فلسطين تدعو لتدخل عاجل لوقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة

80 أسيرًا فلسطينيًا يواصلون معركة الإضراب عن الطعام

فلسطين تدعو لتدخل عاجل لوقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة
TT

فلسطين تدعو لتدخل عاجل لوقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة

فلسطين تدعو لتدخل عاجل لوقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الأحد)، بضرورة التدخل العاجل لإجبار إسرائيل على وقف إجراءاتها أحادية الجانب في مدينة القدس المحتلة وضد الفلسطينيين، خاصة بعد تسارع عمليات الهدم وتهجير سكان المدينة المحتلة.
وحذرت الخارجية الفلسطينية، من التأثيرات الكارثية لتلك الإجراءات على مستقبل حل الصراع، مؤكدة أن سلطات الاحتلال تواصل «هجمتها المسعورة» على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، والمناطق المصنفة «ج» في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وتساءلت وزارة الخارجية عن أسباب تجاهل الأمم المتحدة تقارير ممثليها في فلسطين، وتجاهل أعضاء مجلس الأمن لكل هذه التقارير الدورية التي تكشف حقيقة الاحتلال وتكشف مخططاته تجاه الإنسان والوجود الفلسطيني، في مدينة القدس المحتلة.
وطالبت المجتمع الدولي، خاصة المنظومة الأممية بالنظر بخطورة بالغة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطيني في القدس، جراء عملية الهدم وما يواكبها من إجراءات قمعية غير قانونية أخرى.
وأشارت إلى أن ما تضمنه تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يعكس بوضوح حجم ما تتعرض له المدينة المقدسة من إجراءات تهويدية إسرائيلية، وانعكاسات ذلك الخطيرة على رؤية حل الدولتين، على حد وصف البيان.
وأدانت الوزارة هذه الهجمة الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، وأكدت أن إسرائيل تسابق الزمن في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها، سعيًا منها إلى وضع العوائق والعراقيل أمام أي حلول سياسية، ومحاولة من دولة الاحتلال لرسم مستقبل المدينة بشكل أحادي الجانب.
من ناحية أخرى، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن أكثر من 80 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي.
وأشار نادي الأسير إلى أن الأسير بلال كايد يواصل إضرابه لليوم الـ54 على التوالي، احتجاجًا على تحويله للاعتقال الإداري في يوم الإفراج عنه، وذلك بعد قضائه 14 عامًا ونصف في الأسر، ويتضامن معه قرابة 80 أسيرًا من الجبهة الشعبية.
ويخوض خمسة أسرى الإضراب احتجاجًا على اعتقالهم الإداري، وهم: محمود البلبول المضرب منذ 4 يوليو (تموز) الماضي، وشقيقه محمد البلبول المضرب منذ 7 يوليو، والأسيران مالك القاضي وعياد الهريمي المضربان منذ 15 يوليو، وجميعهم من محافظة بيت لحم، إضافة إلى الصحافي عمر نزال من جنين، الذي بدأ إضرابه في الرابع من أغسطس (آب) الحالي.
فيما يواصل الأسير وليد ملّوح مسالمة من الخليل، إضرابه المفتوح منذ 18 يوليو، احتجاجًا على عزله منذ أكثر من عشرة شهور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».