في ردٍ على بيان الخارجية العراقية، قال السفير السعودي ثامر السبهان، لدى العراق لـ«الشرق الأوسط»، إن السفارة أبلغت وزارة الخارجية العراقية، وبشكل مستمر، عن جميع التجاوزات والتهديدات من قبل عناصر إرهابية تهدد أمن السعودية، وكذلك بعثة الرياض لدى بغداد، مؤكدًا أنه جرى توثيق تلك التهديدات، فيما وصفت الخارجية العراقية، مخطط اغتيال السبهان، بأنه غير صحيح.
وشدد السفير السبهان، في اتصال هاتفي من خارج بغداد أمس، على أن محاولات التخطيط لعمليات اغتياله صحيحة، وأن هناك معلومات تصل إلى السفارة من الكثير من «العراقيين الشرفاء» حول بعض التهديدات، وقال: «جميع التهديدات، تم توثيقها، ورفعها إلى الخارجية العراقية، وهي موثقة عبر وسائل الإعلام العراقية، وتلقينا الردود منهم»، مشيرًا إلى أن «السياسيين يقعون تحت ضغوط أعانهم الله عليها، وقد يسيرون في اتجاهات، لا يرغبون بها، وبحسب ما نسمع منهم».
تصريحات السبهان، جاءت بعد بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، يؤكد أن ما تم تناقله حول وجود مخطط لاغتيال ثامر السبهان، السفير السعودي في بغداد، هي أخبار غير صحيحة، وأن مثل هذه الأخبار «تهدف للإساءة إلى العلاقات الأخوية التي تجمع العراق بالمملكة».
وبين السفير السبهان، أن ما نفته وزارة الدفاع العراقية، فهو شأنهم، مضيفًا: «الحقيقة أن خالد العبيدي، وزير الدفاع العراقي، عرض تقديم المساعدة في تأمين تنقلات السفير السبهان، عن طريق الطائرات السمتية، وتم الطلب فعلاً من الوزارة، لنقلنا إلى البصرة، واعتذر الوزير العبيدي، ونقدر لهم ذلك».
وأضاف: «حيدر جواد العبادي، رئيس الوزراء العراقي، كلّف بنفسه الحماية الخاصة لمرافقتي في تنقلاتي في بغداد، وفي آخر مرة كنت هناك، أخبرونا بأنهم في مطار بغداد، وعند القدوم وللأسف لم نجدهم، ولكن قوة الأمن الدبلوماسي السعودي، قامت بالواجب في تأمين تنقلاتي من المطار إلى مقر إقامتي على خير واجب، وبطريقة احترافية أبعدت كل المخاطر، على الرغم من المضايقات التي تحدث بين الحين والآخر، إلا أني على ثقة بأن الأمور تسير نحو الأفضل دائمًا».
وكان بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قال أن الاتهامات التي وجهت لبلاده بالوقوف وراء محاولة اغتيال السفير ثامر السبهان، هي غير مستغربة، ليؤكد السفير السعودي لدى العراق، أن الإيرانيين يعلمون أنها الحقيقة، وهذا هو ديدنهم في تعاملهم في قوة الغدر والخيانة والإجرام ودعم الإرهاب في المنطقة.
وأضاف: «أحد أتباع نظام الملالي في العراق، وهو يتبع للحكومة العراقية، حسب ما تصرح به الحكومة نفسها، قال إن اغتيال السفير السعودي لدى العراق، هو شرف سوف يدعيه كل منهم، ولا أعلم أي شرف إلا إذا كان بمقاييس الإرهاب والإرهابيين»، في إشارة إلى أوس الخفاجي الأمين العام لميليشيا «أبو الفضل العباس» الذي خرج على إحدى القنوات التلفزيونية العراقية واعتبر اغتيال السفير السعودي في العراق شرفًا كبيرًا.
وفي السياق ذاته تعقد لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي اليوم، وطبقًا لما أعلنه رئيسها عبد الباري زيباري، اجتماعًا لمناقشة التقارير بشأن مخططات دبرتها طهران لكتائب شيعية عراقية مرتبطة بها لاغتيال السفير السبهان.
وقال زيباري في بيان إن لجنة العلاقات الخارجية ستجتمع اليوم «وستقف عند هذا الموضوع»، لافتًا إلى أنه «لا يمكن أن يتعرض الرجل الدبلوماسي أو العاملون في العراق للخطر، على اعتبار أن ذلك من أبجديات التعاون الدبلوماسي»، مؤكدًا حرص العراق على أن «تكون له علاقات جيدة مع كل دول العالم بما فيها السعودية».
وكانت «الشرق الأوسط» انفردت الأحد الماضي، في معلومات أمنية كشفت عن مخططات لميليشيات شيعية عراقية بتدبير إيراني، تجري من ثلاثة محاور لعملية اغتيال ثامر السبهان، السفير السعودي لدى العراق، وذلك لاستهداف سيارته المصفحة عبر صواريخ آر بي جي 7، لا سيما وأن هذه الميليشيات على ارتباط مباشر بإيران، أبرزها كتائب خراسان، ومجموعة تعمل مع أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات «أبو الفضل العباس» التي تعد مكونًا بارزًا في ميليشيات الحشد الشعبي.
وأكد السفير السبهان، أننا جنّدنا أنفسنا تحت قيادة ولاة الأمر في السعودية، لخدمة الإسلام والمسلمين، والعرب، ودماؤنا ليست أغلى من دماء أبطالنا الذين يحمون الحدود السعودية، مشيرًا إلى أن العراق كان وسيبقى عربيًا واحدًا موحدًا، فماؤه وأرضه وترابه عربية وكل ما فيه عربي، لا فرق بينه وبين شرفاء الأكراد والمسيحيين والإيزيديين والصائبة، والجميع هناك، وإذا كان الغدر والخيانة والإرهاب شرف للبعض، فإن الغالبية العراقية شريفة أبية وفية، ومحبة للسلام، وتحترم انتماءها العربي والإسلامي والعشائري.
يذكر أن عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قال في تصريحات سابقة، إن السعودية لن تساوم على أمنها وإيمانها، وإيران رعت قادة «القاعدة» ولا تمانع باستخدام الإرهاب.
السبهان يرد على خارجية بغداد: أبلغناكم بالتهديدات الإرهابية ولم نر استجابة
لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تجتمع اليوم لمناقشة قضية الاغتيال
السبهان يرد على خارجية بغداد: أبلغناكم بالتهديدات الإرهابية ولم نر استجابة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة