انطلق الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم السبت الماضي وسط ظاهرة تحدث لأول مرة في التاريخ حيث تتطلع جميع الأندية العشرين للمسابقة للفوز باللقب في نهاية المطاف. وجاء تتويج ليستر سيتي بلقب الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي لينهي أسطورة أن الأندية الكبرى فقط هي التي تتوج باللقب، ويرفع سقف الطموح أمام باقي الأندية إزاء إمكانية الصعود إلى منصة التتويج هي الأخرى. الـ«غارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالملاحظة في مباريات الأسبوع الأول في الدوري الإنجليزي.
1- فينالدوم وماني يثبتان صحة رؤية كلوب مع ليفربول
كان تعاقد ليفربول مع جورجينيو فينالدوم، لاعب نيوكاسيل، مقابل 25 مليون جنيه، واحدة من صفقات الموسم الأكثر إثارة للجدل والفضول - فالسعر مغالى فيه كما أحيطت الصفقة بهالة كبيرة بالنسبة للاعب قدم مستويات غير ثابتة مع فريق هبط إلى الدرجة الأولى (تشامبيون شيب). في يوليو (تموز) قال كلوب إن اللاعب «يستطيع أن يؤدي في عدد من المراكز معنا، واللاعبون الذين يأتون من كرة القدم الهولندية يكون لديهم عادة فهم ومرونة تكتيكية. وهذا مهم بحق». أيد فينالدوم رؤية مدربه، ونفس الشيء بالنسبة إلى زميله الوافد الجديد، السنغالي ساديو ماني، من خلال ما قدماه خلال المباراة التي انتهت بالفوز على آرسنال. يتوقع كلوب من لاعبيه الإجادة في عدد من المراكز؛ على سبيل المثال، فإن فينالدوم وهو لاعب وسط يتمتع بالسرعة والابتكار للعب على الأطراف، وماني، المتمرس كلاعب جناح، ورأس حربة، يمثلان دليلا على ذلك. شارك فينالدوم في صناعة هدفين، حيث تقدم إلى يسار منطقة الجزاء ليمهد الطريق لهدف أدم لالانا، قبل أن يظهر ماني على الجهة اليمنى ليسجل هدفا للذكرى، وبمجهود فردي. وبعد بداية بطيئة، تسارع أداء ليفربول بوتيرة مقلقة، حيث أظهر اللاعبان الجديدان الصفات نفسها التي كان كلوب يبحث عنها.
2- افتقاد آرسنال لقادة في الملعب يظهر من جديد
كان النشاط المحدود لأرسين فينغر في سوق الانتقالات بمثابة خيبة أمل قوية لعشاق آرسنال، على مدار العامين الماضيين، وقد كشف ليفربول من دون رحمة نقاط الضعف في دفاع «المدفعجية» خلال المباراة التي فازوا فيها بنتيجة 4 - 3 على ملعب الإمارات. لكن ما كان مثيرا للقلق بصورة أكبر هو غياب القيادة في آرسنال، وهو وضح من تفريطهم في التقدم 1 - 0، ليصبح تأخرا بنتيجة 4 - 1، في ظرف 18 دقيقة فقط. وهو استسلام غير مقبول بالنسبة لفريق من المفترض أنه ينافس على اللقب، مهما كانت حالة الإصابات. فينغر يعرف هذا، ومع ذلك فقد أخفق في التصدي لهذه المشكلة. رغم الاعتراف بالحاجة إلى تدعيم فريقه بلاعبين من أصحاب الخبرة، إذ إن غرانيت شاكا، 23 عاما، هو الأكبر سنا بين اللاعبين الذين تعاقد معهم المدرب هذا الصيف. ظل شاكا رهنا لمقاعد البدلاء، إلى جانب سانتي كازورلا، خلال افتتاحية الدوري الإنجليزي (البريميرليغ)، وهناك آمال كبيرة بأن يضيف السويسري بعضا من الروح القتالية التي يبدو آرسنال مفتقدا لها في كثير من الأحيان. ومن الأفضل لفينغر أن يسارع بذلك. الخبرة؟ القيادة؟ سمها ما شئت. إن حاجة آرسنال لهذين الصفتين أكبر من أي وقت مضى.
3- تأثير إبراهيموفيتش لن يكون ملموسا داخل الملعب فقط
نحن في منتصف أغسطس (آب) تقريبا، وبعد مباراتين قويتين في أحدث نقلة في مسيرته كلاعب، أظهر زلاتان إبراهيموفيتش بالفعل ما يستطيع أن يقدمه لمانشستر يونايتد. هو لاعب قد لا تلحظ وجوده كثيرا في المباريات، ويكاد لم ينتبه لوجوده أحد في مباراة درع الاتحاد، ولم يلمس الكرة حتى في منطقة جزاء بورنموث خلال الشوط الأول يوم الأحد، لكنه أحرز هدف الفوز في ويمبلي، وسدد كرة من مسافة 25 ياردة دفعت مورينهو نفسه إلى الاحتفال بطريقة جنونية، وهو ما يعتبر المكافأة التي يقدمها في أول مباراة رسمية له في مسيرته مع يونايتد. يظل السويدي محاطا بهالة من النجومية. لن يفارقه الكبرياء والهيمنة أبدا، ويظل مع هذا لاعبا لم ينته وقته بعد. ولكن مورينهو كان أكثر تلهفا لأن يشير لمردود جانبي لانتقال إبراهيموفيتش إلى يونايتد، قادما من باريس سان جيرمان هذا الصيف، باعتباره سببا آخر يدعو إلى التفاؤل. قال البرتغالي: «انظر، أول شيء يمكنني أن أقوله لك هو أنه على طاولة إفطاره يكون محاطا بالأولاد، اللاعبين الصغار. لوك شو، وماركوس راشفورد.. هؤلاء هم الأولاد الذين يكونون معه على الطاولة. وزلاتان يعرف ما يمكن أن يمثله بالنسبة لهم. لكن بالنسبة إلى الفريق، عليك أن تنسى جواز السفر، وأنه يبلغ الآن 34 عاما. إن تكوينه الجسماني وعقليته لا يدلان عل رجل في الـ34 من العمر، فهو في أفضل حالاته».
4- سوانزي يتأقلم مع رحيل ويليامز
إذا كان يفترض في خسارة القائد صاحب الشخصية الرائعة، أشلي ويليامز - ناهيك برحيل أندريه أيو وبافيتيمبي غوميس، ووصول مالكين جدد - أن تكون نذيرا بفترة من عدم اليقين في سوانزي، فإن المؤشرات التي تظهر من الفوز بهدف دون رد على بيرنلي توحي بأن التقارير عن انهيار النادي الويلزي كان مبالغا فيها إلى حد بعيد. قال الحارس لوكاس فابيانيسكي: «كانت هناك كثير من التغييرات في النادي، ولكن أقول بصدق إن هذه التغييرات لم يكن لها تأثير فعلي علي شخصيا. وأظن أن الكثير يعتمد على ما إذا كان المالكون من النوع الذي يريد أن يكون متدخلا بشكل كبير وهذا لم يحدث. وأعتقد أنه من الجيد أنهم يأخذون وقتهم لمعرفة كيف تجري الأمور هنا، بدلا من التدخل مباشرة وإعطاء الأوامر. كان رحيل أشلي تغييرا كبيرا - كان مؤثرا بشدة بالنسبة لنا كقائد ومعلم، وهو شخصية صاحبة حضور كبير. وهو خسارة كبيرة، لكننا نتمنى له الأفضل لأنه كان عظيما بالنسبة لنا. وكان التعود على عدم وجوده هنا من أصعب الأمور في فترة الاستعداد، ونحن سعداء للغاية للمردود الذي قدمناه هنا». قدم المهاجم الإسباني فيرناندو لورنتي أداء واعدا للغاية، وكما أشار فابيانسكي، فإن جوردي أمات ظهر كخليفة لويليامز في قلب دفاع سوانزي.
5- باردو يظهر أنه لا يكن أي ضغينة لأي لاعب
ربما كانت إشارة على مدى محدودية الخيارات في كريستال بالاس، ولكن اختيار الآن باردو لكل من لي شونغ - يونغ وجيسون بنشيون أوحى بأنه لا يحمل أي ضغينة بداخله. انتقاد لي لـ«ضيق أفق» باردو في الموسم الماضي، وقوله إنه من الأفضل له أن يتحدث مع أندية أخرى للانتقال لها، كان من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استبعاد المدرب للاعب من دون أي تفكير، في حين أن غضب بنشيون بعد استبعاده من نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أثار تساؤلات كذلك حول مستقبله. ومع هذا، كان كلا اللاعبين موجودا في التشكيل الأساسي ضد ويست بروميتش ألبيون وكان باردو راضيا عن أدائهما. قال: «لم يحدث قط أن استبعدت لاعبا ما لم يكن قام بعمل خارج عن النص أو نداء الواجب، وهو ما لم يفعله أي من هذين اللاعبين. بالطبع يغضب اللاعبون عندما لا أختارهم».
6- يانسن يظهر قدرته على تخفيف العبء عن كين
أشار ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام إلى أن فريقه سيطر خلال الشوط الأول من مباراته مع إيفرتون التي انتهت بالتعادل، كما فعل في المباريات الأخيرة من الموسم الماضي، وهذا الخلل هو ما أدى إلى تراجعهم الموسم الماضي خلف آرسنال الذي احتل المركز الثاني، في موسم شهد صراعا ثنائيا على اللقب مع ليستر. كان يتوقع المزيد من الفريق يوم السبت، في ظل مشاركة 5 من لاعبي منتخب إنجلترا أساسيين، وإن كان هذا الخماسي غادر «يورو 2015» في وقت مبكر، رغم أن الحارس هوغو لوريس وصل إلى النهائي مع فرنسا ودفع الثمن بإصابة في أوتار الركبة في الشوط الأول.
دعم مدرب توتنهام صفوف فريقه الذي خاض الموسم الماضي، بلاعبين اثنين فقط، لاعب الوسط فيكتور وانياما، والمهاجم فينسنت يانسن، وكانت مشاركة الأخير كبديل في الشوط الثاني هي الأهم، حيث نجح الفريق في إحراز هدف التعادل بعد وقت قصير على دخول الهولندي، لكن مواطنه مارتن ستيكلنبرغ حرم المهاجم صاحب الـ22 عاما، من اقتناص هدف الفوز بإنقاذ رفيع لتسديدته الأرضية بعد قليل من التعادل. ويبدو أن هذا اللاعب القادم من صفوف إيه زد ألكمار ينتظره دور كبير هذا الموسم مع هاري كين، الذي لم ينعم بعطلة صيفية كاملة منذ عامين، ويحتاج للمساعدة.
7- كلوكاس يبرهن على قيمة تأثير هودل
لو كان غلين هودل موجودا في هال ليرى فريق مايك فيلان يهزم ليستر بهدفين لهدف يوم السبت، لشعر بالفخر بأحد اللاعبين من دون شك. أنقذ هودل مسيرة سام كلوكاس بعد استبعاده في لينكولن سيتي، وذلك عندما انضم إلى أكاديمية غلين هودل في إسبانيا ولعب لفريق جيريز إنداستريال الإسباني. والفكرة بالنسبة إلى أكاديمية مدرب إنجلترا السابق هي التعرف على المواهب التي تنضج ببطء ومهددة بالضياع، وبعد إنقاذه بالشكل المناسب تحت رعايته، عاد كلوكاس إلى إنجلترا للانضمام إلى هيرفورد يونايتد. وفي مسار شهد عدة قفزات متتالية، انتقل لاعب الوسط الأيسر إلى مانسفيلد، وتشيسترفيلد وهال، ولعب في الدرجات الرابعة، والثالثة والثانية، والأولى، والبريميرليغ، في مواسم متتالية. ومن خلال مشاهدة كلوكاس وهو يتحكم في إيقاع اللعب في كثير من أجزاء المباراة، حيث لم يتم السماح لليستر أبدا بتنفيذ علامتهم المميزة، وهي الهجمات المرتدة، فمن الملاحظ أن مستواه شهد طفرة من حيث قدراته الفنية، وقدرته على التمرير المتنوع، وذكائه الكروي. أرفع القبعة لهودل.
8- سندرلاند كان سيحسن صنعا لو أبقى على كوني
قدم لامين كوني أداء مقنعا في المباراة التي انتهت بهزيمة سندرلاند 2 - 1 من مانشستر سيتي على ملعب الأخير يوم السبت. كان صاحب الـ27 عاما تقدم لمسؤولي النادي بطلب لانتقاله، على خلفية اهتمام إيفرتون باللاعب. وفي حين زعم مدرب سندرلاند ديفيد مويز أن اللاعب نأى لاحقا بنفسه عن هذا، فإن المدرب كان واضحا بأنه لن يقف في سبيل كوني. قال الاسكتلندي: «تعاملت مع هذا الموقف مرة أو مرتين من قبل مع الأندية التي قمت بتدريبها سابقا. وأتعامل بهدوء مع الأمر. كما قلت، تلقينا عرضا من إيفرتون، لكننا قلنا إننا سنمنحه عقدا جديدا في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل. أتولى المسؤولية منذ 3 أسابيع ونحاول إضافة لاعبين للنادي، واللاعب حصل على عقد مدته 4 سنوات، ووجود هنا بالفعل لـ6 أشهر فقط. لا أعتقد بأنه سيكون من السخافة أن نطلب منه الانتظار أسبوعين آخرين حتى نهاية نافذة الانتقالات، ومن ثم يمكننا التركيز على ما نفعله الآن. أجريت مباحثات خاصة مع بيل كينرايت (رئيس إيفرتون) وهي مباحثات غير علنية. ولكن الولد سعيد جدا». ما زال يتبقى أسبوعان في نافذة الانتقالات، وسيكون من الحكمة أن نضع وضع كوني تحت بند «لننتظر ونرى».
9- إلى أي مدى سيكون نيغريدو مهما لميدلزبره؟
أبرم مدرب ميدلزبره أيتور كارنكا الكثير من الصفقات لتدعيم فريقه استعدادا لموسم صعب في البريميرليغ، لكن الحصول على خدمات ألفارو نيغريدو لموسم كامل من فالنسيا على سبيل الإعارة، يمكن أن تكون أهم الصفقات. سجل نيغريدو بعد 11 دقيقة على مشاركته الأولى ضد ستوك سيتي، بعد توظيفه في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، ليحسن التعامل مع الكرة بعد تهيئة ممتازة من الرائع غاستون راميريز. لم يكن المهاجم في أفضل حالاته تماما بالنسبة إلى ميدلزبره، حيث بدأ الموسم بتعادل 1 - 1، لكنه أظهر إحساسا فطريا بالمكان. تحدث كارنكا بعد المباراة عن أهمية أن يبدأ نيغريدو - «الوحش» كما لقب سابقا مع مانشستر سيتي - مسيرته بقوة لتعزيز ثقته. وقال: «لقد فعل هذا بالضبط، وسيسعد البورو إذا عاد لحالة أقرب لما كان عليه عندما كان يلعب لسيتي».
10- ساوثهامبتون بحاجة إلى مزيد من اللاعبين
تظاهر كلود بويل بخيبة الأمل لعدم حصول ساوثهامبتون على النقاط الثلاث في أول مباراة له في افتتاح الموسم الجديد من البريميرليغ، لكن الحقيقة أن واتفورد كان الفريق الأفضل، في معركة بين اثنين من المدربين الجدد. وعلى وجه الخصوص، وجد خط وسط المدرب بويل والذي يوظفه بشكل أشبه بطريقة الماسة، وجد صعوبة في التعامل مع ثلاثي وسط الملعب القوي في فريق مدرب واتفورد والتر ماتيرازي لكن بجانب الهداف ناثان ريدموند، وقلب الدفاع جيريمي بيد (والذي لعب بديلا في الدقائق الأخيرة هنا)، فإن هوجبيرغ هو آخر من تعاقد معه النادي خلال نافذة الانتقالات الصيفية حتى الآن. يحتاج القديسون إلى ضم عدد كاف من اللاعبين، والخبرات، لكن من خلال الأداء الذي قدمه الفريق هذا الأسبوع، يبدو التعاقد مع مهاجم ولاعب وسط مدافع قوي، أمرا لا يقبل المساومة.