شددت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي على أن وحدة المسلمين من أهم الواجبات المأمور بها شرعًا، وذلك تعليقًا على البيان الصادر عن المؤتمر الذي انعقد بمدينة غروزني عاصمة الشيشان مؤخرًا، مناشدة المسلمين جمع الكلمة ووحدة الصف وتجنب كل ما يؤدي إلى تفريق الأمة قولاً وعملاً.
وقالت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي في بيان أمس، إنها «اطلعت على البيان الصادر عن المؤتمر الذي انعقد بمدينة غروزني، عاصمة الشيشان، من 25 - 27 (أغسطس/آب) 2016م، بعنوان: (من هم أهل السنة)، وما ثار حوله من نقاشات ومخالفات». وأكدت أن الوحدة بين المسلمين من أهم الواجبات المأمور بها شرعًا، وأنها وصف لازم للأمة المسلمة، ومن ذلك قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا». وقوله سبحانه وتعالى: «إن هَذِهِ أُمَتُكُمْ أُمَة وَاحِدَة وَأَنَا رَبُكُمْ فَاعْبُدُونِ»، وقوله سبحانه: «إن الَذِينَ فَرَقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ»، وأكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم».
وتطبيقا لهذا، ناشدت أمانة المجمع، المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، العمل على جمع الكلمة ووحدة الصف، وتجنب كل ما يؤدي إلى تفريق الأمة قولاً وعملاً، ما يسهم في إضعافها وتشظيها، ويؤدي إلى تفريقها والتنازع فيما بينها، مستدلة على ذلك بقوله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ».
وأشارت أمانة المجمع إلى أن أهل السنة والجماعة، هم كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويحترم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوقر آل بيته عليهم الصلاة والسلام ويحبهم.
ولفتت إلى أن أهل السنة والجماعة هم كل من يؤمن بأركان الإيمان ويوقن بأركان الإسلام، ولم ينكر معلومًا من الدين بالضرورة، ومن ذلك استحلاله أمرًا حرمته الشريعة تحريمًا قاطعًا، كقتل النفس، ويتضح ذلك جليًا في قرار المجمع في دورته السابعة عشرة التي انعقدت بعمان المملكة الأردنية الهاشمية، في 28 جمادى الأولى – 2 جمادى الآخرة 1427هـ، الموافق: 24 - 28 (يونيو/حزيران) 2006م الذي تبناه وشدد عليه مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث، الذي عقد في مكة المكرمة في 5 - 6 ذي القعدة 1426هـ، الموافق: 7 - 8 ديسمبر (كانون الأول) 2005م، ونص عليه البرنامج العشري لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي حرصه على محاربة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن له في ذلك نشاطا واسعا، ويهتم ببيان منهج الإسلام في الوسطية والاعتدال، كما يعمل المجمع على إعداد العلماء والدعاة، الذين يعرفون حقيقة الإسلام، ويدركون الواقع ويفهمون التحديات، ويفقهون وسائل الخطاب، ويستعملونها بدراية وفقه، ويعملون على إدراك علوم الشريعة المتعددة: علوم العقيدة، وعلوم القرآن والتفسير، وعلوم الحديث الشريف، وعلوم الفقه وأصوله، والسيرة النبوية، وعلوم الأخلاق، إدراكًا سويًا وفهمًا عميقًا.
ودعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى لقاء المؤسسات العلمية على مستوى الأمة، من مجامع ومجالس فتوى، وجامعات، في مشروعات علمية رائدة، مضيفًا أنه مع تنوع مؤسسات التعليم وتيسير سبله، ورفض كل أنواع الانحراف في التعليم الشرعي، والعمل على تحريم كل شطط أو انحراف.
وأكد المجمع أنه يسعى لكشف كل أنواع الألاعيب والفساد، ويدعو إلى الحوار والتعاون، ويشجع العلم الشرعي الوسطي الذي يفهم الإسلام كما أنزله الله تعالى، والتوسع في مجالات التربية الإسلامية في المدارس والجامعات وفي مختلف مؤسسات التوجيه والإعلام، لتكوين مختصين يدركون التحديات ويصونون المسيرة ويحافظون عليها بفاعلية ونشاط. وسأل الله أن يجنب المسلمين كل الشرور، وأن يقيهم كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمتهم وأن يوحد صفوفهم، ويدفعهم لخدمة وحدتهم وحماية مسيرتهم.
«مجمع الفقه الإسلامي»: وحدة المسلمين من أهم الواجبات المأمور بها شرعًا
تعليقًا على «مؤتمر غروزني»: الدعوة إلى لقاء مجامع ومجالس الفتوى والجامعات في مشروعات علمية رائدة
«مجمع الفقه الإسلامي»: وحدة المسلمين من أهم الواجبات المأمور بها شرعًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة