الأردن يرحب بالاتفاق الروسي ـ الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا

جودة بحث مع المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة انعكاسات الأزمة على دول المنطقة

الأردن يرحب بالاتفاق الروسي ـ الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا
TT

الأردن يرحب بالاتفاق الروسي ـ الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا

الأردن يرحب بالاتفاق الروسي ـ الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا

رحب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة بالاتفاق الروسي - الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا، اعتبارا من منتصف ليلة 12 سبتمبر (أيلول). وجاء ذلك خلال لقائه أمس (السبت) في العاصمة الأردنية عمّان مع المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة الأميركية العالمية أنجلينا جولي، التي تزور الأردن حاليًا.
جودة أعرب عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق في التمهيد لعملية سياسية شاملة تضمن إنهاء الصراع في سوريا، مجددا التأكيد على أن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو شرط أساسي لحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
كذلك، بحث الوزير جودة مع جولي الانعكاسات الإنسانية للأزمة السورية على دول المنطقة، والأردن تحديدًا، حيث عرض الخدمات التي تقدمها المملكة الأردنية لأكثر من 1.38 مليون سوري موجودين في الأراضي الأردنية، وأكد مواصلة الأردن تقديم الخدمات للنازحين السوريين رغم محدودية الموارد، خصوصا المياه والطاقة. وعرض أيضًا خلال اللقاء الجهود التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على المستوى الدولي لإيجاد حلول لأزمات اللجوء عالميا، والأزمة السورية خصوصًا، عبر مشاركته في «قمة اللاجئين» التي يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك يوم 20 من الشهر الحالي، والتي يعد الأردن «مضيفًا مشاركا» بها، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وخمس دول أخرى. ومن المتوقع أن يصدر عن هذه القمة مجموعة من الالتزامات التي تساهم في التخفيف من أثر أزمات اللجوء على الدول المستضيفة. وفي السياق ذاته، قال جودة إن الأردن في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي بهذا الخصوص، مثمنا ما قدمته الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لدعم الأردن.
في المقابل، أعربت جولي عن تقديرها لدور الأردن الإيجابي «الذي يقوم به نيابة عن المجتمع الدولي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية للشعب السوري»، مناشدة المجتمع الدولي مساندة ودعم الأردن في استضافة اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحروب. وكانت جولي قد دعت خلال زيارة أجرتها لمخيم الأزرق للاجئين السوريين (70 كلم شرق العاصمة عمّان) واطلعت فيها على الواقع المعيشي للاجئين، قادة العالم إلى «إيجاد حلول جذرية للأزمة السورية ووضع حد لمعاناة الملايين من أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج». وقالت: «ليست هناك أسرة واحدة في هذا المخيم لم تعانِ من مشكلة، وهناك أطفال في المخيم لا يعرفون سوى هذه الحياة في الصحراء القاحلة». ثم أشارت إلى أن «هذه زيارتي الرابعة للأردن منذ الأزمة السورية فإن قلبي يتفطر عليهم».
وتطرقت جولي في حديثها، خصوصًا إلى السوريين العالقين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية في منطقة «الساتر الترابي»، بقولها «هذه المشكلة لا يجب أن يتحملها الأردن، والعالم عرف عن وضعهم منذ شهور، لكنه لم يضع أي حلول، وهم في هذا الواقع معرضون إلى مشاكل صحية ونفسية أخرى». ثم توجهت بالشكر إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وكذلك للشعب الأردني قائلة: «أود أن أتحدث إلى هذا الشعب؛ لأن محبتهم وإنسانيتهم أقدرها تقديرًا عظيمًا. لقد قدمتم لجيرانكم رغم معرفتكم بالضغوط على مواردكم، وما زلتم مستمرين، وأتمنى للجميع عيدًا سعيدًا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.