الأطراف المتحاربة في سوريا تقاتل لتعزيز مواقعها عشية الهدنة

الأطراف المتحاربة في سوريا تقاتل لتعزيز مواقعها عشية الهدنة
TT

الأطراف المتحاربة في سوريا تقاتل لتعزيز مواقعها عشية الهدنة

الأطراف المتحاربة في سوريا تقاتل لتعزيز مواقعها عشية الهدنة

تقاتل قوات النظام وفصائل المعارضة، فيما يبدو، لتعزيز مواقعها في عدة مناطق في سوريا عشية هدنة بين النظام ومعظم جماعات المعارضة، تستهدف تخفيف معاناة المدنيين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات جرت حول حلب ودمشق مع تقدم القوات الحكومية في مناطق جبلية بشمال غربي البلاد، في حين أشارت قوات المعارضة في الجنوب الغربي إلى جهود لتحسين مواقعها قبل توقف القتال المقرر اليوم (الاثنين).
وأدت الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد نحو 11 مليون شخص، أي نصف عدد السكان قبل اندلاع الحرب، ما فجر أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا، وتسبب في هجمات تستلهم فكر المتشددين في أنحاء العالم. ومما يظهر البعد العالمي للحرب أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يحظى بدعم سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية من العراق ولبنان، في حين تحصل المعارضة على دعم من الولايات المتحدة وتركيا وبعض دول الخليج العربية. ولن يشمل وقف إطلاق النار الجماعات المتشددة مثل تنظيم داعش وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» حتى قطعت صلاتها التنظيمية مع تنظيم القاعدة وغيرت اسمها.
وحذرت الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة من «عواقب وخيمة» إن تعاونوا مع جبهة فتح الشام التي قاتلت إلى جانب مجموعة من الفصائل المسلحة من المعارضة الرئيسية والإسلامية في عدة معارك طاحنة في الأسابيع الأخيرة في جنوب حلب.
ورحبت إيران الحليفة الوثيقة والداعمة العسكرية لرئيس النظام بشار الأسد، بالاتفاق الأميركي الروسي بشأن الهدنة في سوريا، ودعت أمس (الأحد) إلى ضرورة حل الصراع عبر السبل السياسية.
وأعلن ما يسمى «حزب الله» اللبناني الشيعي دعمه اتفاق الهدنة في سوريا، حيث يحارب مقاتلوه إلى جانب قوات رئيس النظام بشار الأسد، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد بيان نشرته قناة «المنار» في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (السبت)، دون كشف مصدرها، بأن «القائد الميداني للعمليات في سوريا أكد أن حلفاء سوريا يلتزمون بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة».
وشدد القائد الميداني على أن «الجيش العربي السوري وحلفاءه سوف يواصلون حربهم المفتوحة وبلا هوادة ضد الإرهاب التكفيري (داعش والنصرة) لعدم شمولهم باتفاقيات الهدنة».
ووفقا لتقديرات الخبراء يقاتل بين خمسة إلى ثمانية آلاف عنصر مما يسمى «حزب الله» في سوريا على عدة جبهات.
ويتلقى ما يسمى «حزب الله» مساعدة عسكرية ومالية من إيران.
وانهارت اتفاقات سلام سابقة خلال أسابيع، حيث اتهمت الولايات المتحدة الأسد وحلفاءه بمهاجمة جماعات المعارضة والمدنيين. وقتلت غارات جوية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة عشرات الأشخاص أمس (السبت). وذكر التلفزيون السوري، أمس، أن سلاح الجو السوري قصف مواقع لتنظيم داعش قرب تدمر، في حين قال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن جماعات المعارضة اشتبكت مع التنظيم شمال شرقي دمشق.
وفي محافظة اللاذقية، نقلت «رويترز» عن المرصد السوري، قوله، إن الاشتباكات العنيفة استمرت، أمس، بعد يومين من شن الجيش وحلفائه هجوما حول عدة قرى قرب الطريق الساحلي الرئيسي إلى حلب مستخدما المدفعية الثقيلة وعشرات الغارات الجوية.
وتحدثت تقارير عن مزيد من الغارات الجوية على حلب ومحافظة إدلب، أمس، بعد مقتل عشرات الأشخاص في قصف جوي أول من أمس (السبت). وقال المرصد السوري إن ضربات جوية على مدينة سراقب استهدفت «مركزا للدفاع المدني مخلفة جرحى ودمارا في المعدات والآليات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».