غادر المؤلف إلمور ليونارد هذه الدنيا في 20 أغسطس (آب) الماضي قبل أن يرى ما حدث لروايته «حياة جريمة» Life of Crime، الفيلم الذي اختاره مهرجان أبوظبي السينمائي لكي يفتتح دورته السابعة الحالية مساء هذا اليوم. وليونارد هو كاتب الفيلم الذي أخرجه كونتين تارنتينو سنة 1997 بعنوان «جاكي براون». والصلة بين الفيلمين، إلى جانب أنهما مقتبسان عن روائي واحد، هو أن «حياة جريمة» الذي صدر بعد «جاكي براون» يمهد للفيلم الأول. أحداثه تقع في 15 سنة قبل أحداث «جاكي براون» لتظهر كيف تعاون مجرمان تركا السجن هما أوردل (ياسين بيه) ولويس (جون هوكس) لإنجاز ضربتهما الكبرى التي، حسب نيتهما، أرادا لها أن تكون الأخيرة.
الفيلم مرصع ببعض النجوم: جنيفر أنيستون، وإيسلا فيشر، وياسين بيه، الذي إذا ما شاهدته على الشاشة اكتشفت أنه هو نفسه الممثل الأفرو - أميركي الذي اعتنق الإسلام وغير اسمه من موس دَف إلى ياسين بيه.
الرواية استرعت اهتمام المخرج دانيال شكتر الذي بدأ مسيرته كاتبا لأفلام قصيرة ثم طويلة، وحقق فيلمين بصفته مخرجا لم يرهما أحد (هما «غودباي بايبي» و«شخصيات مساندة») على عكس هذا الفيلم الذي عرض في ختام مهرجان تورونتو ونال إعجابا كبيرا. تقدم بالسيناريو إلى الكاتب ليونارد الذي أبدى إعجابه به ووافق على منح المخرجة حق تنفيذ فيلم عن هذا السيناريو إذا ما استطاع جذب أسماء أولى إلى هذا المشروع. حدث ذلك قبل بضع سنوات كابد خلالها شكتر الكثير من المصاعب لتحقيق هذا الفيلم (الذي سماه حلما) وقبل نحو عامين ركنته هوليوود على الرف بعدما ساد الاعتقاد بأن حبكته قريبة من حبكة فيلم كوميدي جنائي آخر قام جيم إبرامز بتحقيقه سنة 1986 بعنوان «أناس قساة» Ruthless People من حيث إن كلا الفيلمين يتحدث عن عملية اختطاف زوجة ثري مطالب بفدية ليكتشف المختطفون أن الزوج سعيد من دون زوجته وهو لا يريد استرجاعها على أية حال.
«أناس قساة» كان بدوره اقتباسا عن قصة قصيرة للكاتب الأميركي أو هنري نشرت سنة 1910، وفيها أن رجلين (أحدهما راوي الحكاية نفسه) اختطفا طفلا في العاشرة من العمر على أمل أن يقوم والده بدفع فدية قدرها 15 ألف دولار. لكن الأب رد برسالة أودعها مكانا متفقا عليه: «أعيدا لي ابني وفوقه 250 دولارا وسأنسى الموضوع». أمر كان على الخاطفين، في هذه القصة الساخرة، الموافقة عليه لأن الصبي كان عفريتا شقيا ويريدان التخلص منه، وبذلك، وفي منتصف الليل، يقومان بتسليم الصبي إلى أبيه ودفع 250 دولارا فوق ذلك. الوجود الأميركي في مهرجان أبوظبي هذا العام ليس طاغيا كما كانت عليه عدة دورات سابقة. سبب طغيانه السابق زال، وكان - في الأساس - رغبة كبيرة في الظهور على الخارطة كمهرجان قوي، وهو توخى ذلك متصورا أن هوليوود هي الفاعل الأول في منح المهرجانات حجمها الكبير. لكن الإدارة الجديدة، كما يبدو، تعمل تبعا لتصور مختلف يهتم بأن يحقق المهرجان غاياته الإعلامية عبر اختيارات محددة تعفيه من مغبة الظهور بوصفه ذراعا هوليوودية في المنطقة. اختيار لا يمكن إلا قبوله، خصوصا أن هوليوود ليست العاصمة التي تكترث لعرض أعمالها في المسابقات إلا في حالات محدودة بما في ذلك مسابقات مهرجانات مثل كان وبرلين وفينيسيا. السائد في هذه الحالة هو أنها بغنى عن الخروج من المولد بلا جائزة وتعتقد أن ذلك يضر الفيلم ولا ينفعه.
أربعة أفلام أميركية يعرضها مهرجان أبوظبي في انطلاقته اليوم
ياسين بيه وممثلون آخرون بأسماء عربية
أربعة أفلام أميركية يعرضها مهرجان أبوظبي في انطلاقته اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة