أعلنت الحكومة الإيطالية يوم حداد وطني السبت تزامنا مع مراسم التشييع التي ستقام للضحايا في اركواتا ديل ترونتو، إحدى القرى الثلاث الأكثر تضررا جراء الزلزال، الذي ضرب أماريتسي وأكومولي وأركواتا ديل ترونتو وسط إيطاليا يوم الأربعاء صباحا، ما أسفر عن وفاة 267 شخصا وإلحاق أضرار مادية جسيمة بهذه البلدات، إضافة إلى إلحاق أضرار بـ293 معلما ثقافيا.
وستجرى الجنازات بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي. وتواصلت بادرات التضامن من التبرع بالدم أو المال وصولا إلى جمع ملابس ومواد غذائية وألعاب وتقديم طهاة إيطاليين وجبات للناجين.
وزير الداخلية أنجيلينو ألفانو تفقد بلدة أركواتا، وهي إحدى البلدات التي تضررت جراء الزلزال، وقال: إنه لا يمكن تجنب الزلازل في إيطاليا. وأضاف: «في المعركة بين الإنسان والطبيعة، دائما ما تنتصر الطبيعة. دعونا لا نكون منافقين إننا دولة عرضة للزلازل».
وصدم الإيطاليون خصوصا بوضع مدرسة اماتريتشي التي تم تجديدها في 2012 لتكييفها مع معايير البناء المضاد للزلازل وإذ بها تتحول لكومة أنقاض الأربعاء. وفتح مدعي رييتي المدينة القريبة من مكان الزلزال تحقيقا لكشف أي عمليات اختلاس قد تكون حدثت في اماتريتشي والقرى الأخرى.
وقال سيرجيو بيروزي، عمدة أماتريسي، إن وسط البلدة التاريخي، وهو الأسوأ تضرر جراء الزلزال: «سوف يحتاج إلى إعادة بناء بالكامل».
وتضاءل الأمل بالعثور على ناجين أمس الجمعة لكن من دون أن يثني الآلاف من رجال الإنقاذ عن مواصلة البحث بين الأنقاض عن ناجين محتملين. وتم سحب 238 شخصا على قيد الحياة من تحت الأنقاض.
وقال دانجيلو «ما زلنا نأمل في العثور على ناجين ونعمل لهذا الهدف».
وذكر مسؤول في فرق الإطفاء أن آخر ناج بعد زلزال اكويلا تم انتشاله بعد 72 ساعة. وبين ضحايا الزلزال ثمانية أجانب هم ثلاثة بريطانيين ورومانيان وإسبانية وكندي وسلفادورية.
وسجلت عشرات الهزات الارتدادية طوال الليل بلغت قوة إحداها 4.8 درجة صباح الجمعة وأدت إلى قطع طريق الوصول إلى اماتريتشي، إحدى القرى الأكثر تضررا. وما زال الغموض يلف عدد المفقودين. فسكان قرى الوسط السياحية يرتفع عددهم ثلاث أو أربع مرات في الصيف ويصعب معرفة عدد الذين كانوا موجودين عند وقوع الزلزال. ودعا آلياندرو بيتروتشي رئيس بلدية اركواتا ديل ترونتو كل الناجين الذين غادروا هذه القرية وهي واحدة من الأكثر تضررا إلى تسهيل احتساب عدد المفقودين المحتملين.
رئيس الحكومة أعلن مساء الخميس إطلاق خطة «البيت الإيطالي» التي تهدف إلى جعل الوقاية محور عمل الحكومة في هذا المجال. وقال رينزي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة إن «إيطاليا يجب أن تكون لديها رؤية لا تقتصر فقط على إدارة الأوضاع الطارئة». وأشار إلى أنه في مجال الوقاية من الزلازل، لا تبدو المهمة سهلة لإيطاليا التي تملك أكبر عدد من المباني الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
ورغم الهزات الارتدادية التي لم يعد معظمها يثير خوفا، يحاول عدد من السكان إنقاذ بعض ممتلكاتهم. وقال لويجي دانجيلو المسؤول المحلي عن فرق الدفاع المدني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الأولوية الآن هي لتأمين مسكن للأشخاص الذين باتوا بلا مأوى». وأضاف: «حاليا نقيم قرى من الخيام في كل البلدات المتضررة».
وبالفعل، أقامت فرق الإنقاذ حول المواقع المتضررة قرى من الخيام يتم تدفئتها ليلا، لإيواء السكان المنكوبين. لكن الكثير من هذه الخيام بقيت فارغة ولجأ السكان إلى بيوت أصدقاء أو أقرباء أو فضلوا أن يمضوا الليل في سياراتهم.
إيطاليا تعلن السبت يوم حداد وطني على ضحايا الزلزال
تضاؤل الأمل في العثور على ناجين.. والحصيلة وفاة 267 شخصًا
إيطاليا تعلن السبت يوم حداد وطني على ضحايا الزلزال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة