كسبت الفنانة التونسية الشابة يسرا محنوش رهان الحفل الموسيقي الختامي للدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، وتمكنت من استقطاب جمهور كبير العدد على الرغم من حملة التشكيك في قدرتها على تأمين حفليسرا موسيقي ساهر فوق ركح مسرح قرطاج في ظل رصيد غنائي متواضع لا يستطيع تأثيث سهرة بأكملها.
الجمهور الذي حضر في مهرجان قرطاج في سهرة السبت جاء للاستمتاع بصوت غنائي يؤدي أغانيه بحس فني عال وبكثير من الموهبة والتمكن، وسجل تفاعله الراقي مع الأداء الغنائي الرفيع بعد أن تسلطنت يسرا محنوش في سهرة غنائية تدرك أنها ستكون مفصلية في مشوارها الفني وعملت على النجاح الفعال في اختبار مهرجان قرطاج.
محنوش التي بدأت الغناء مبكرا وتربت بين المسارح، أطلت على الجمهور في حدود الساعة العاشرة والربع ليلا وشدت بإحدى الأغاني الوطنية عنوانها «يا تونس دمت غالية»، وهي أغنية يعرفها الجمهور الحاضر بصوت والدتها الفنانة التونسية المعتزلة «هزار»، ثم رحبت بالجمهور الذي كان واضحا أنه أربكها بحضوره بتلك الأعداد الكبيرة وحرارة استقباله لها.
وخلال السهرة، نوعت محنوش في أدائها بين أغانيها الخاصة وبعض الأغاني العربية المعروفة في محاولة لتأمين سهرة قرطاج، وغنت تبعا لذلك بلهجات عربية مختلفة وتوزعت أغانيها بين الإيقاعي والطربي الرومانسي والإيقاعي العراقي الذي نحت جزءا كبيرا من شهرتها.
واقترحت على جمهورها في الحفل الذي استمر لأكثر من ساعتين، أغاني جديدة وأخرى تؤديها بصوتها للمرة الأولى مثل«عاش الشهيد» وهي عبارة عن كلمات كتبها محمد إسلام الزواري قبل رحيله بأيام، وقامت يسرا بتلحينها مدمجة في قافيتها جزءًا من النشيد الوطني التونسي. وغنت من إنتاجها الخاص أغاني «واسكت بس»، و«شفتوش خديجة»، و«فاكراك».
ولم تنس أداء مقاطع من الأغاني العربية المعروفة مثل أغنية «غلبت أصالح في روحي»، لأم كلثوم، كما غنت لوردة الجزائرية «في يوم وليلة»، ولسعاد محمد «أوعدك» وللسيدة فيروز «من عز النوم تسرقني»، وغنت أيضًا من كلمات والدها الشاعر الحبيب محنوش وتلحين الفنان التونسي سليم دمق أغنية «سلطان زماني».
واعترفت الفنانة التونسية الشابة بالجميل للفنان العراقي كاظم الساهر، الذي دعمها منذ سنوات بقوة في برنامج «ذي فويس» وهو الذي لا يفوت أية فرصة للحديث عنها ومدح خطواتها الثابتة وإمكانياتها الصوتية الكبيرة.
وأدت محنوش أغنية «عيد وحب» لكاظم فاهتزت المدارج مع الإيقاعات العراقية واستمتع الجمهور بالحفل الفني الناجح من حيث الحضور الجماهيري والإيقاعات التي ميزته. وعن كاظم الساهر، قالت إن غناءها معه زاد من محبة الناس لها، وأضافت قولها عن الغناء إلى جانبه: «إنها من أفضل السهرات التي قدمتها»، وتابعت: «غنينا بجنون وتجاوزنا الوقت المتفق عليه بكثير وسط ترحاب كبير من الجمهور الحاضر آنذاك، ترحاب سيحملني مسؤولية في قادم السنوات».
وتعد هذه المرة الثانية التي تحضر فيها تصعد فوق ركح مهرجان قرطاج، وأن الفنان العراقي كاظم الساهر قد منحها فرصة مشاركته حفله بنفس المهرجان سنة 2013.
واستضاف المهرجان في دورته الجديدة مجموعة من النجوم الفنية العربية والغربية على غرار اللبنانية نجوى كرم والمغربية سميرة سعيد والفنان العراقي كاظم الساهر، والتونسي صابر الرباعي.
وحتى تفتح الآفاق الغنائية لغيرها من الفنانين الشباب، استضافت يسرا محنوش الفنان التونسي الشاب نسيم الرايس وهو خريج برنامج «ستار أكاديمي» وأرادت بهذه الحركة اللطيفة توجيه التحية إلى جمهوره الذي عبر عن رغبته في رؤيته على المسارح.
وخلال مؤتمر صحافي قالت محنوش: «أنا إنسانة قلقة جدا وقد لقبني الفنان العراقي كاظم الساهر بسيدة القلق قبل سيدة الطرب، لكني عندما أصعد على الركح أحول كل الضغط إلى طاقة غنائية متفجرة»، وهو ما ترجمته في اختتام السهرات الموسيقية لمهرجان قرطاج الدولي.
الفنانة التونسية يسرا محنوش تختتم حفلات مهرجان قرطاج
غنت بلهجات عربية مختلفة ووزعت أغانيها بين الإيقاعي والطربي الرومانسي
الفنانة التونسية يسرا محنوش تختتم حفلات مهرجان قرطاج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة