وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل مغرب أمس، إلى مشعر منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات؛ ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة، كما يرعى خادم الشريفين الحفل السنوي الذي يقيمه غدًا في القصر الملكي للشخصيات الإسلامية، ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون الفريضة لهذا العام.
وكان في استقبال الملك سلمان لدى وصوله إلى قصر منى، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.
كما كان في استقباله، الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية.
من جانب آخر، أعلن، أمس، عن تكفل الملك سلمان بن عبد العزيز بنفقات الهدي لجميع الحجاج المستضافين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام، البالغ عددهم 2400 حاج وحاجة، منهم ألف من ذوي شهداء فلسطين.
وكان الأمير محمد بن نايف، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصل، مساء أول من أمس، إلى المشاعر المقدسة للإشراف مع خادم الحرمين الشريفين على ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات؛ ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وأمان واطمئنان، إلى جانب متابعة مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
وكان حجاج بيت الله الحرام، طوال يوم أمس على صعيد عرفات الطاهر، في يوم تعددت فيه ألوانهم، وتنوعت جنسياتهم، واختلفت لغاتهم وألسنتهم، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على الصعيد الطاهر، وقضاء ركن الحج الأعظم، يبتغون توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته.
ويحتفي حجاج بيت الله الحرام صبيحة هذا اليوم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأغلب دول العالم الإسلامي، بعيد الأضحى المبارك، الذي يتقربون فيه إلى المولى عز وجل بأضحياتهم وهديهم، بينما يرمي الحجاج صبيحة هذا اليوم جمرة العقبة، اقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يحلقون أو يقصرون، ويتحللون بعدها من الإحرام، ويتجه من لم يؤدِّ الطواف منهم حول الكعبة لطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة.
من جانبه، وصف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، عملية تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات بـ«الانسيابية غير المسبوقة»، فيما تمكنت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر من الوصول إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات يوم أمس؛ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة، وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، فيما ألقى الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الذي أمّ المصلين في صلاتي الظهر والعصر جمعًا، خطبة عرفة.
بينما رفع الأمير خالد الفيصل، التهاني لخادم الحرمين، ولولي العهد رئيس لجنة الحج العليا، على ما تم إنجازه في هذه الأيام الأولى للحج، ونوه خلال لقاء مع القناة الأولى السعودية في مشعر عرفات أمس، بجهود المشاركين في خدمة الحجيج، وبدور الشباب السعودي المشارك في خدمة الحجاج.
وعدّ تطبيق برنامج السوار الإلكتروني خطوة من الخطوات التي تم الاتفاق عليها في المخصص الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الذي اعتمد أخيرًا، المتضمن تحويل مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى مدينة ذكية، وتحويل أعمال الحج إلى أسلوب تقني إلكتروني، يتماشى مع توجهات القيادة في أن تكون مدينة ذكية.
وكشف الفيصل، عن أن من أتوا للحج بطريقة غير نظامية يمثلون 5 في المائة من حجاج هذا العام، بينما كانوا في العام الماضي يمثلون 9 في المائة، فيما كانوا في العام قبل الماضي يمثلون 70 في المائة، «وهذا يؤكد نجاح الخطط التنظيمية والعقوبات، والعمل جارٍ على ألا يوجد أي نسب في الأعوام المقبلة».
وأشار إلى أن بلاده تقوم بجهود كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن، وعلى مستوى عالٍ من الدقة والإتقان، لافتًا إلى أن المملكة «تزداد قوة رغم حقد الأعداء، سواء في موسم العمرة أو الحج» وقال «إن الغش والخداع والخروج عن الأنظمة والقوانين ليست من أخلاق المسلم، وهذا التنظيم والنظام يحترم في المملكة ويجب أن يتعامل معه المواطن والمقيم، ومن لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم النظام، ومن لا يحترم النظام لا يحترم نفسه، ومن لا يحترم نفسه لماذا نحترمه؟!».
وبيّن أن بلاده قيادة وحكومة وشعبًا «محسودة ومحقود عليها؛ كونها تقدم خدمات جليلة لضيوف الرحمن، وكلما زادت الهجمات عليها زادت أعداد قاصديها من المعتمرين والزوار، فهنيئًا للمملكة على هذه المكانة التي تجعل الأعداء يحسدونها عليها».
وتقدم رئيس لجنة الحج المركزية بالشكر لكل العاملين في موسم الحج وقال: «أنا فخورٌ بكم، بشيوخكم ورجالكم وشبابكم ونسائكم، فخورٌ بكم جميعًا، وبما تقدمونه لخدمة ضيوف الرحمن، وما أشاهده في الطرقات وفي المشاعر يرفع رأس كل سعودي»، وأضاف: «حين أرى رجل أمن يساعد الحجاج، أفخر بأني سعودي، وحين أسمع أن بيوت مكة تفتح أبوابها لضيوف الرحمن وتقيم الولائم لهم أفخر بأني سعودي»، مؤكدًا أن الجميع يتفانى في التنظيم والسهر وتقديم الغالي والنفيس لضيوف الرحمن.
وكان الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، التقى في منى، وفد جمعية الكشافة العربية السعودية المشارك في معسكرات الخدمة العامة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن.
واطلع على جهود الكشافة، حيث تم إرشاد 7662، وإيصال 1914 حاجًا تائهًا في اليوم السابع وحتى مغرب اليوم الثامن «يوم التروية»، كما اطلع على عرض عن الخطط التي ستنفذها الكشافة السعودية خلال الأيام المقبلة من أيام الحج، والاستعدادات التي قامت بها الجمعية قبل موسم الحج، ومشاركة الكشافة هذا العام في تفويج الحجاج للجمرات.
وبدوره، أعلن الفريق سليمان العمرو، مدير عام الدفاع المدني، نجاح خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات، وعدم تسجيل أي حوادث مؤثرة على سلامة الحجاج في مسيرتهم، وفي جميع مسارات صعودهم من العاصمة المقدسة ومشعر منى، وحتى وصولهم إلى مشعر عرفات.
وبعد غروب شمس يوم أمس، توجه حجاج إلى مشعر الله الحرام «مزدلفة» للمبيت فيها، حيث أدى ضيوف الرحمن صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويلتقطوا بعدها الجمار، ومن ثم التوجه إلى منى بعد صلاة فجر اليوم (أول أيام عيد الأضحى) لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي، والتحلل الأصغر من إحرامهم، حيث تعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
وشهدت تنقلات حجاج بيت الله الحرام طوال يوم أمس، سهولة وسلاسة في الحركة من خلال استخدام قطار المشاعر، إضافة إلى الطرق الفسيحة التي سلكها الحجاج في طريقهم إلى مزدلفة، بمتابعة من رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة، في حين سلك المشاة من الحجاج المسارات التي خصصت لهم، والمزودة بجميع احتياجاتهم.
من جانب آخر، أعلنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وشركة المياه الوطنية، أنه تم إنتاج وتوزيع أكبر كمية مياه محلاة في يوم عرفات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث بلغت 800 ألف متر مكعب، وكشفت عن ضخ 340 ألف متر مكعب لـ«يوم عرفات وليلة مزدلفة»، عبر شبكات المياه العامة التي شملت المشارب، ودورات المياه، والخزانات.
خادم الحرمين يشرف ويطمئن على تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة
ضيوف الرحمن وقفوا على الصعيد الطاهر ويحتفلون اليوم بعيد الأضحى ويرمون جمرة العقبة
خادم الحرمين يشرف ويطمئن على تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة