تواصلت العمليات العسكرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في تركيا، بعد تصاعد الاشتباكات والعمليات الإرهابية في جنوب شرقي البلاد في الفترة الأخيرة.
وقتل 13 من عناصر الحزب في قصف نفذته مقاتلات حربية تركية في ضواحي محافظة سييرت جنوب شرقي تركيا. وقالت مصادر عسكرية إن العملية نفذت مساء أول من أمس، بعد ورود معلومات استخباراتية عن وجود عناصر لـ«العمال الكردستاني» في المنطقة. وأضافت المصادر أن القصف أدى إلى مقتل 13 من عناصر الحزب «الإرهابي»، فيما عادت الطائرات الحربية التركية المشاركة في العملية إلى قواعدها بسلام.
وقتل جندي تركي وأصيب 4 آخرون، السبت، في اشتباكات عنيفة بين القوات التركية وعناصر الحزب، في بلدة أروه التابعة لسييرت.
في السياق نفسه، قال الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستانية القيادي في حزب العمال الكردستاني، جميل باييك، إن الحزب بدأ حرب مدن في تركيا.
وأضاف باييك: «حزب العمال الكردستاني سيغير أساليبه الحربية في الفترة المقبلة، وذلك بسبب تدمير المدن، و(قذارة) أساليب الحرب التي اتخذتها الحكومة التركية ضد الحزب»، على حد تعبيره.
ومنذ انهيار هدنة أعلنها الحزب واستمرت قرابة 3 سنوات في 20 يوليو (تموز) 2015، عقب إعلان أنقرة تجميد مفاوضات السلام الداخلي مع الحزب لحل المشكلة الكردية في تركيا، صعد الجيش التركي وقوات الأمن من عملياتهما في شرق وجنوب شرقي تركيا. وأدت العمليات العسكرية والأمنية إلى تدمير قرى وأحياء في المنطقة ذات الغالبية الكردية ونزوح عشرات الآلاف من قراهم، بسبب فرض حظر التجول أثناء هذه العمليات، التي استهدفت تدمير حواجز وخنادق أقامها الحزب في كل من ديار بكر وشيرناق وماردين. كما تصاعد نشاط الحزب في الفترة الأخيرة في هكاري جنوب شرقي البلاد، التي قررت الحكومة الأسبوع الماضي تغيير وضعها بعد أن كانت محافظة ضمن محافظات تركيا، وعددها 81 محافظة، مما أدى إلى احتجاجات من جانب سكانها. وقال باييك: «الحرب باتت قائمة في جميع أنحاء تركيا دون تحديد جبل أو مدينة أو سهل.. الحرب لم تعد قاصرة على المناطق الجبلية». كما ذكر باييك أن عناصر «العمال الكردستاني» سيشنون من الآن فصاعدًا هجمات في المدن الكبرى، مشيرًا إلى أن قتل رجال الشرطة باستمرار ونشوب مواجهات داخل المدن، يعكس مدى تحقق هذه الاستراتيجية الجديدة للحزب.
وأوضح باييك أن هذه الخطوة هي مرحلة جديدة في الصراع مع الحكومة التركية بعد التخلي عن خيار المفاوضات مع الحزب من أجل تحقيق السلام الداخلي. وقال باييك إن المدن التركية لم تعد تخضع لسيطرة كاملة من قبل رجال الشرطة ومؤسسات الدولة التركية، مضيفًا: «لن ينعم رجال الشرطة بالراحة داخل المدن كما كان في السابق». في سياق موازٍ، ترددت أنباء أمس، عن إغلاق البوابات الرئيسية لمطار أتاتورك في إسطنبول بسبب ضبط قنبلة. ونشرت صحيفة «ميلليت» التركية خبرًا بهذا المعنى على موقعها الإلكتروني، لكنها عادت وسحبته بعد قليل. وتعرض مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول لتفجير انتحاري ثلاثي في 28 يونيو (حزيران) الماضي، نسبته السلطات إلى تنظيم داعش الإرهابي، أدى إلى مقتل 47 شخصًا وإصابة 235 آخرين.
«العمال الكردستاني» يهدد بحرب مدن في تركيا
مقتل 13 من عناصره في قصف جوي
«العمال الكردستاني» يهدد بحرب مدن في تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة