كشف مسؤول كردي مطلع أمس أن تنظيم داعش عزز قوته داخل مدينة الموصل بمسلحين عرب وأجانب، جلبهم من الرقة والمناطق الخاضعة له في سوريا مؤخرا، استعدادا لمعركة الموصل المرتقبة. وتأتي استعدادات التنظيم هذه في وقت تستعد القوات العراقية لاقتحام مركز قضاء الشرقاط (شمال تكريت) بعد أن ألقت الطائرات العراقية أمس أكثر من مليون منشور على سكانها تدعوهم إلى البقاء في منازلهم والابتعاد عن مقرات التنظيم.
وقد خسر التنظيم الذي يسيطر على الموصل منذ أكثر من عامين، خلال الشهر الماضي في محافظة نينوى وحدها، المئات من مسلحيه بعد الهزائم التي لحقت به في شرق وجنوب شرقي الموصل وفي محور سنجار أمام قوات البيشمركة، إلى جانب ما لحقت به من خسائر إثر غارات التحالف الدولي المكثفة، ومعركة تحرير القيارة أمام قوات الأمن العراقية.
وقال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد قتلى «داعش» خلال شهر أغسطس (آب) الماضي بلغ نحو 548 مسلحا، الأمر الذي دفع بمجلس شورى التنظيم في الموصل إلى توجيه رسالة إلى زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي طالبه فيها بمدهم بالأسلحة والعتاد والمسلحين لتعزيز قوتهم في مركز الموصل، كاشفين عن ضعف مسلحيهم في جبهات الموصل. وحسب المسؤول فإن مجلس شورى التنظيم اقترح على البغدادي انسحاب مسلحيه من مناطق سهل نينوى إلى داخل الموصل، لكي يستطيعوا مواجهة أي هجوم مرتقب على المدينة من قبل القوات العراقية.
وتابع مموزيني: «التنظيم جلب قوة جديدة تتألف من مسلحين أجانب وعرب من كافة الجنسيات من الرقة والمناطق الخاضعة له في سوريا إلى الموصل، وبحسب المعلومات الواردة إلينا، فإن المسلحين القادمين من سوريا وزعوا داخل مدينة الموصل كقوة دفاعية استعدادا لمواجهة القوات العراقية القادمة لتحريرها، ونقل (داعش) القوات التي كانت توجد في مركز المدينة إلى جبهات القتال»، مشيرا إلى أن «هذه القوة الجديدة هي ضمن القوات الخاصة بحماية البغدادي وقد شوهدوا خلال اليومين الماضيين يتنقلون بين مناطق المدينة». وتابع أن القوة الجديدة نصبت العديد من نقاط التفتيش وغالبية عناصرها لا يجيدون اللغة العربية.
وحسب مموزيني، فقد ألقت الطائرات الحربية العراقية أمس أكثر من مليون منشور على مركز قضاء الشرقاط، وطالبت القوات الأمنية العراقية في منشورها سكان المدينة بأن يبتعدوا عن مقرات التنظيم، وأن لا يكونوا دروعا بشرية يستخدمهم التنظيم، وأن يحافظوا على أرواحهم، وأن القوات العراقية ستبدأ قريبا بعملية تحرير الشرقاط التي تعتبر جزءا رئيسيا من عملية تحرير الموصل. وتحاصر القوات الأمنية العراقية الشرقاط من كافة الجهات استعدادا لاقتحامها واستعادة السيطرة عليها.
وتزامنا مع الاستعداد لمعركة الموصل، شن طيران التحالف الدولي أمس غارات مكثفة على مقرات التنظيم داخل مدينة الموصل، وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي: «قصفت طائرات التحالف مقرا لتنظيم داعش في منطقة الحي العربي في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، وأسفر القصف عن مقتل نحو سبعة مسلحين من التنظيم، فيما نفذ طيران التحالف غارة أخرى على معمل لتفخيخ العجلات تابع للتنظيم في منطقة رأس الجادة في قضاء تلعفر (غرب الموصل)، وأدت الغارة إلى مقتل أكثر من سبعة مسلحين من التنظيم وإصابة ثلاثة آخرين منهم بينما دمر المعمل بالكامل»، مشيرا إلى أن التنظيم أعدم أمس رميا بالرصاص، 17 مسلحا من مسلحيه الهاربين من ناحية القيارة وقضاء الشرقاط. لافتا إلى أن التنظيم أعدم مسلحيه أمام أنظار الناس في منطقة الدواسة وسط الموصل.
«داعش» يعزز قوته داخل الموصل بمسلحين عرب وأجانب جلبهم من سوريا
«داعش» يعزز قوته داخل الموصل بمسلحين عرب وأجانب جلبهم من سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة