الأحساء تدخل كتاب اليونيسكو للمدن العالمية المبدعة

أول مدينة خليجية وثاني مدينة عربية

الحرف اليدوية والفنون الشعبية تؤهل الأحساء لقائمة المدن المبدعة ({الشرق الأوسط})
الحرف اليدوية والفنون الشعبية تؤهل الأحساء لقائمة المدن المبدعة ({الشرق الأوسط})
TT

الأحساء تدخل كتاب اليونيسكو للمدن العالمية المبدعة

الحرف اليدوية والفنون الشعبية تؤهل الأحساء لقائمة المدن المبدعة ({الشرق الأوسط})
الحرف اليدوية والفنون الشعبية تؤهل الأحساء لقائمة المدن المبدعة ({الشرق الأوسط})

احتلت مدينة الأحساء موقعا مميزا في كتاب «المدن المبدعة العالمية» الصادر عن شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة اليونيسكو العالمية، وذلك بعد انضمامها إلى شبكة المدن المبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية كأول مدينة خليجية وثاني مدينة عربية.
وجاء في الكتاب الذي وزعته اليونيسكو بمناسبة مؤتمر «شبكة المدن المبدعة»، الذي أقيم الثلاثاء الماضي (14 سبتمبر (أيلول) 2016 في السويد في مدينة أوسترلاند ولمدة ثلاثة أيام بمشاركة 116 مدينة على مستوى العالم، تحت عنوان «دور الإبداع والثقافة في التنمية الحضرية المستدامة».
وتشارك الأحساء في هذا المؤتمر ممثلة في «أمانة الأحساء»، حيث يشارك المهندس عادل الملحم، أمين الأحساء، والمهندس أحمد المطر، منسق الأحساء في اليونيسكو، حيث يتضمن هذا المؤتمر اجتماعا لأمناء المدن الأعضاء واجتماعات ثانوية للمدن المشتركة في كل مجال إبداعي من المجالات السبعة التي حددتها الشبكة، كما تقام إلى جانب اللقاء معارض لأفضل التجارب والممارسات التي تقدمها المدن المشاركة، ومهرجانات محلية للمدينة المضيفة.
وأشار بيان رسمي لأمانة الأحساء إلى كلمة المهندس عادل الملحم في المؤتمر بالسويد، التي قال فيها إن «الأحساء تمتلك من المقومات الإبداعية ما يجعلها في مصاف نظيراتها من دول العالم؛ مما يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بثقافة التراث ونبضها الإبداعي وتطوير الحرف اليدوية والفنون الفلكلورية الشعبية»، مؤكدا أن الأحساء ستقيم احتفالا واسعا وكرنفالا سياحيا كبيرا للحرف اليدوية والفنون الشعبية. وأهدى وفد الأحساء المشارك في المؤتمر عمداء المدن المبدعة والمشاركة دروعا تذكارية، عبارة عن مجسمات مصنوعة يدوية ومستوحاة من التراث الشعبي، ومن أهمها (البشت) الحساوي، إضافة إلى هدايا من التمور الحساوية الفاخرة؛ ويأتي ذلك تأصيلا لمورث الأحساء وتعميق الهوية التراثية التي يحملها تاريخ الأحساء لدى الشعوب العالمية. ومن أبرز العمداء التي عقدت الأحساء معهم محاور نقاش لتبادل الخبرات ونقل الأفكار والتعاون في رسم خطوط دولية في تعزيز الجوانب الإبداعية، عمدة مدينة أوسترلاند بالسويد السيدة اننسوفيا اندرسون، وعمدة مدينة ساساياما اليابانية المبدعة تكاكا يساكاي، وعمدة مدينة بوكوفا الأميركية ماري هاموند، وعمدة مدينة اتيشونا لكوريه شوبيونج دوت، وعمدة مدينة فبريانو الإيطالية كارلو ماريا، وغيرهم من عمد الدول الأعضاء في شبكة المدن المبدعة في الحرف اليدوية والفنون الشعبية.
من جانبه، بين لـ«الشرق الأوسط» المهندس عبد الله الشايب، المهتم بالتراث ومالك «مركز النخلة الحرفي للتدريب»، الذي يقيم دورات للحرفيين من السعودية والخليج العربي، أن الجهات الدولية المهتمة بالتراث مثل اليونيسكو وغيرها لا يمكن أن تصنف أي مدينة أو منطقة في العالم ضمن التصنيف الخاص بها إلا بشروط كثيرة وصعبة، من بينها أن يكون هناك استمرارية وعدد كاف من الحرفين القادرين على المحافظة على التراث؛ ولذا من يحافظ على التراث هو يرفع اسم وطنه، ويجعله في مصاف الدول التي تلقى إشادة دولية كبيرة، وبكل تأكيد تخدم الجانب السياحي.
وبين أن المركز تلقى الإشادات من الكثير من الجهات الدولية، من بينها لجان ومختصون من اليونيسكو والتراث العالمي، ويكفي أن تحفيز هيئة السياحة والآثار السعودية لكل من يخدم التراث الوطني ليتم المواصلة في هذه المهمة الصعبة التي تمثل بكل تأكيد مسؤولية تاريخية، خصوصا أن الأحساء باتت مصنفة ضمن المناطق العالمية المهتمة بالتراث العالمي، وهذا يمثل مفخرة للسعوديين بشكل خاص والخليجيين والعرب بشكل عام.
يذكر أن الأحساء نافست مؤخرًا لتسجيل مركز مدينة الهفوف التاريخي على قائمة التراث العالمي باليونيسكو، وهو المشروع الذي يمكّن عبر تطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي الأحساء من الدخول إلى قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتراث والثقافة (اليونيسكو)، وتنفذ أمانة الأحساء مشروع التطوير بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تبنت بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية مبادرة لتحسين مراكز المدن التاريخية، التي تضم تراثًا عمرانيًا ومفردات معمارية تقليدية متميزة، مثل: الرياض، وجدة، والطائف، وأبها، والهفوف، وغيرها من المدن، من خلال إعداد دراسات مشتركة متخصصة عن تطوير وسط المدن التاريخية.
وتضم الأحساء الكثير من المرافق السياحية والتراثية، ومن أبرزها سوق القيصرية وميناء العقير، وجبل القارة والمدرسة الأميرية، وكذلك مسجد جواثا وقصر إبراهيم وغيرها، وكذلك توجد بها عيون مائية متاحة للسباحة، أيضا تصل عدد النخيل فيها لأكثر من مليوني نخلة؛ مما يجعلها تحتل مكانة مرموقة في الزراعة وإنتاج مئات الأطنان من التمور سنويا، وبها الكثير من الصناعات الحرفية التي تجعلها في طليعة المحافظات على مستوى الخليج العربي من حيث الاهتمام بالتراث والعمل على الاستدامة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.