الجيش الليبي يدخل سبها.. وتهديدات جديدة بإغلاق حقول النفط

مساعدات أميركية وغربية لحكومة طرابلس للتخلص من كيماوي القذافي

الجيش الليبي يدخل سبها.. وتهديدات جديدة بإغلاق حقول النفط
TT

الجيش الليبي يدخل سبها.. وتهديدات جديدة بإغلاق حقول النفط

الجيش الليبي يدخل سبها.. وتهديدات جديدة بإغلاق حقول النفط

أعلنت إيطاليا أمس أنها بدأت ما وصفته بمشاركتها الفعالة في تخطيط وتنفيذ عملية إزالة ما تبقى من مواد مستخدمة في تصنيع الأسلحة الكيماوية لا تزال موجودة حتى الآن على الأراضي الليبية، لتدميرها لاحقًا.
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الجيش الليبي الذي يقوده الفريق خليفة حفتر في شرق البلاد، رسميا أن قواته قد دخلت مدينة سبها الجنوبية لأول مرة منذ أكثر من عامين.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني إن إيطاليا قد ساهمت منذ البداية في إنجاح عملية إزالة ما تبقى من مواد مستخدمة في تصنيع الأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى أنها سهلت عملية جمع عينات من المواد المذكورة بفضل وحدات البحرية العسكرية وعمليات رصد خفر السواحل، أمنت مرافقة السفن الدنمركية المكلفة بنقل هذه المواد الكيماوية من أجل تدميرها في ألمانيا، وأوضحت أن تنفيذ العملية بأكملها سيتم تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وبموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتزامن البيان مع إعلان نيك برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن ليبيا قد تخلّصت من مواد وأسلحة كيماوية جرى تطويرها في فترة حكم العقيد القذافي، لافتا النظر إلى أن 500 طن من الأسلحة الكيميائية تم نقلها من مخازن السلاح التي كانت تابعة لنظام القذافي.
ونقلت باخرة دنماركية هذه المواد بمساعدة سفينة تابعة للبحرية البريطانية لغرض «ضمان عدم وصول هذه المواد إلى أيدي الجامعات المتطرفة، ومنها داعش»، حسب تصريح من وزارة الدفاع البريطانية.
وتحدثت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قيام الولايات المتحدة وتسع دول أخرى بالمساعدة في عملية نقل هذه المواد من ليبيا بالدعم التقني والمالي، فيما نفى مسؤول من الجيش الأميركي مشاركة بلاده بشكل مباشر في العملية.
إلى ذلك، أعلن خفر السواحل الإيطالية أنه أنقذ 1725 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا ليرتفع بذلك عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين أنقذوا إلى أكثر من 14 ألفا. وقال خفر السواحل إن المهاجرين أبحروا من ليبيا على متن 14 زورقا مطاطيا ومركبين صغيرين قبل أن تنقذهم سفن تابعة للبحرية الإيطالية وعملية «صوفيا» الأوروبية لمكافحة المهربين ومنظمات غير حكومية كثيرة، إضافة إلى سفينتي شحن.
وتشهد السواحل الليبية في جهتها الغربية خصوصا تصاعدا مطردا في حركة الهجرة غير الشرعية حيث يخوض المهاجرون الحالمون ببلوغ أوروبا سباقا مع الوقت ليستقلوا مراكب الهجرة قبيل حلول فصل الخريف.
وفي غياب الرقابة الفعالة على الحدود البحرية بفعل الفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ 2011. تحولت شواطئ هذا البلد المتوسطي الذي لا تبعد سواحله سوى بضع مئات من الكيلومترات عن أوروبا إلى منطلق لعشرات آلاف المهاجرين الساعين إلى بلوغ السواحل الأوروبية.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الليبي دخول قواته مدينة سبها الجنوبية لأول مرة منذ أكثر من عامين، حيث قال العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، إن قوات الجيش أقامت دوريات داخل مدينة سبها وفي المناطق الصحراوية القريبة منها، مشيرا إلى أن قوات اللواء اثني عشر المجحفل التابع للقيادة العامة داخل مدينة سبها تتمركز في المدينة، وتقوم بدوريات في المناطق الصحراوية للاستطلاع وتأمين الجنوب.
وكشف المسماري عن اشتباكات اندلعت في حقل المبروك جنوب سرت ضد ميلشيات من تنظيم داعش، لكنه لم يكشف عن المزيد من التفاصيل.
وبموازاة ذلك، قالت وكالة الأنباء الليبية إن مجموعة مدينة وبعض سكان منطقة مرادة هددوا بإغلاق 23 من حقول النفط والغاز الواقعة في المنطقة احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية والخدمية لسكان المنطقة.
وقالت مجموعة الأمل للحراك المدني والبلدي بعد وقفة احتجاجية أمام حقل الراقوبة النفطي: «لم يعد هناك مجال لتحمل ظلم الأهل والتهميش والحرمان والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، حيث ينعم أغلب أبناء ليبيا بخيراتها ومقدراتها، ونحن في منطقة مرادة نفتقر لأساسيات المعيشة التي تبقينا على قيد الحياة»، معتبرة أنها «خيبة أمل وتجاهل لحقوقهم المشروعة، رغم توريد نحو 500 مليار دولار خلال العقود الماضية إلى خزينة الدولة من الحقول النفطية الواقعة في مرادة».
وأمهلت المجموعة المؤسسات الحكومية والمؤسسة الوطنية للنفط لمدة عشرة أيام لاتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة قبل إغلاق جميع الحقول النفطية.
من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي لفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في بيان له، أنه اجتمع أمس في العاصمة الليبية طرابلس مع ثلاثين من أعضاء مجلس النواب للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة.
ونقل البيان عن السراج قوله إن اللقاء يأتي في وقت حرج ومصيري بالنظر لما تشهده البلاد من أزمات واختناقات وبما يتوجب وضع الخلافات جانبا وإعلاء مصلحة الوطن.
ووضع البيان الاجتماع في إطار ما أعلنه السراج من حرصه على إجراء مشاورات واسعة مع كافة الفعاليات السياسية والمدنية لتوسيع قاعدة التوافق، والتأكيد على المعايير والثوابت التي حددها الاتفاق السياسي عند إجراء التعديلات التي طلبها مجلس النواب على حكومة الوفاق الوطني.
وكان السراج قد زار أول من أمس بلدية جنزور برفقة عميد البلدية ومسؤولين أمنيين، حيث تفقد عدد من البوابات الأمنية بدءا من بوابة الغيران وأطلع على حركة السير على الطريق الساحلي. وعقد السراج اجتماعا مع المسؤولين الأمنيين بالبلدية، واعدا بتوفير الدعم اللازم عبر وزارة الداخلية خاصة فيما يتعلق بتأمين حركة السير على الطريق الساحلي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».