تقرير الأديان الأميركي يركز على تجاوزات «داعش»

انتقد إيران بسبب قمعها للأقليات مثل السنة والمسيحيين

تقرير الأديان الأميركي يركز على تجاوزات «داعش»
TT

تقرير الأديان الأميركي يركز على تجاوزات «داعش»

تقرير الأديان الأميركي يركز على تجاوزات «داعش»

ركز التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية هذا العام عن حرية الأديان في العالم على تنظيم داعش. خاصة ما سماها التقرير «الإبادة الجماعية» التي يمارسها «تنظيم داعش ضد المسيحيين والشيعة والأيزيديين».
عرض التقرير وضع الأديان، من منطلق الحريات التي تتمتع بها، في أكثر من 200 دولة خلال العام الماضي. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، انتقد وضع الأديان في دول مثل الصين، وإيران، وباكستان، وأفغانستان، والسودان.
وكما يفعل كل تقرير سنوي تقريبا، عبر عن قلق الولايات المتحدة من «تصاعد معاداة السامية» في أوروبا، بالإضافة إلى «الخوف من الإسلام» هناك. قال ذلك على خلفية الهجرة الشرق أوسطية الأخيرة إلى أوروبا، وعلى خلفية التصاعد الكبير في هجمات المتشددين في أوروبا. وانتقد التقرير كيانات ليست دولا. بالإضافة إلى «داعش»، انتقد بوكو حرام النيجيرية المتشددة. وقال إن الاثنين «يظلان يمارسان أكثر الانتهاكات فداحة للحريات الدينية في العالم».
وعن «داعش»، قال التقرير إنه «يظل يمارس استراتيجية وحشية، وهو ما يرى وزير الخارجية جون كيري أنه يمثل إبادة جماعية ضد الأيزيديين، والمسيحيين، والشيعة، وغيرها من الجماعات المستضعفة في المناطق التي يسيطر التنظيم عليها».
ظهر الأربعاء، قدم التقرير نائب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي. وقال إن كيري كان «أوضح رأيه بأن تنظيم داعش هو المسؤول عن الإبادة الجماعية ضد التجمعات الدينية في المناطق التي يسيطر عليها.. وإن «داعش» يقتل الأيزيديين لأنهم أيزيديون، والمسيحيين لأنهم مسيحيون، والمسلمين الشيعة لأنهم شيعة».
وأضاف بلينكن أن «داعش يظل يرتكب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقي».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية صار كيري وخبراء الأمم المتحدة يستخدمون تعبير «إبادة جماعية». وأن ذلك يحمل «تبعات قانونية في الولايات المتحدة».
وبالنسبة لحرية الأديان داخل الولايات المتحدة، يوجد استثناء، حسب قول صحافيين في المؤتمر الصحافي. والذين أشاروا إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يوجه الانتقادات للمسلمين. لكن، في المؤتمر الصحافي، رفض مساعد الوزير للحريات الدينية، ديفيد سابرستين، الإفاضة في ذلك. لكنه قال إنه بغض النظر عن «التصريحات، فإن السياسة والتشريعات والبنية الدستورية للولايات المتحدة التي تكفل الحريات الدينية ما تزال قائمة».
كما جرت العادة، يفصل التقرير الوضع في عدة دول. لكنه لا يدعو لفرض عقوبات. ويحوي بيانات ومعلومات جمعها موظفو وزارة الخارجية على مدى عام كامل. وانتقد التقرير إيران بسبب قمعها للأقليات مثل السنة والمسيحيين. وانتقد باكستان وأفغانستان بسبب زيادة حالات الاتهام بـ«التجديف» و«ازدراء» القرآن والنبي محمد. وهي الحالات التي تؤدي في بعض الأحيان إلى القتل. وانتقد الصين، وقال إن وزارة الخارجية الأميركية «تواصل احتجاجاتها ضد اعتقال المحامين، والناشطين المسيحيين، وهدم الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.