أمنيات للمستقبل، وأدعية بالرحمة والغفران، ومحاولة نسيان ذكريات السنين، هي ما يتركه حجاج بين ثنايا جبل الرحمة بمشعر عرفات الطاهر، على أمل أن يحقق الله لهم هذه الرسائل.
«الشرق الأوسط» زارت مشعر عرفات وجبل الرحمة تحديدًا لاكتشاف ما الذي تركه الحجيج بعد قضائهم يوم الحج الأكبر. وعند الاقتراب من قمة جبل الرحمة، تتوزع أظرف مغلقة ممتلئة بقصاصات صغيرة تحتوي على كتابات منسقة وعلى ظهر كل قصاصة اسم كاتبها، وتنوعت الكتابات بين أمنيات لمستقبل أفضل، ودعاء بالرزق الوفير، إلى طلب المغفرة والغفران لخطايا السنين الماضية.
اللافت أن القصاصات كانت بلغات عدة وتمثل جنسيات كثيرة أبرزها التركية، الإندونيسية، الهندية، وغيرها، وكتب على إحداها ما نصه «اللهم يا عليم احفظ لي عائلتي».
ويدون بعض الحجاج أسماءهم وأسماء أحبائهم على جبل الرحمة، فيما دون آخرون أسماء شهدائهم، قد يكونون قضوا في أحد الصراعات الدائرة ببعض الدول العربية.
ويحرص حجاج على ترك آثار لهم على جبل الرحمة اعتقادًا ببركة المكان والزمان، وإلى جانب قصاصات الأماني والأدعية، انتشرت صور شخصية لحجاج من مختلف الجنسيات، وبقايا أدوية، ومظلات شمسية، إلى جانب عبوات المياه والطعام.
كذلك شاهدنا بدء أجهزة البلدية بإزالة أكوام النفايات المنتشرة بشكل كبير في مشعر عرفات وبدأت الجرافات والشاحنات الكبيرة بنقلها إلى خارج عرفات.
وقبيل المغادرة والرسائل المتناثرة في بعض أجزائه، صدف موقف لافت. كانت هناك أسرة موريتانية مكونة من أم وولدها محمد سيدي محمد 16 عامًا، وعند سؤالهما عن سبب وجودهما، أجاب الشاب بقوله «عندما وصلنا يوم أول من أمس إلى مشعر عرفة وجدنا بعض الحجاج يتجهون إلى جبل باعتباره جبل الرحمة، لكننا اكتشفنا لاحقًا أنه جبل مختلف، لذا قررنا المجيء اليوم والصعود على جبل الرحمة والدعاء والتضرع لله».
وأضاف محمد الذي كان يحاول إسناد أمه المسنة وهي ترتقي الجبل «لأول مرة أحج وما لفت نظري هو التنظيم الكبير من قبل رجال الأمن، كل شيء سهل».
جبل الرحمة.. حجاج يودعون عرفات برسائل الأماني
تدوين الأسماء ونقشها على الحجارة أبرز اهتماماتهم
جبل الرحمة.. حجاج يودعون عرفات برسائل الأماني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة