الشفافية تشغل حيزا مهما في الحملات الانتخابية في كردستان

حزب طالباني يرفع شعار «تنفيذ الدستور أو الكونفدرالية»

اربيل
اربيل
TT

الشفافية تشغل حيزا مهما في الحملات الانتخابية في كردستان

اربيل
اربيل

تتباين شعارات الحملات الانتخابية التي أطلقتها الأحزاب الكردستانية منذ بداية هذا الشهر وتركز برامجها على كثير من المواضيع التي تهم الإقليم والعراق بشكل عام. ولعل أكثر ما ركزت عليه القوائم الانتخابية موضوع الشفافية في الكشف عن كل ما يتم صرفه على المرافق الحكومية من مشاريع وعقود تبرم بين الحكومة وجهات أخرى في أمور عامة تخص مواطني الإقليم.
وتعتبر قائمة حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى «أكثر القوائم التي تشعبت في برنامجها الانتخابي بالمطالبة بالإصلاحات في عموم المؤسسات والدوائر الحكومية والتركيز على الواقع الاجتماعي في الإقليم وبالأخص من تضرروا لأسباب سياسية في زمن النظام أو بعد تلك المرحلة».
وأكدت رمزية زانا، إحدى مرشحات القائمة في أربيل «أن قيادة الحركة آثرت أن يكون لها برنامج وطني شامل، يتعلق بجميع ما يهم المواطنين في الإقليم والعراق بشكل عام». وأوضحت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسألة تعديل رواتب قوات الداخلية والبيشمركة والشفافية في عائدات النفط هي من أولويات البرنامج الحكومي لقائمة حركة التغيير». وتوقعت المرشحة أن تحصل قائمتها على نسبة كبيرة من الأصوات في الإقليم «كون البرنامج الانتخابي لقائمتها يهتم بجميع شرائح المجتمع».
من جهتها رفعت قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني، التي يترأسها غيابيا الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يعالج في ألمانيا من جلطة دماغية ألمت به أواخر عام 2012، في دعايتها شعار «تنفيذ الدستور أو الكونفدرالية». وأكدت في بيانها الرسمي الذي أعلن عند البدء بالحملة الانتخابية لقائمة الحزب أنها تسعى إلى «تكريس أسس الأخوة والتعايش السلمي في إطار عراق ديمقراطي وفيدرالي، في ظل احترام وتطبيق الدستور الدائم للبلاد، وتبني مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة وضمان الحقوق المشروعة للشعوب العراقية في الحرية والرفاهية، وحفظ أمن واستقرار البلاد»، بالإضافة إلى «ضمان حقوق الإنسان كافة بجميع الحقوق القومية والدينية والمذهبية والطائفية، واحترام وتطوير لغات وثقافات القوميات والمكونات دون تميز، شرطا لبقاء العراق موحدا يشعر الجميع فيه بالمواطنة دون أي تدرج».
رئيس قائمة الاتحاد الوطني في أربيل، أريز جاف، أوضح أن قائمة حزبه تعمل من أجل المصلحة العامة لمواطني الإقليم بشكل عام، مؤكدا على أن الاتحاد الوطني سيبذل قصارى جهده لتنفيذ بنود الدستور العراقي، فإن لم تنفذه الأطراف الأخرى، سيكون للاتحاد الوطني في حينها اقتراحا آخر لتغيير شكل نظام الحكم في العراق إلى النظام الكونفدرالي».
ويركز الحزب الديمقراطي الكردستاني في حملته الانتخابية على مكافحة الإرهاب ومواجهة كل التحديات التي يتعرض لها الإقليم والعراق بشكل عام «بالتركيز على تطوير العملية الديمقراطية في العراق». وقال النائب عن التحالف الكردستاني ومرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات مجلس النواب العراقي، شوان محمد طه، إن لقائمة حزبه «ورقة عمل ورؤيا واضحة واستراتيجية تراعي الواقع العراقي وواقع الإقليم من دون رفع شعارات لا تنفذ». وأوضح طه أن «تصحيح المسار الاقتصادي والدفاع عن العملية الديمقراطية ووجود خطة محكمة لمواجهة الإرهاب هي أهم النقاط التي تركز عليها قائمة الحزب في العملية الانتخابية». وشدد طه على أن القائمة تركز أيضا على «محو جميع الآثار السلبية التي خلفها البعث في المناطق المقتطعة من الإقليم بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي»، مؤكدا أن هذا الموضوع «ذو فائدة لجميع العراقيين لا للكرد فقط».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.