«الشرق الأوسط» تكشف 6 معسكرات لفيلق القدس الإيراني بالقرب من كركوك

طهران فتحتها تحت غطاء الميليشيات الشيعية المنتشرة في المنطقة

صورة أرشيفية لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في جنوب كركوك
صورة أرشيفية لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في جنوب كركوك
TT

«الشرق الأوسط» تكشف 6 معسكرات لفيلق القدس الإيراني بالقرب من كركوك

صورة أرشيفية لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في جنوب كركوك
صورة أرشيفية لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في جنوب كركوك

بعد محاولات مستمرة على مدى شهر لم تخل من مخاطر حقيقية، تمكنت «الشرق الأوسط» من كشف 6 معسكرات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تحت غطاء ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التابعة لإيران، والمدعومة من قبل الحكومة العراقية، تتمركز بالقرب من كركوك، وتحتضن إلى جانب الصواريخ أسلحة ثقيلة ومتطورة، بينما وصل عدد الجنود الإيرانيين فيها إلى نحو 1500 جندي وضابط.
وتفيد المعلومات بأن أحد كبار ضباط فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ويدعى إقبالي بور، يشرف على قيادة هذه المعسكرات. ويتخذ هذا الضابط من معسكر بناحية آمرلي التابعة لقضاء طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين، جنوب مدينة كركوك، مقرا له، وقد شارك في كل الاجتماعات التي عُقدت بين الأكراد وميليشيات الحشد الشعبي إبان المعارك التي اندلعت بين الجانبين في طوز خورماتو.
قائد الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني، ونائب أمينه العام، حسين يزدان، كشف عن تفاصيل دقيقة أخرى عن هذه المعسكرات قائلا، إن «محمد رضا شهلايي، وهو أحد القادة الرئيسيين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يشرف على تحركات وعمليات الفيلق وكل القوى والفصائل التابعة له في شمال العراق، ويعمل تحت إمرة شهلايي، شخص آخر باسم إقبالي بور، ويلقب بآغاي إقبالي، وهو ضابط كبير في فيلق القدس، وهذا الضابط يدير مع هيئة أخرى من المسؤولين الإيرانيين ميليشيات الحشد الشعبي ميدانيا في قضاء طوز خورماتو وفي محافظة كركوك»، مشيرا إلى أن 200 جندي من الحرس الثوري الإيراني يشكلون قوة حماية خاصة لإقبالي.
وتطرق يزدان بنا إلى أعضاء الهيئة الإيرانية التي يترأسها إقبالي، وأضاف: «تتكون الهيئة من عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين الموجودين في طوز خورماتو وكركوك، وهم كل من رجل الدين محمد علي كرمي، العضو في فيلق القدس، ومسؤول العقيدة والسياسة في الفيلق، وحسن مهدوي الضابط في الفيلق ومسؤول التدريبات العسكرية، وأصغر ترابي، الضابط في الفيلق وهو المسؤول عن الاستخبارات، وعلي رضا زنجير زرابي، الضابط في الفيلق ويترأس القسم الإعلامي»، مشيرا إلى أن حضور الحرس الثوري الإيراني في المعسكرات الموجودة في المنطقة تحت اسم معسكرات ميليشيات الحشد الشعبي يتمثل بوجود هيئة من الحرس الثوري إلى جانب كل لواء وفوج من الميليشيات الشيعية في هذه المعسكرات. وتشرف هذه الهيئات على قيادة هذه الميليشيات وتدريبها وتهيئتها وتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة.
وبيّن يزدان لنا أن إيران «تعمل بسرية كبيرة في هذا الإطار وتخشى من الكشف عن مخططاتها وتحركاتها، وفي حال الكشف عن هذا التواجد تسارع طهران والحكومة العراقية إلى القول إن هذه القوات هي عبارة عن مجموعة من المستشارين، لكنها في الحقيقة هي قوات إيرانية فعالة ووجودها كبير وتسعى لفرض سيطرتها على كركوك والمناطق الأخرى الغنية بالنفط، وتمهد الطريق نحو الموصل والوصول إلى الحدود مع سوريا، والاقتراب من إقليم كردستان ومحاصرة الإقليم من كل الجهات، وتعزيز نفوذها في المنطقة».
ويسلط يزدان الضوء على قادة فيلق القدس الإيراني الذين يشرفون على قيادة الميليشيات الشيعية في العراق، ويحددون مهامها، والعمليات التي تنفذها، ويكشف عن أسمائهم، وهم «محمد رضا شهلايي، ومجتبى الأبطحي، وإيرج مسجدي، وأحمد فروزندة، ومَسكَري، وكل واحد منهم برتبة عميد، ويشرف قاسم سليماني قائد فيلق القدس عليهم بشكل مباشر».
ويحدد يزدان لنا مواقع معسكرات الحرس الثوري في كركوك وأطرافها، وهي «خلف بلدة البشير باتجاه منطقة مريم بيك (جنوب غربي كركوك)، وقضاء داقوق (جنوب كركوك)، وقضاء طوز خورماتو، وناحية آمرلي، وناحية تازة (جنوب غربي كركوك)، وناحية سليمان بيك (جنوب كركوك)»، مضيفا أن الحرس الثوري يعمل حاليا على إنشاء معسكرات أخرى بالقرب من المناطق الواقعة بين كركوك والموصل.
وحسب مصادر «الشرق الأوسط»، يصل عدد عناصر الحرس الثوري في هذه المعسكرات مجتمعة إلى نحو 1500 جندي وضابط، مع تواجد كبير لمسلحي ميليشيات الحشد الشعبي، وما يسمى «حزب الله» اللبناني في هذه المعسكرات، التي تضم صواريخ متعددة، منها صاروخ «صاحب الزمان»، ومدافع ثقيلة ودبابات وأسلحة ثقيلة ومتطورة أخرى، نقلتها طهران بتسهيلات من الحكومة العراقية عبر المنافذ الحدودية البرية بين الجانبين إلى هذه المعسكرات. وتُمركز طهران قوة من قناصيها في هذه المعسكرات. وقد شاركت القوات الإيرانية إلى جانب الميليشيات الشيعية في المعارك التي دارت مؤخرا في طوز خورماتو بين الميليشيات والبيشمركة الكردية وقُتل عدد من عناصرها.
وينتمي عناصر الحرس الثوري المتواجدون في معسكرات كركوك وأطرافها إلى قوات رمضان (إحدى الأفرع الرئيسية لفيلق القدس) التي تنقسم على 4 معسكرات، هي معسكر نصر ومعسكر رعد ومعسكر ظفر ومعسكر فجر، وموزعة بالتسلسل في مدن نغده ومريوان وكرمانشاه وأهواز لتغطية عموم الحدود الإيرانية العراقية من شمالها إلى جنوبها، بهدف إسناد القوات والشبكات الإرهابية الإيرانية العاملة في مختلف المدن العراقية.
بدوره قال مدير الآسايش (الأمن الكردي) في قضاء طوز خورماتو، المقدم فاروق أحمد، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 3 معسكرات كبيرة تابعة لميليشيات الحشد الشعبي جنوب طوز خورماتو، والضباط والمسؤولون العسكريون الإيرانيون، ومن ضمنهم إقبالي بور، يتواجدون في هذه المعسكرات ويدربون مسلحي الميليشيات الشيعية، ويشرفون بشكل مباشر على تحركاتها، لكن رسميا ليس هناك معسكر خاص بالجنود الإيرانيين».
وأضاف أحمد: «منذ مجيء هذه الميليشيات إلى المنطقة نحن حذرنا من خطورتها على أمن المنطقة، الآن هناك نحو 3 - 4 آلاف مسلح تابع لهذه الميليشيات الشيعية داخل طوز خورماتو وفي هذه المعسكرات، ويشكلون خطورة على المنطقة فيما إذا حدثت أي مواجهات؛ لأنهم يمتلكون قوة مؤثرة ومسلحون بالأسلحة الثقيلة، ويقف إلى جانبهم مستشارون إيرانيون»، كاشفا عن وجود أكثر من مائة عسكري إيراني موزعين ما بين قناصين ومستشارين ومدربين عسكريين، مبينا أنه باستثناء قرية شيعية فإن سكان قرى أخرى تابعة لناحية آمرلي في قضاء طوز خورماتو لم يعودوا إليها على الرغم من تحريرها من «داعش» لأن الميليشيات الشيعية حولتها إلى معسكرات. وتزامنا مع كشف هذه المعلومات، أوضح مسؤول إعلام قائمقامية قضاء طوز خورماتو، محمد فائق، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في إدارة قضاء طوز خورماتو لا نستطيع أن نصرح أو نصدر بأي توضيح حول أي موضوع لا نمتلك عليه دليلا ومعلومات كاملة، وبالنسبة لوجود معسكرات للجيش الإيراني في حدود قضاء طوز خورماتو، فأنا لم يصلني حتى الآن أي معلومات عن وجود هكذا معسكرات. هناك وجود لمسلحي الحشد الشعبي في قرى ناحيتي سليمان بيك وآمرلي التي يبلغ عددها أكثر من 48 قرية، لكن ليست هناك معسكرات إيرانية»، مضيفا: «خلال الأحداث التي شهدها طوز خورماتو، أكدنا أن هناك وجودا لفصيل الخراساني والفصائل الأخرى التابعة للحشد الشعبي، وهناك تواجد لجنود إيرانيين في صفوف فصيل الخراساني، أما الآخرون المتواجدون في المدينة فهم ينتمون إلى الحشد التركماني الشيعي، الذي يتبع الحشد الشعبي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.