يستهدف السودان خلال السنوات الخمس المقبلة اجتذاب خمسة ملايين سائح من أنحاء المعمورة كافة، خصوصا الصين، التي وقع معها اتفاقا لاستقبال سائحيها المقدر عددهم سنويا بنحو المليون، وهو الرقم الأعلى.
كما وقع اتفاقية مع المنظمة العالمية للسياحة لإعادة عضويته التي غاب عنها منذ ثمانينات القرن الماضي؛ مما سيمهد له الطريق لاستقطاب سياح من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، كانوا في السابق ممنوعين من الذهاب للسودان بسبب الحظر الأميركي.
كما استطاع السودان الشهر الماضي تسجيل محميتين طبيعيتين تقعان في البحر الأحمر ضمن منظومة لجنة التراث العالمية التابعة لليونيسكو، وبذلك تكون المواقع السياحية المسجلة عالميا، هي جبل البركل في شمال البلاد والبجراوية، ومحميتا سنجيب ودونقناب على الساحل.
ويزخر السودان بمقاصد سياحية متنوعة من الأنهار والغابات والجبال والسواحل والشعب المرجانية والصحاري، إلا أن التحديات واجهت القطاع مثله مثل بقية القطاعات الاقتصادية الرائدة الأخرى في البلاد.
وأوضح الدكتور محمد أبو زيد، وزير السياحة والحياة البرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده تنفذ حاليا خطة للارتقاء بالسياحة، بدأتها بإنشاء نافذة موحدة لتسهيل الإجراءات للشركات والوكالات العاملة والأفراد مقرها الوزارة، التي أسست مبنى حديثا في قلب العاصمة الخرطوم، بجانب إنشاء موقع على الإنترنت يتضمن جميع البيانات والمعلومات والإجراءات التي تهم السياح، مشيرا إلى أن اتفاقهم مع المنظمة العالمية للسياحة سيتيح للسودان بناء خريطة جوية للمواقع السياحية في السودان الذي يصنف ضمن أكبر عشر دول في العالم ذات مقاصد سياحية، وهو مشروع كبير سيرى النور قريبا، وتكمن أهميته في قيام مشروعات سياحية على أسس علمية.
وفي حين توقع الدكتور أبو زيد الوصول بعدد السياح إلى خمسة ملايين سائح خلال السنوات الثلاث المقبلة، انتقد الضرائب التي تفرض على الشركات السياحية والوكالات والرسوم على السياح، معلنا أن وزارته أعدت مصفوفة بمعوقات السياحة وتحدياتها في السودان ستقدم إلى مجلس الوزراء للنظر فيها، كما ستعمل على تنظيم عمل الوكالات المسجلة في السودان التي تزداد يوما بعد يوم، وتنشط حاليا فقط في أعمال الحج والعمرة والصيد والسياحة العادية الخاصة، لكن ينقصها المرشدون السياحيون ذوو الخبرة في الآثار، ممن يمتلكون المهارات والخبرة وإجادة عدد من اللغات، وهو ما تعمل عليه الوزارة حاليا.
وحول الانضمام إلى منظمة السياحة العالمية أشار الوزير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عضوية السودان في المنظمة كانت معلقة منذ الثمانينات، وُرفع التعليق لعام واحد في عام 2003، ثم عادت مرة أخرى للتعليق بسبب تأخر السودان عن سداد الاشتراكات السنوية، إلا أن المفاوضات مع الأمين العام وطاقمه في اجتماعات الجمعية العمومية الأخير في كولومبيا تم فيه التوقيع على اتفاق بجدولة ديون السودان لخمسة وعشرين عاما، وبموجبه تم رفع تعليق عضوية السودان، وأُعلن ذلك من خلال البيان الختامي للجمعية العمومية للمنظمة العالمية للسياحة، مشيرا إلى أن عضوية المنظمة العالمية أتاح للسودان التوقيع على عدد من الاتفاقية ومذكرات التفاهم، التي من شأنها استقطاب السياح والمستثمرين في هذا المجال، خصوصا بعد انضمام السودان كذلك إلى المنظمة العالمية للسياحة المستدامة لمكافحة الفقر، ومقرها كوريا الجنوبية، وأصبح السودان دولة مؤسسة ضمن أربع عشرة دولة، وهي منظمة تعنى بمشروعات تنمية المجتمعات المحلية.
وحول الاتفاقية التي وقعت مع الصين أخيرا ومدى استعداد بلاده لتفويج الصينيين للسودان، خصوصا أن الحكومة الصينية تشترط على الدول التي ترغب في استقطاب سياحها معايير قاسية، أوضح الوزير أن السودان ظل طوال الأربعة عشر عاما الماضية ينتظر اتفاقا مع الصين لتفويج سياحها، وتمكن في مايو (أيار) الماضي من توقيع مذكرة تفاهم في مجال تفويج السياح الصينيين إلى السودان، حيث تم الإيفاء بكل المطلوبات، بما في ذلك الوكالات التي ستستقبل السياح الصينيين.
وحول تسجيل محميتي دونقناب وسنجيب الواقعتين في أعماق البحر الأحمر في لجنة التراث العالمي، قال: إنه مشروع حلم ظل يراود السودان منذ عام 1983 وتوج في يوليو (تموز) من هذا العام، وتمت الموافقة عليه من لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو في اجتماعات إسطنبول بتسجيل هذين الموقعين اللذين يعتبران موقعين طبيعيين وثقافيين، وهو مكسب كبير للسودان؛ لأن الموقع الذي يسجل في التراث العالمي يكون جاذبا سياحيا لكل شعوب العالم، ومن شأنه أن يزيد عدد السياح في الفترة المقبلة.
السودان يستهدف 5 ملايين سائح ويسجل محميات بحرية ضمن التراث العالمي
أسس نافذة موحدة للسياح وخريطة جوية للمواقع
السودان يستهدف 5 ملايين سائح ويسجل محميات بحرية ضمن التراث العالمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة