الحكومة اليمنية ترحب بـ«خطة كيري».. والانقلابيون يواصلون تعنتهم بالرفض

باحث يمني: تصريحات صالح وسلوكه دفعا المجتمع الدولي لتجاهله

الحكومة اليمنية ترحب بـ«خطة كيري».. والانقلابيون يواصلون تعنتهم بالرفض
TT

الحكومة اليمنية ترحب بـ«خطة كيري».. والانقلابيون يواصلون تعنتهم بالرفض

الحكومة اليمنية ترحب بـ«خطة كيري».. والانقلابيون يواصلون تعنتهم بالرفض

في أول رد لها على خطة كيري التي أعنها وزير الخارجية الأميركي في جدة قبل أيام، أعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها بالمقترح، في الوقت الذي أعلن فيه الانقلابيون رفضا ضمنيا.
ولفت مجلس الوزراء اليمني إلى حرص الحكومة على مصالح شعبها بالتجاوب مع أي حل ينهي الأزمة التي تطال البلاد.
وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء اليمني إن الانقلابيين أثبتوا للعالم أجمع استخفافهم بمعاناة الشعب اليمني ومضيهم في غطرستهم إلى حدود غير مقبولة داخليا وخارجيا باتخاذ إجراءات أحادية مرفوضة لشرعنة انقلابهم، وتتعارض كلية مع قرارات مجلس الأمن الدولي والمرجعيات المتفق عليها أساسا للحل السياسي.
وأكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أن الاجتماع الخليجي - الأميركي - البريطاني المشترك، الذي عُقد بجدة مؤخرا، يحمل رسالة صارمة للميليشيات الانقلابية، مفادها أن المجتمع الدولي لم يعد يتحمل مزيدا من التسويف والمماطلات التي ينتهجها الانقلابيون.
وأشار المجلس، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن الميليشيا الانقلابية تتعامل مع أي تنازلات تقدم من أجل حقن دماء الشعب اليمني على أنها انتصار مزعوم لها.
ونقلت «الأناضول» أن الحوثيين رفضوا تسليم الصواريخ الباليستية، التي اعتبرها كيري تهدد «السعودية والمنطقة والولايات المتحدة»، وهو ما يعكس موقفا متعنتا من قبل الانقلابيين حيال المبادرة.
جاء ذلك، في رسالة صادرة عن ما يسمى «وحدة القوة الصاروخية» التابعة للحوثيين وحلفائهم من قوات صالح مساء الجمعة الماضي.
إلى ذلك، وصف رئيس مركز الجزيرة العربية للأبحاث في صنعاء، الدكتور نجيب غلاب، لـ«الشرق الأوسط»، لقاء جدة بـ«النقلة المهمة والمحتوى المتغير في إدارة الصراع اليمني»، معللا ذلك بأن الدول الأكثر فعالية في الملف اجتمعت ووضعت خريطة طريق واضحة لتحقيق السلام وإنهاء الانقلاب وفق المرجعيات، وبتزامن وضمانات، لعل أهمها القناعة بأن الحوثية أقلية صغيرة، وهذا يوفر لها ضمانات إقليمية ودولية بألا يتم استهدافها، وأن المطلوب منها الانخراط الكامل كتكوين بلا سلاح في العملية السياسية وتنفيذ استحقاقات المقررات الأممية.
وقال غلاب: «من الواضح أن المنظومة الدولية تدرك المخاطر التي مثلها الانقلاب والتدخلات الإيرانية الفجة، المخالفة للأعراف والمواثيق الدولية، على أمن المملكة العربية السعودية ومستقبل الدولة اليمنية وهويتها الوطنية، لذا كانت تصريحات كيري واضحة في هذا الجانب». وأكد أن إيران ما زالت تصدر الصواريخ والإرهاب إلى اليمن وأن الانقلاب وإصراره على أن رفض الحل السياسي مدخل أساسي للإرهاب والفوضى وتهديد للخليج والمنطقة.
الباحث اليمني ركز على ما وصفه بـ«تجاهل كامل لصالح» وعدم الحديث عن جناحه الحزبي في المؤتمر الشعبي العام خلال إعلان المقترحات الجديدة، وقال: «يبدو أن تصريحات صالح وسلوكه السياسي دفعا الجميع لتجاهله، ليصبح خارج أي حل، خصوصا أنه يرفض المرجعيات كما ورد في آخر مقابلة له، وتجاهله ربما يعكس رؤية أميركية ودولية وإقليمية بأنه أصبح لاعبا ثانويا، أو أن هناك توجها لعزله من الاستمرار في العمل السياسي وربما تركيز العقاب عليه».
وأضاف: «كان لافتا عدم ورود مؤتمر صالح في الحل وتم ذكر الحوثية بوصفها أقلية صغيرة، والشرعية، وطرف ثالث، وهذا قد يعني التعامل مع جناح المؤتمر الشرعي باعتباره الممثل للمؤتمر الشعبي العام، وهذا يتطلب من جناح صالح ترتيب أوراقه وفق المنظور الدولي والإقليمي، فالعناد والإصرار على الحرب قد يدفعانه إلى واجهة الصراع كما أن استيعاب الحوثية قد يتطلب منها التخلي عن صالح كعربون صداقة تقدمه لكل خصومها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.