مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون يؤكدون الحاجة للقاء نتنياهو وعباس

وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي في منزل السفير الاميركي في روما أمس (أ ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي في منزل السفير الاميركي في روما أمس (أ ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون يؤكدون الحاجة للقاء نتنياهو وعباس

وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي في منزل السفير الاميركي في روما أمس (أ ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي في منزل السفير الاميركي في روما أمس (أ ب)

قال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون إن هناك ثمة حاجة ورغبة للقاء يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دون أن يحددوا موعدا لذلك.
وقالت مصادر قريبة من نتنياهو، الذي التقى بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في روما أمس، إنه «سيكون (نتنياهو) مسرورا بلقاء عباس في كل مكان وزمان كما أكد مرارا خلال السنوات الأربع الأخيرة، إلا أن عباس لم يفعل شيئا حتى الآن لدفع فرص عقد مثل هذا اللقاء».
وجاء ذلك تعقيبا على ما قاله أبو مازن قبل يومين إنه ليس لديه اعتراض على لقاء نتنياهو في إطار محادثات السلام الجارية حاليا، دون أن يربط ذلك بأي شروط.
وكان عباس يرفض سابقا الالتقاء بنتنياهو دون تقدم في المفاوضات، قائلا إنه ليس بحاجة إلى لقاءات عامة لالتقاط الصور.
لكن يبدو أن ثمة تغييرا في الموقف الآن، خصوصا أن الولايات المتحدة كانت تضغط باتجاه لقاء مماثل.
وسئل أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه عن إمكانية عقد لقاء بين عباس ونتنياهو، وقال إن «ذلك ما زال مجرد فكرة حتى الآن، ولا يوجد أي جدول زمني أو اتفاق على عقد مثل هذا اللقاء في وقت قريب».
وأعرب المسؤول الفلسطيني مع ذلك عن اعتقاده بأن العملية السياسية قد تكون بحاجة لترتيب لقاء بين الزعيمين لتوضيح المواقف المطلوب توضيحها على أعلى مستوى. وأضاف للإذاعة الرسمية أن «اللقاء بين عباس ونتنياهو جزء من العملية السياسية، ومن الطبيعي أن يتم ضمن مفاوضات السلام الحالية برعاية أميركية».
وإذا ما حدث اللقاء سيكون الأول من نوعه منذ نحو ثلاث سنوات. وكان يفترض أن يلتقي عباس بنتنياهو في نهاية المفاوضات الحالية بعد نحو ستة أشهر. وكثف الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، من جلسات التفاوض في الأسبوعين الأخيرين والتقوا ثلاث مرات في الأيام الأربعة الأخيرة.
والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالأمس في روما بعد أيام من لقائه عباس.
ويفترض أن اللقاء استمر سبع ساعات، بحسب صحيفة «هارتس الإسرائيلية»، التي قالت إنه بمعظمه كان ثنائيا.
وبحسب الصحيفة فإن الجزء الأكبر من هذا اللقاء خصص لمسألة المفاوضات مع الفلسطينيين، إذ أراد كيري استيضاح موقف نتنياهو حول التسويات النهائية؛ المستعد للوصول إليها. وكتب باراك ربيد من صحيفة «هارتس» قبل اللقاء: «سيعرض كيري على نتنياهو عددا من الأسئلة التي تختص بمواقفه من قضية حدود الدولة الفلسطينية».
وقال مسؤولون إسرائيليون إن اللقاء ركز بغالبيته على عملية السلام، وقد حاول كيري الاستيضاح من نتنياهو ما هي التنازلات التي سيكون مستعدا لتقديمها لدفع اتفاق دائم مع الفلسطينيين.
ورغم عدم إحراز أي تقدم ملحوظ حتى الآن في المحادثات‏‎ ‎‏بين طاقم المفاوضات الإسرائيلي برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني والمحامي يتسحاق مولخو، والطاقم الفلسطيني برئاسة صائب عريقات ومحمد إشتية، فإن كيري راض عن زيادة وتيرة اللقاءات في الأسبوعين الماضيين.
ويحاول كيري - بحسب هارتس - دفع المفاوضات بقوة إلى الأمام من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي. لكن كيري يصطدم الآن بغضب نتنياهو من الموقف الأميركي في الملف الإيراني، والذي كان في صلب المباحثات بين الرجلين كذلك.
ويعتقد محللون في إسرائيل أن دفء العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران الشهر الماضي وبدء المفاوضات حول البرنامج النووي، دفعا نتنياهو إلى إبداء المزيد من التصلب في مواقفه في القضية الفلسطينية.
وقال نتنياهو من روما: «يمكن أن يكون لحل الشأن الإيراني تأثير حاسم في الشأن الفلسطيني، إيجابيا وسلبيا».
وكان نتنياهو قال بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي إن «إيران تقول إنها معنية بصفقة تحصل في إطارها على طاقة ذرية للأغراض المدنية، ولكن هذه ليست القضية الحقيقية. دول كثيرة في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا تمتلك الطاقة الذرية من دون الاحتياج إلى أجهزة الطرد المركزي أو إلى البلوتونيوم. والسبب الوحيد للإصرار الإيراني على أجهزة الطرد المركزي وعلى البلوتونيوم هو لكي يكون بمقدورها إنتاج المواد الكافية لتصنيع القنبلة النووية. وهذا كان السبب لتبني قرارات كثيرة في مجلس الأمن بما فيها القرار منذ عام 2010 الذي دعا إيران إلى تفكيك أجهزة الطرد المركزي والحد من إنتاج البلوتونيوم.. وإذا أبقيت لإيران هذه القدرات سيكون باستطاعتها المضي قدما بسرعة إلى تصنيع قنبلة نووية. ويستطيع الإيرانيون الانتقال من مستوى تخصيب متدن 3.5% إلى مستوى 90% من دون الاحتياج إلى مستوى متوسط لـ20%».
وأضاف: «إن طموحاتنا بالسلام قد تتأثر بشكل خطير في حال نجاح إيران بتحقيق طموحاتها». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو، بالأمس، قوله إن «القضية الأمنية الأكثر إلحاحا التي تواجهها إسرائيل هي المشروع النووي الإيراني». وأضاف في مستهل اجتماعه مع كيري: «يجب منع إيران من تخصيب اليورانيوم أو إنتاج البلوتونيوم».
وطلب نتنياهو بمواصلة الضغط على إيران، وكرر القول إنه في حال عدم التوصل إلى صفقة نووية بين الدول الكبرى وإيران «ستكون هذه النتيجة أفضل من التوصل إلى صفقة سيئة».
ومن جانبه أكد كيري، أهمية منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مضيفا أن «الطريق الأفضل لحل هذه القضية هو الطريق الدبلوماسي». كما أكد ضرورة اتخاذ طهران لخطوات تثبت بصورة قاطعة وغير قابلة للتأويل «الطابع السلمي لمشروعها النووي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.