مصر تتسلم «الميسترال» الثانية «أنور السادات» من فرنسا

مصر تتسلم «الميسترال» الثانية «أنور السادات» من فرنسا
TT
20

مصر تتسلم «الميسترال» الثانية «أنور السادات» من فرنسا

مصر تتسلم «الميسترال» الثانية «أنور السادات» من فرنسا

تسلمت مصر، اليوم (الجمعة)، في مرفأ «سان نازير» بغرب فرنسا، حاملة المروحيات الثانية من طراز «ميسترال» (أنور السادات)، التي تعد من أكثر السفن المتطورة في العالم وتتميز بقدراتها الهجومية والبرمائية العالية.
ورفع قائد القوات البحرية الفريق أسامة ربيع، ممثلا عن جمهورية مصر العربية، العلم المصري على سفينة الإبرار والقيادة «أنور السادات» إيذانا بانضمامها للبحرية المصرية.
وبدأت مراسم التسليم بقيام قائد القوات البحرية الفريق أسامة ربيع باستعراض حرس الشرف الفرنسي، ثم عُزف السلامان الجمهوريان لمصر وفرنسا بحضور قائد القوات البحرية الفرنسي كريستوف براذوك.
وتفقد الفريق أسامة ربيع الطوابق المختلفة للسفينة للوقوف على آخر الاستعدادات قبل إبحارها في غضون أيام نحو السواحل المصرية.
وكانت حاملة المروحيات «أنور السادات» قد أبحرت في نهاية أغسطس (آب) مرتين من ميناء «سان نازير» في رحلة تجريبية بمشاركة الطاقم المصري المكون من 180 بحارًا، بحسب مصادر فرنسية.
يُذكر أن مصر وفرنسا وقعتا، في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، صفقة شراء حاملتي المروحيات العسكرية من طراز «ميسترال»، خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس بالقصر الرئاسي في القاهرة.
يُشار إلى أن اقتناء «الميسترال» يعد نقطة تحول مهمة للجيش المصري ويدفع به لترتيب متقدم في قائمة أقوى جيوش العالم، وتعتبر من أهم حاملات الطائرات في العالم وتُستخدم للحروب الخارجية، حيث تقوم بنقل الجنود والطائرات الهليوكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة وتعرف باسم سفينة الإبرار والقيادة.
كما تعرف «الميسترال» باسم «السكين السويسري» في البحرية الفرنسية، نظرا لاستخداماتها المتعددة، وتحقق التفوق العسكري لمصر وتساعد الجيش في أداء مهام قتالية خارج حدود الدولة وحماية المضايق وحقول الغاز المكتشفة حديثًا في البحر المتوسط ونقل معدات القتال والمروحيات لأي منطقة يحدث فيها ما يهدد الأمن القومي المصري أو العربي.
كما تستخدم في مهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستي للمناطق المنكوبة وإدارة أعمال البحث والإنقاذ للأرواح بالبحر.
وأكد الفريق أسامة ربيع أن الأخطار المختلفة في منطقة الشرق الأوسط استوجبت امتلاك مصر القدرات اللازمة لحماية مواردها وأمنها القومي.
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن مصر تسعى لحماية مواردها الاقتصادية وسواحلها ومياهها الاقتصادية وأمنها القومي لتنطلق نحو التقدم بخطى سريعة وثابتة ولتؤكد ريادتها في جميع المجالات.
وتابع قائد القوات البحرية: «إن ما تشهده اليوم هو امتداد للاهتمام الذي قدمه لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إيمانا منهما بدور مصر المحوري في ريادة الأمة العربية».
وأضاف: «أقف بينكم اليوم بعد شهور قليلة من رفع العلم المصري على حاملة المروحيات ميسترال (جمال عبد الناصر) لنؤكد قدراتنا وتعاوننا المثمر مع الجانب الفرنسي، وذلك خلال الاحتفال بمراسم رفع العلم المصري للمرة الثانية على حاملة المروحيات الثانية (أنور السادات)».
وأشار إلى تزامن تسلم «الميسترال» مع قرب احتفالات نصر أكتوبر المجيد وتقديرا وإعزازا لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات، ووفاء من مصر وقواتها المسلحة لبطل تحرير الأرض ووضع أسس سلام عادل في المنطقة.
وأشاد قائد القوات البحرية بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البحريتين المصرية والفرنسية، وتوافق الرؤى في جميع المجالات والقدرة العالية على العمل المشترك بالبحر، الذي يعد نتاج عقود طويلة من التدريبات المشتركة والزيارات المتبادلة لتوحيد المفاهيم وتبادل الخبرات.
وتنقسم السفينة إلى 12 سطحا وتبلغ حمولتها 22 ألف طن، وطولها 199 مترا وعرضها 32 مترا وارتفاعها 58 مترا، وتسير بسرعة 19 عقدة. وتقوم بنقل الجنود والطائرات الهليوكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة، وتضم منظومة صاروخية للدفاع الجوي وتستطيع نقل وحمل ما بين 12 و16 مروحية و70 عربة مدرعة، كما تمتلك 3 رادارات ومستشفى تمكنها من القيام بمهام إنسانية واسعة النطاق. والسفينة قادرة على تحميل من 450 إلى 900 فرد بمعداتهم طبقًا لمدة الإبحار.



انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
TT
20

انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)

على خلفية عزوف مجتمعي واسع عن معسكرات الحوثيين الصيفية، اتهمت مصادر حقوقية في محافظة الحديدة اليمنية (غرب)، الجماعة باستغلال معاناة السكان وإغرائهم بتقديم مساعدات إغاثية ومالية وتوفير بعض الخدمات الأساسية مقابل سماحهم لأطفالهم بالالتحاق بهذه المعسكرات.

وشهدت المراكز الصيفية الحوثية في المحافظة مُنذ بدء التدشين في الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، إحجام السكان عن إلحاق أطفالهم بها، في حين كانت قيادات في الجماعة تتوقع التحاق أكثر من 40 ألف طالب وطالبة في 900 مدرسة ومركز لتلقي التعبئة العسكرية والمذهبية.

ونقلت مصادر تربوية في الحديدة عن قيادي حوثي تأكيده أن معظم الأنشطة والبرامج الصيفية للجماعة لهذا العام تركز على تلقين الأطفال والنشء أهمية الانتماء إلى ما تسمى «المسيرة الحوثية»، وبذل المال والنفس دفاعاً عنها.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» وجود إقبال محدود من الأهالي بمختلف مناطق قبضة الجماعة في الحديدة على إلحاق أطفالهم بالمعسكرات الصيفية، رغم تكثيف الجماعة من أنشطتها ووسائلها المختلفة لإقناعهم.

أطفال يتلقون التعبئة في مركز صيفي حوثي بالحديدة (فيسبوك)
أطفال يتلقون التعبئة في مركز صيفي حوثي بالحديدة (فيسبوك)

وأرجعت المصادر ذلك إلى حالة الخوف المجتمعي من الخطر الحوثي الداهم الذي يستقطب صغار السن إلى جبهات الموت، وحرمانهم من حقهم في التعليم.

ويؤكد ثلاثة أولياء أمور في مدينة الحديدة، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يعد بمقدورهم تحمل فقدان المزيد من فلذات أكبادهم، بعد سقوط أبناء لهم خلال أوقات سابقة قتلى وجرحى بسبب الاستقطاب الحوثي لهم، وإخضاعهم للتعبئة الفكرية في معسكرات صيفية مغلقة.

وكشف «خيري»، وهو أحد أولياء الأمور، ويسكن في حي السور بمدينة الحديدة، عن أن مشرفاً حوثياً ينحدر من محافظة عمران استدرج ابنه سليمان (18 عاماً) قبل ثلاثة أعوام إلى مركز حوثي صيفي مغلق بذات الحي، وتم إخضاعه للتعبئة الطائفية والقتالية، والزج به إلى إحدى جبهات القتال قبل أن يعود لهم جثة هامدة.

ودعا خيري جميع الآباء في عموم مناطق سيطرة الجماعة إلى الحفاظ على أبنائهم من المعسكرات الصيفية التي تستغلها الجماعة لنشر أفكارها المتطرفة، وغسل عقول صغار السن والمراهقين بشعاراتها الطائفية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها الميدانية، وفق قوله.

استغلال الفاقة

يتزامن العزوف المجتمعي في الحديدة عن معسكرات الصيف الحوثية مع اتهامات حكومية للجماعة باستخدام أدوات المجالس المحلية والسلطات التنفيذية الخاضعة لها لفرض المعسكرات الصيفية على أولياء الأمور بالقوة، مع تهديدهم بالحرمان من المساعدات الإغاثية والخدمات الضرورية، مستغلة بذلك فاقة الناس وظروفهم المعيشية والمادية المتدهورة.

وقال مكتب الإعلام في محافظة الحديدة التابع للحكومة الشرعية، في بيان، إن ما يُبث بتلك المراكز الحوثية من أفكار مؤدلجة ومفاهيم متطرفة يسهم في ترسيخ ثقافة العنف، ويزرع في عقول النشء مفاهيم الصراع والكراهية.

الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)
الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)

ووصف البيان ما تقوم به الجماعة الحوثية بحق أطفال وشبان المحافظة بـ«الجريمة التربوية والأخلاقية» في سياق مواصلة تحويل التعليم إلى أداة تعبئة طائفية وسياسية، مما يؤسس لجيل مشوّه الوعي، ويعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية، ويُحرم من قيم الانفتاح والتعايش والسلام.

ودعا المكتب الحكومي النشطاء والحقوقيين والجهات المحلية والدولية إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، ورصد وتوثيق جميع الانتهاكات الحوثية التي يتعرض لها الأطفال داخل هذه المراكز في الحديدة، والتحرك العاجل لوقف هذه الممارسات وحماية الطفولة اليمنية من مشاريع الاستغلال والتجنيد «تحت غطاء ديني زائف».

وأوضح البيان أن الدورات الحوثية الصيفية تقام تحت شعارات متطرفة مثل «علم وجهاد»، في سياق مشروع منهجي يستهدف تجنيد الأطفال فكرياً، تمهيداً للزج بهم في معارك عسكرية، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.