((آسف إن أزعجت أحدا لكنني مؤمن أن كل امرأة يجب أن تكون قادرة على ارتداء ما تشاء وفق خياراتها))..... هذا مضمون رسالة نشرها السياسي النمساوي أحمد دمير القيادي البارز بحزب الخضر بإقليم تيرول كرد فعل لصورة وتعليق نشره على صفحته وأثار جدلا واسعا بالنمسا.
وكان دمير قد نشر على صفحته بموقع «فيسبوك» صورة لراهبتين بملابسهما الطويلة وغطاء الرأس وهما تتنزهان في موقع سياحي مرفقا ذلك بسؤاله ((هل هاتان المرأتان مضطهدتان؟؟)) مما أثار ردود فعل قوية ما بين مؤيد تأييدا تاما حتى بين جماعات نمساوية مسيحية وما بين معارضين قالوا: إن النقاب جديد عليهم فيما نشأوا على زي الراهبات وخياراتهن.
هذا وتشهد النمسا أخيرا حوارات علنية تدعو لفرض حظر للنقاب والبرقع ابتدرها وزيرا الخارجية النمساوي ونظيره وزير الداخلية بإطلاقهما تصريحات علنية تبدي تأييدهما لفرض حظر للنقاب بالنمسا التي تعتبر من الدول الأوروبية القليلة التي لا تمنع النقاب والبرقع ولا تفرض أي قيود على المظهر الخارجي.
وكان وزير الخارجية سبستيان كورتس وهو في ذات الوقت وزير الاندماج قد وصف النقاب بعائق للاندماج فيما أطلق وزير الداخلية ولفغانغ سوبوتكا في حوار صحافي شكوكه حول صلاحية النقاب للحياة العصرية بينما قال نوربرت هوفر المرشح الرئاسي اليميني عن حزب الحرية إن حظر النقاب سيكون مفيدا.
في سياق مختلف انتقد رئيس بلدية مدينة اليكسي بإقليم تيرول صاحب متجر معدات رياضية بسبب إعلان لزقه بواجهة متجره يمنع دخول المنقبات.
وكان رئيس بلدية المدينة قد وصف الإعلان بالمسيء للمدينة التي ترغب في استضافة السياح الخليجيين مثلها مثل زيل إم سي الموصوفة بـ«جنة العرب».
إلى ذلك قال رئيس البلدية إن الإعلان تمييز غير مقبول، مؤكدا أنهم ضد الإقصاء بغض النظر عن الدين أو الأصل أو اللون وأن الناس سواسية.
من جانبه برر صاحب المتجر فعلته بقوله: إن «من حقه أن يتعرف على ملامح من يتعامل معه ومن يرغب في استعارة دراجة أو قاربا من معداته».
مما يجدر ذكره أن مدينة زيل إم سي وبحيرتها التي تحمل ذات الاسم تجذبان سنويا آلاف السياح الخليجيين ممن يفضلونهما على سواهما من مدن وبحيرات النمسا التي يبلغ عدد بحيراتها 5 آلاف بحيرة ما بين ضخمة وعميقة وطويلة وصغيرة وضحلة، تحف معظمها جبال الألب الشاهقة مما يزيدها جمالا ورونقا.
وحسب تصريح لرئيس هيئة السياحة بإقليم سالزبورغ حيث تقع بحيرة زيل إم سي على مسافة من العاصمة سالزبورغ فإن عدد الليالي المحجوزة لخليجيين من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وقطر بلغ هذا الصيف 470 ألف ليلة، ولا يدخل ضمن هذا العدد من يسكنون مناطق أخرى ويزورون البحيرة.
من جانبها أكدت أسر خليجية في لقاء لـ«الشرق الأوسط» أنهم ومنذ سنوات طويلة يقضون أكثر من شهر ونصف قرب بحيرة زيل إم سي وكابرون، مشيرين أن بعض الأسر تأتي كعشيرة كاملة.
وردا على سؤال عما يميز هذه البحيرة عن غيرها رغم أنها ليست الأجمل أو الأكبر؟؟ تنوعت الإجابات ما بين أنه عشق قديم أصبح كالإرث وأنها عرفتهم ويعرفونها وتعودت على الذوق الخليجي والمظهر الخليجي ومختلف أنواع النقاب والبرقع والحجاب فيما قال آخرون إن زيارتها أمست تقليدا يعود لثقافة أشبه بـ«نطالعهم ويطالعوننا» وإن ذلك لا ينقص مطلقا من روعة الاستمتاع بالمنطقة وبحيرتها وجمالها وتنوع فعالياتها بل يزيدها روعة خاصة أن الأرض «من دون ناس لا تنداس».
مما يجدر ذكره أن بلدية زيل إم سي كانت قبل عامين ونتيجة بعض السلوكيات السالبة قد أصدرت كتيبا بدعوى إرشاد السائح الخليجي لـ«برتوكول» التعامل السياحي بالنمسا كضرورة الالتزام بالهدوء قانونا بعد العاشرة مساء، واحترام شارات المرور، وعدم المساومة في الأسعار، وعدم افتراش أرض الفنادق لتناول الطعام إلا أن الكتيب قوبل بكثير من الرفض والاستهجان فتم سحبه.
النقاب ومدينة زيل إم سي.. والسائح الخليجي
سياسي نمساوي ينشر صورة لراهبتين تثير جدلاً واسعًا حول حق النساء في ارتداء ما يشأن
النقاب ومدينة زيل إم سي.. والسائح الخليجي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة