كوبلر يدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني واعتمادها من قبل البرلمان

في ختام جلسة الحوار الليبي المنعقدة في تونس

كوبلر يدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني واعتمادها من قبل البرلمان
TT

كوبلر يدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني واعتمادها من قبل البرلمان

كوبلر يدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني واعتمادها من قبل البرلمان

في ختام جلسة الحوار السياسي الليبي التي انعقدت في تونس، أقر مارتن كوبلر، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، واعتمادها من قبل مجلس النواب الليبي (البرلمان) لا يزال على رأس التحديات القائمة.
وقال كوبلر في مؤتمر صحافي عقده أمس في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، وخصصه لتقديم نتائج جلسة الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، إن حوارًا بناء جرى بين أعضاء الحوار السياسي وأعضاء المجلس الرئاسي، موضحًا أن التحديات التي تواجه ليبيا كبيرة، وأن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة هو أن تكون هناك حكومة قوية.
وبشأن النقاط الخلافية التي برزت خلال جلسة الحوار السياسي كشف توفيق الشيبي، عضو لجنة الحوار السياسي، عن غياب إجماع الأطراف المشاركة في الحوار حول بعض بنود الاتفاق السياسي، ونفى أن يكون منصب وزير الدفاع هو النقطة الخلافية الأبرز، وقال في تصريح للإعلاميين إن «المسألة أكبر بكثير من هذا الأمر»، على حد تعبيره.
وأوضح الشهيبي أن «الجنرال خليفة حفتر شخصية خلافية، لأنه يحظى بقبول في المنطقة الشرقية (بنغازي)، في حين أن المنطقة الغربية (طرابلس) ترفضه».
وتهدف المحادثات التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء في العاصمة التونسية، برعاية منظمة الأمم المتحدة، إلى الالتزام بتنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية نهاية السنة الماضية.
ووفق مصادر إعلامية ليبية فقد اختلفت الأطراف الليبية حول شكل حكومة الوفاق الوطني المنتظرة، وتوزعت الآراء بين حكومة مصغرة وأخرى موسعة، وقالت إن أطرافًا سياسية ليبية طالبت بتشكيل حكومة وفاق جديدة، وإلغاء كل القرارات السابقة الصادرة عن المجلس الرئاسي، باعتبارها لم تحظ بإجماع جميع أعضائه.
وطالبت أطراف سياسية شاركت في جلسة الحوار السياسي بتغيير تركيبة المجلس الرئاسي، لكن مع الإبقاء على فائز السراج، واشترطت تقديم نائبين جديدين له، في حين طالبت جهات سياسية أخرى بإسقاط المجلس الرئاسي برمته، وهو ما جعل حظوظ التوصل إلى اتفاق سياسي تتضاءل بعد يومين من النقاشات المستفيضة.
وكان فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، قد أكد في تصريح إعلامي أن القيادة العسكرية تعمل دائمًا تحت مظلة القيادة السياسية، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقال إن المادة الثامنة من الاتفاق السياسي تنص على ضرورة الفصل بين مهام السلطة التنفيذية والسلطة البرلمانية.
وتنص المادة الثامنة من الاتفاق السياسي على أن تتحول جميع المناصب السيادية والعسكرية لسلطة المجلس الرئاسي بمجرد توقيع الاتفاق، بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الليبي، الذي يتولاه حاليًا اللواء خليفة حفتر، الأمر الذي يعتبره مؤيدو حفتر سعيًا واضحًا لاستبعاده من المشهد السياسي.
وكان مجلس النواب الليبي قد رفض منح الثقة لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، وما ترتب عن ذلك من جدل حول مصير المجلس الرئاسي برمته.
ويؤكد متابعون للأزمة الليبية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام القذافي سنة 2011 على أن مناقشة المسائل الحساسة بين كل الأطراف، وفي مقدمتها إيجاد حل للمادة الثامنة من الاتفاق السياسي ما زالت تحظى برفض واسع من قبل عدد من نواب البرلمان الليبي، وهو ما يجعل الآمال التي علقت على اجتماع تونس ضعيفة للغاية، ويطرح أيضًا فرضية إرجاء النظر في كل القضايا العالقة إلى جلسات حوار أخرى تكون مدتها أكثر من يومين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.