رغم أن أمس، صادف مرور شهر على إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري عن توصلهما إلى اتفاق حول تسوية الأزمة السورية، غير أن المحادثات بين الجانبين حول خطوات تنفيذ الاتفاق لم تأت حتى الآن بنتيجة وفق ما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريحات له، يوم أمس. في هذه الأثناء يستعد وزير الخارجية الروسي لافروف، لمحادثات مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير الذي سيصل إلى مدينة يكاتيرنبورغ للمشاركة في حفل افتتاح «المدارس الروسية - الألمانية الصيفية» هناك، وعلى هامش الفعالية سيبحث مع نظيره الروسي ملفات عدة في مقدمتها سوريا وأوكرانيا.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد قال في تصريحات له، أمس، إن الجانب الروسي لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى «لغة مشتركة» مع الخبراء من الولايات المتحدة بخصوص تبادل المعلومات حول مواقع فصائل المعارضة المسلحة، موضحًا أن «السؤال الأول الذي نوجهه لهم هو: قولوا لنا أين مواقع المعارضة المعتدلة؟ والاقتراح الأول الذي نطرحه عليهم: ما المناطق التي يجب تجنبها وعدم استهدافها خلال ضربات مقاتلاتنا؟». إلا أن الأميركيين لم يتمكنوا من الإجابة عن السؤال ولا على الاقتراح الروسي حسب تأكيدات شويغو الذي تابع شرحه للموقف، قائلا: إن «الجانب الروسي عندما طلب من الأميركيين أن يحددوا الأماكن التي يمكن استهدافها، التي تسيطر عليها وفق الرؤية الأميركية جماعات (داعش) وجبهة النصرة وكل من انضم إليهما»، لم يعط الأميركيون أجوبة شافية، لافتًا إلى أن «التباينات لا تتوقف عند هذه المسألة وهناك الكثير من القضايا المماثلة التي يتوجب علينا إيجاد حلول لها مع الزملاء الأميركيين».
ومبرر الإرهاب الذي يقول وزير الدفاع الروسي إن عدم التوصل لاتفاق حول تحديد مواقعه هو سبب تعثر محادثات انطلقت منذ شهر في جنيف وفيينا لصياغة خطوات اتفاق لافروف - كيري، هو نفسه، بين المبررات التي ساقها الوزير شويغو في حديثه عن أسباب حاجة روسيا للقاعدة الجوية على الأراضي السورية، في مطار حميميم. إذ أكد وزير الدفاع الروسي أن «قاعدتنا هناك ضرورية كي نتمكن من التصدي على مسافات بعيدة عن أراضينا لهؤلاء المجرمين»، مكررا الحديث حول وجود أعداد كبيرة من المواطنين الروس ومواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية، واصفا الوضع في سوريا بأنه «مثل المغناطيس يجذب ويحفز عمليات إرسال المزيد والمزيد من السلاح ومن كل الجهات».
وللتصدي لهذا الإرهاب ممثلا بـ«داعش»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توجيه قاذفات استراتيجية روسية من طراز (تو - 22 إم 3) ضربات يوم أمس لمواقع «داعش» في دير الزور.
في غضون ذلك يجري وزير الخارجية الروسي محادثات اليوم الاثنين في مدينة يكاتيرينبروغ الروسية مع نظيره الألماني فرانك فالتير شتيانماير، وذلك على هامش مشاركتهما بافتتاح المدارس الروسية - الألمانية الصيفية ضمن خطة جامعة المدينة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي أن «لافروف وشتاينماير سيواصلان تبادل وجهات النظر حيال القضايا الدولية الرئيسية، بما في ذلك سير تطبيق اتفاقيات مينسك لتسوية الأزمة الأوكرانية، وتحريك العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، وقضايا الأمن الأوروبي والتصدي للإرهاب».
ومن غير المتوقع أن تتمخض عن محادثات لافروف - شتاينماير نتائج ملموسة تؤثر بشكل أو بآخر في الوضع الراهن في سوريا وعلى الجهود السياسية لتسوية أزمتها، ذلك أن مصير الأسد ما زال محط خلاف بين البلدين، وبينما تصر روسيا على إشراكه بشكل أو بآخر في الحل السياسي والمرحلة الانتقالية وربما الانتخابات الرئاسية في سوريا، تكرر برلين موقفها بهذا الخصوص على لسان شتاينماير الذي قال في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية منذ أيام، إن «المستقبل السياسي لسوريا يجب أن يكون خاليا من الأسد، وسيكون كذلك».
الأمر الوحيد الذي قد يستجد خلال لقاء لافروف - شتيانماير اليوم، وفق ما قال مصدر مطلع في العاصمة الروسية لـ«لشرق الأوسط»، هو «تفعيل عمل المجموعة الدولية لدعم سوريا على ضوء فشل في المحادثات الأميركية - الروسية، مقابل تقارب روسي - تركي». وأعاد المصدر إلى الأذهان أن شتاينماير كان قد أكد في تصريحاته تلك أن «الحل في سوريا لا يمكن أن يتحقق من دون موسكو وتركيا والمملكة العربية السعودية وإيران»، وعلى هذا الأساس يختم المصدر، مرجحًا أن «شتاينماير سيسعى في حديثه مع لافروف إلى الاستفادة من هذه الظروف للدفع نحو تفعيل العمل مجددًا عبر الإطار الإقليمي - الدولي، أي المجموعة الدولية لدعم سوريا، وتحرير الملف السوري من الاحتكار الثنائي الروسي - الأميركي، ما يعني ضمنًا استعادة أوروبا لدورها الفعال في هذا الملف».
موسكو: لا تقدم في المحادثات مع واشنطن حول سوريا
وزير الدفاع الروسي قال إن قاعدة حميميم ضرورية «للتصدي للإرهاب عن بعد»
موسكو: لا تقدم في المحادثات مع واشنطن حول سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة