بلجيكا: تخفيف العقوبة على من {يتوب} من الإرهابيين.. مقابل تقديم معلومات

مطالب في بروكسل بالاعتماد على المخبرين للتسلل إلى الشبكات الإرهابية

إجراءات أمنية مشددة في العاصمة البلجيكية بروكسل بعد تفجيرات مارس الماضي («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في العاصمة البلجيكية بروكسل بعد تفجيرات مارس الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا: تخفيف العقوبة على من {يتوب} من الإرهابيين.. مقابل تقديم معلومات

إجراءات أمنية مشددة في العاصمة البلجيكية بروكسل بعد تفجيرات مارس الماضي («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في العاصمة البلجيكية بروكسل بعد تفجيرات مارس الماضي («الشرق الأوسط»)

قال رئيس النيابة العامة البلجيكية في بروكسل يوهان ديلمويل، إنه للحصول على معلومات سريعة وكافية عن الجماعات الإرهابية ينبغي أن تكون الشرطة قادرة على العمل مع أشخاص يتسللون إلى داخل هذه الجماعات. وطالب بإعطاء فرص إضافية للشرطة والقضاء للكشف عن الإرهابيين. وفي كلمته بمناسبة السنة القضائية الجديدة في أعقاب العطلة الصيفية، قال ديلمويل إن الوقت قد حان لإعطاء المحققين أدوات أفضل وأيضا ظروف عمل أفضل للمخبرين وتشجيعا أفضل لمن يريد التوبة من المجرمين، ليعود ويقدم معلومات تساعد على تحقيق الأمن وتفادي الجرائم والمخاطر، وأيضا تحفيز المواطن العادي على التعاون بشكل أفضل مع الأجهزة الأمنية. وللتوضيح قال النائب العام في بروكسل، إن هناك ضباطا في الشرطة في وحدات أمنية محددة يتم تدريبها على اختراق عالم الجريمة وبيئة الإجرام ولكن لا بد أيضا من تشجيع المواطنين على القيام بدور مساعد في الكشف عن بيئة الإرهاب والإرهابيين وقال ديلمويل قد يكون الأمر صعبا أو شبه مستحيل أن تحصل على شرطي غير معروف للمجرمين يستطيع أن يتسلل إلى عالم مغلق جدا وعليه أن يحافظ على نفسه في هذه البيئة، مضيفا أن هذا الأمر يستغرق وقتا طويلا، وعلينا أن ننظر إلى عالم الجريمة والتطرف والإرهاب وكيف أن الراديكالية تنتشر بسرعة وفي المقابل فإن أجهزة الشرطة لديها عدد قليل جدا من المتسللين في أوساط هؤلاء ولا يستطيع أن يوفر استجابة حقيقية للتزايد الكبير في التحقيقات والقضايا «ولكن يظل هذا الاختيار هو الأفضل لأنه يجب أن يكون لدينا أشخاص داخل البيئة الإجرامية والإرهابية بحيث يكون لديهم هوية مزورة ويسمح لهم بالمشاركة في ارتكاب جرائم في بعض الحالات حتى لا يكشف أمرهم داخل البيئة الإجرامية، وفي الوقت نفسه لا بد من تخصيص مبالغ إضافية لتقديمها لمن يعمل كمخبر سري أو من يتعاون مع الشرطة في هذا الإطار وكذلك لعناصر الشرطة التي تدير مثل هذه العمليات». كما اقترح رئيس النيابة العامة تخفيف العقوبة على بعض المجرمين الذين يظهرون التوبة، بعد أن تورطوا في أعمال إرهابية أو أي جرائم أخرى مقابل تقديم معلومات أمنية قيمة تساعد في الكشف عن مزيد من الشبكات أو الأشخاص الذين يخططون لجرائم أخرى، وبالتالي تفادي أي مخاطر. واختتم ديلمويل بالقول إن القوانين الحالية قد شهدت تعديلات مؤخرا في إطار مكافحة الإرهاب، وأصبحت هناك خطوات يمكن القيام بها لم تكن متاحة من قبل، ولا داعي لإجراء تعديلات جديدة في الوقت الحالي.
وذكر وزير العدل كوين جينس في وقت سابق أن 72 مليون يورو من 400 مليون يورو التي خصصتها الحكومة لمكافحة الإرهاب والتطرف، قد وجهت إلى العدل. وتم حجز هذه الأموال من أجل توظيف 62 قاضيا و261 موظفا في الخدمات القضائية. وأشار الوزير جينس أيضا إلى أن أمن الدولة قد تلقى دعما ماليا بـ13 مليون يورو، وأن 113 عميلا تم تعيينهم لدعم أجهزة الاستخبارات، ووردت هذه المعلومات أيضا في صحف بلجيكية أخرى. وفي وقت سابق قال المدعي العام في بروكسل جان لوك ميلور إنه يتعين على بلجيكا أن تتوفر على جهاز في الشرطة يكون بإمكانه التركيز بشكل كامل على الإرهاب، قائلا: «إن القضايا الإرهابية الكبرى تقوض عمل أجهزة شرطة بروكسل». وأكد ميلور: «إن الشرطة الفيدرالية في بروكسل مسؤولة عن قضايا الإرهاب الكبرى، ومنذ سنوات، وخلال الشهور الأخيرة، يفسد ذلك عمل أجهزة شرطة بروكسل أكثر من أي وقت مضى».
وكانت بلجيكا قد تعرضت في مارس (آذار) الماضي لهجمات إرهابية، استهدفت مطار بروكسل وإحدى محطات القطارات الداخلية فيها، وأسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. كما شهدت فرفييه في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي تبادل إطلاق للنار بين الشرطة وعناصر عادت من سوريا وقالت السلطات وقتها إن الأمر يتعلق بمحاولة لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف عناصر ومراكز الشرطة في فرفييه وانتهى الأمر إلى مقتل شخصين وإصابة الثالث واعتقاله بعد إطلاق رصاص وإلقاء قنابل مع عناصر الشرطة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».