الموازنة العراقية تدخل غرفة «العناية المركزة»

الحكومة تضع شرطين لقبول مبادرة أربيل

الموازنة العراقية تدخل غرفة «العناية المركزة»
TT

الموازنة العراقية تدخل غرفة «العناية المركزة»

الموازنة العراقية تدخل غرفة «العناية المركزة»

عد مقرر البرلمان العراقي محمد الخالدي أن الاتهامات التي بات يكررها رئيس الوزراء نوري المالكي للبرلمان بشأن تأخير الموازنة مرفوضة جملة وتفصيلا لأنه هو من يتحمل ذلك وبشكل لا لبس فيه.
وقال الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إثر فشل البرلمان في عقد جلسة كاملة النصاب لإدراج مشروع قانون الموازنة في جدول الأعمال، إن «هناك نية مبيتة تقضي بعدم إقرار الموازنة خلال هذه الدورة وترحيلها إلى ما بعد الانتخابات حتى تخضع للمساومة من قبل المالكي مع الأكراد، إذ بدأ بخفض سقف مطالبه التي يرفضها الأكراد والتي وصلت به إلى حد قطع رواتب موظفي الإقليم كجزء من الدعاية الانتخابية في محيطه الانتخابي من منطلق الدفاع عن الحقوق وحماية ثروات العراق النفطية».
وأضاف الخالدي «لكن الأمر يتغير بعد الانتخابات وتبدأ مساومات من نوع آخر وتتمثل في تنفيذ ما يطالب به الأكراد مما يعتبرونه حقوقا واستحقاقات سواء فيما يتصل بتصدير الكميات المتفق عليها من نفط الإقليم والكيفية التي يتم بها ذلك فضلا عن مستحقات الشركات ورواتب البيشمركة، وكل النقاط الخلافية ستخضع للمساومة عند بدء المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة». وكان البرلمان العراقي فشل أمس في عقد جلسة كاملة النصاب لإدراج الموازنة ضمن جدول الأعمال. ومع اقتراب نهاية الدورة البرلمانية الحالية في الـ16 من الشهر الحالي فإن الموازنة المالية في العراق تكون قد دخلت غرفة «العناية المركزة» بعد فشل كل الجهود والمحاولات الساعية لتمريرها قبل موعد الانتخابات البرلمانية نهاية الشهر الحالي.
وبينما تعد الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان السبب الرئيس في عدم إقرار الموازنة فقد وضعت الحكومة المركزية في بغداد شروطا جديدة لقبول المبادرة الكردية بتصدير كمية من النفط مقدارها 100 ألف برميل يوميا. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي في تصريح إن «الحكومة تشترط ضمان استمرار تصدير النفط بشكل يومي من قبل الإقليم، وكذلك تشكيل لجنة فنية مشتركة تبحث مقدرة الإقليم الفعلية على الإنتاج».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.