكيًا في الاتصال بشبكة المنزل لتحديث البيانات. ومن المحتمل أن تتطلب كل مركبة ما بين 200 ألف و300 ألف غيغابايت من البيانات شهريًا، حسبما شرح مكيني، مما يصل إلى ما بين 12 و15 غيغابايت يوميًا.
تقنيات المستقبل
وبمجرد دخول المنزل، يرتدي الأب نظارات ما يمكن أن يسمى الواقع المختلط، وهو مزيج مما نعتبره الآن الواقع الافتراضي والواقع المعزز. وبذلك، تذوب الجدران وقطع الأثاث داخل المنزل إلى هيئة جديدة تمامًا عبارة عن ميدان لمعركة عالية التقنية. وسرعان ما يدخل الأب، حاملاً سلاحًا في يده، في منافسة مع باقي أفراد الأسرة، حيث يرتدي كل منهم النظارة الخاصة به في إطار لعبة «الغميضة».
في مكان آخر بالمنزل، تشترك الأم عن بعد، مع زملاء لها في مؤتمر فيديو، حيث يجري فعليًا تناقل الوثائق «المعلقة» عبر الهواء. وبمقدور المشاركين في المؤتمر، التفاعل مع مثل هذه الوثائق من خلال حركات السحب باليد.
ويكشف الفيديو كذلك ما يمكن أن يصبح عليه التعليم مستقبلاً، حيث تتلقى فتاة مراهقة محاضرة على يد تجسيد هولوغرافي لألبرت آينشتاين. وأعرب مكيني عن اعتقاده أنه رغم أنه لا تزال هناك حاجة لبذل كثير من الجهود بهذا المجال، فإن هذه التقنيات أصبحت أقرب بكثير عما يعتقده الناس. أما الجزء الأكثر جاذبية بخصوص هذه الرؤية المستقبلية، فيأتي عندما تظهر ابنة صغيرة وهي تتفاعل مع جدتها، رغم أن الأولى داخل غرفتها والجدة بمنزلها، حيث تبدو الاثنتان تسيران جنبًا إلى جنب في أحد المروج.