«شارع البقرة» ببكين.. مظاهر دينية وثقافية في عيد الأضحى

يتميز بأزقته الضيقة وأكبر محلات الأطعمة الحلال

يتوجه الآلاف من المسلمين في بكين إلى «شارع البقرة» لأداء صلاة العيد في أكبر وأقدم مسجد ببكين  ({الشرق الأوسط})  -  المظاهر الإسلامية في هذا الشارع واضحة المعالم من حيث المأكولات الإسلامية والمطاعم والملابس ({الشرق الأوسط})
يتوجه الآلاف من المسلمين في بكين إلى «شارع البقرة» لأداء صلاة العيد في أكبر وأقدم مسجد ببكين ({الشرق الأوسط}) - المظاهر الإسلامية في هذا الشارع واضحة المعالم من حيث المأكولات الإسلامية والمطاعم والملابس ({الشرق الأوسط})
TT

«شارع البقرة» ببكين.. مظاهر دينية وثقافية في عيد الأضحى

يتوجه الآلاف من المسلمين في بكين إلى «شارع البقرة» لأداء صلاة العيد في أكبر وأقدم مسجد ببكين  ({الشرق الأوسط})  -  المظاهر الإسلامية في هذا الشارع واضحة المعالم من حيث المأكولات الإسلامية والمطاعم والملابس ({الشرق الأوسط})
يتوجه الآلاف من المسلمين في بكين إلى «شارع البقرة» لأداء صلاة العيد في أكبر وأقدم مسجد ببكين ({الشرق الأوسط}) - المظاهر الإسلامية في هذا الشارع واضحة المعالم من حيث المأكولات الإسلامية والمطاعم والملابس ({الشرق الأوسط})

احتفل الملايين من المسلمين في جميع أنحاء الصين بعيد الأضحى المبارك أول من أمس الاثنين، خصوصا في المناطق التي توجد بها تجمعات كبيرة من المسلمين، مثل منطقة شينج يانغ الأويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، ومنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية «هوي» المسلمة، وأدى المصلون صلاة العيد في أكثر من مائة ألف مسجد موزعة عبر أنحاء الصين، ويبلغ عمر أقدمها نحو 1350 عامًا.
وفي جو من السعادة والابتهاج، توجه الآلاف من المسلمين في العاصمة الصينية بكين إلى «شارع البقرة» لأداء صلاة العيد في أكبر وأقدم مسجد ببكين، وقال إمام مسجد «شارع البقرة» سيف الدين في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن عيد الأضحى في الصين مناسبة ينتظرها المسلمون الصينيون في كل عام، حيث يتوجه المسلمون لأداء صلاة العيد في المساجد بلباسهم الجديد، وإن عدد المصلين في المسجد اليوم بلغ 7 آلاف مصل بين صينيين وأجانب، مضيفا: «بعد انقضاء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، يتبادل المسلمون التهاني والتبريكات، ويتم توزيع الأضاحي التي تذبح في المسجد، على الفقراء والمساكين والمصلين في المسجد وجميع المارة وسكان (شارع البقرة) وخارجه».
«شارع البقرة» أو ما يسمى «نيوجيه» باللغة الصينية، أكبر وأشهر مجمع إسلامي في العاصمة الصينية بكين، يقع في وسط حي شيوانوو بجنوب مدينة بكين، والمظاهر الإسلامية في هذا الشارع واضحة المعالم من حيث المأكولات الإسلامية والمطاعم والملابس والمساجد والاحتفالات بعيد الأضحى. ويعود تاريخ «شارع البقرة» إلى عهد أسرة لياو، وتبلغ مساحته 1.4 كيلومتر مربع هي منطقة سكنية تضم 22 مجموعة من الأقليات العرقية. وحسب ما يقال عن الشارع، فإن اسم «شارع البقرة» يدل على أن المسلمين فيه يأكلون لحم البقر ويمتنعون عن لحم الخنزير المنتشر أكله في الصين، في حين أن البعض يعتقد أن اسم المنطقة يعود إلى وجود عدد من مسالخ البقر. وقد شهدت المنطقة تطورا كبيرا متواكبا مع التنمية في الصين خلال السنوات الأخيرة، حيث تحلى الشارع بحلة عصرية مع الاحتفاظ بالطراز الفريد والتقليدي للشارع، وشيدت به مبان عالية، ويوجد به الميدان الأخضر، ومتاجر ومطاعم إسلامية. ويتميز «شارع البقرة» بأزقته الضيقة، وأكبر محلات خاصة بالأطعمة الحلال.
ويوجد في «شارع البقرة» مسجد «نيوجيه»، أقدم مسجد في بكين الذي بني عام 996م في عهد أسرة لياو، على مساحة 6 آلاف متر مربع، وهو مجمع معماري تم بناؤه على الطراز الصيني في كل شيء، حتى التماثيل التقليدية على كل مبنى صيني موجودة أيضًا، ويطغى اللون الأحمر على كل شيء داخل المسجد، وهو اللون التقليدي المرتبط منذ القدم بالحضارة الصينية، وتزينه آيات من الذكر الحكيم بما يشبه الخط الكوفي.
ويحتوي المجمع على مكتبة مخطوطات، فيها مخطوطة للقرآن الكريم، ويحتفظ المسجد بكثير من التحف الأثرية القيمة التي تسجل تاريخ الإسلام في المنطقة، من بينها قدر نحاسي كبير وسط ساحة المسجد، وكذلك هناك مقبرة يعود تاريخها لأكثر من 700 عام لدعاة جاءوا إلى بكين، وكذلك يحتوي المجمع على مدرسة لتخريج الأئمة، وقد جلب منبره من اليمن قبل ألف عام. وأمام قاعة الصلاة اثنتان من مقصورات الأنصاب الصخرية، تنتصب إحداهما في الجنوب والأخرى في الشمال. وتبدو مباني المسجد منسجمة متناسقة ومحكمة. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949م تم ترميم مسجد «نيوجيه» ترميما شاملا، ولكنه عانى من التخريبات الخطيرة في هوس «الثورة الثقافية»، كما أغلقت أبوابه أكثر من 10 سنوات، وأعيد ترميمه على نطاق واسع عام 1979م. واليوم، يكاد المسجد يختفي وراء البنايات العالية التي طوقته من كل الاتجاهات، بينما بقي متواضعا، ولا يدل على أنه مسجد سوى لافتة صغيرة بالعربية والصينية عُلقت على مدخله المطل على «شارع البقرة». أغلب مرتادي المسجد في الصلوات اليومية كبار السن من الصينيين، في حين أن المسجد يشهد اكتظاظا في صلاة الجمعة التي تشهد حضورًا كبيرًا، وفي صلاة العيد.
ومع أن عدد المسلمين لا يشكل إلا 1.5 في المائة من تعداد سكان الصين، إلا أنه لا يمكن الاستخفاف به، حيث سيصل عددهم إلى 20 مليونا. وتنشر الأحياء الإسلامية في عموم الصين، بيد أن أغلبهم في شمال غربي الصين، لا سيما في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية «هوي»، ومنطقة شينج يانغ ذاتية الحكم لقومية الأويغور.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.