مقتل أميركية في هجوم بلندن.. واسكوتلنديارد تستبعد فرضية العمل الإرهابي

الجاني يعاني من اضطرابات.. وعمدة لندن يحث السكان على التحلي بالهدوء واليقظة

شرطيان من اسكوتلنديارد وأكاليل من الورود على أرواح الضحايا والمصابين بالقرب من موقع حادث الطعن في راسل سكوير بالعاصمة لندن أمس (إ.ب.أ)
شرطيان من اسكوتلنديارد وأكاليل من الورود على أرواح الضحايا والمصابين بالقرب من موقع حادث الطعن في راسل سكوير بالعاصمة لندن أمس (إ.ب.أ)
TT

مقتل أميركية في هجوم بلندن.. واسكوتلنديارد تستبعد فرضية العمل الإرهابي

شرطيان من اسكوتلنديارد وأكاليل من الورود على أرواح الضحايا والمصابين بالقرب من موقع حادث الطعن في راسل سكوير بالعاصمة لندن أمس (إ.ب.أ)
شرطيان من اسكوتلنديارد وأكاليل من الورود على أرواح الضحايا والمصابين بالقرب من موقع حادث الطعن في راسل سكوير بالعاصمة لندن أمس (إ.ب.أ)

أعلنت شرطة اسكوتلنديارد البريطانية في بيان أن الشاب الذي أوقفته بعد الاعتداء بالسكين في وسط لندن مساء أول من أمس، ارتكب جريمة قتل، ولم تشر إلى فرضية العمل الإرهابي. وقبض على رجل نرويجي من أصول صومالية للاشتباه بطعنه امرأة أميركية حتى الموت، وإصابة خمسة آخرين بجروح في حادثة طعن بسكين في ميدان راسل في وسط لندن بالقرب من المتحف البريطاني. وأوضحت شرطة اسكوتلنديارد أن «شابا اعتقل ويشتبه في أنه ارتكب جريمة قتل»، وذلك بعد الاعتداء الذي أدى إلى مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين. وأضافت: «نواصل تركيز تحقيقنا على الصحة العقلية (للمشتبه به) ونبقى منفتحين بشأن دوافعه». وأوضح متحدث باسم اسكوتلنديارد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أن الشاب المعتقل ما زالت التحقيقات جارية معه، في أحد مركز شرطة العاصمة لندن. وقال مساعد مفوض الشرطة مارك راولي في تصريحات نقلها بيان اسكوتلنديارد، إن «المعلومات الأولية تشير إلى أن الصحة العقلية (للمشتبه به) عامل مهم في هذا الهجوم الرهيب. ومع ذلك نبقى منفتحين بشأن الدافع»،. وقالت الشرطة إن إدارة جرائم القتل كلفت إجراء التحقيق بدعم من إدارة مكافحة الإرهاب. من جهته حث عمدة لندن، صديق خان، السكان على التحلي بالهدوء واليقظة بعد الهجوم.
وقال مساعد مفوض شرطة العاصمة، رولي: «لم نجد حتى الآن أي أدلة على وجود تطرف أو أي شيء من شأنه أن يشير إلى أن الرجل المحتجز لدينا لديه دافع إرهابي». وأوضح رولي أن السيدة التي لقيت حتفها في الحادث، هي مواطنة أميركية، فيما يحمل المصابون جنسيات أسترالية وأميركية وإسرائيلية وبريطانية. وقال رولي إن المرأة تلقت علاجا في موقع الهجوم لكنها توفيت متأثرة بإصابتها في وقت لاحق. وقال مراسل رويترز في موقع الحادث إن الشرطة طوقت الجزء الجنوبي من الميدان الذي يقع في قلب منطقة جامعة لندن والقريب من معالم مثل المتحف البريطاني. وأضاف المراسل أن خيمة للمختصين برفع الأدلة الجنائية شيدت على رصيف في موقع الحادث. ولم تستبعد مصادر اسكوتلنديارد أي فرضية بما في ذلك فرضية العمل الإرهابي التي تحدثت عنها الشرطة في بيانها الأول. وأعلن راولي عن «انتشار أمني معزز» في شوارع لندن. لكن بعد ساعات، أعلنت الشرطة في بيان أن الشاب الذي أوقفته ارتكب جريمة قتل، ولم تشر إلى فرضية العمل الإرهابي. وقالت: «نواصل تركيز تحقيقنا على الصحة العقلية (للمشتبه به) ونبقى منفتحين بشأن دوافعه». وأوضحت أن إدارة جرائم القتل كلفت إجراء التحقيق بدعم من إدارة مكافحة الإرهاب». وأصيب خمسة أشخاص بجروح في الهجوم هم ثلاثة رجال وامرأتان. لكن لم تعرف درجة خطورة إصاباتهم وقالت الشرطة إن الهجوم قد يكون دافعه أمورا تتعلق بالصحة العقلية». وأضافت الشرطة أنه لا يوجد أي دليل على أن المشتبه به جند من قبل متشددين وأن له صلة بالإرهاب. وقالت إنه ليس لبلد المنشأ أي صلة في الدافع إلى ارتكاب الحادثة. وكانت الشرطة قد استدعيت في الساعة العاشرة والنصف مساء أول من أمس بعد بلاغات بأن رجلا أصاب عددا من الأشخاص بسكين، من بينهم سيدة في أواخر العقد السادس من عمرها، توفيت في وقت لاحق.
وقال مساعد رئيس الشرطة للعمليات الخاصة، مارك رولي، إن قيادة القوات تتولى التحقيق في الهجوم، بمساعدة من وحدة مكافحة الإرهاب. وقال متحدث باسم الشرطة إن حضور الشرطة سيكثف في شوارع لندن. وقالت جودي باري، التي شاهدت الحادث من نافذة فندقها، إنها رأت رجلا أسود يجري في الشارع. وأضافت: «سمعت الشرطة تصرخ فيه (قف، لا تتحرك، لا تتقدم، قف حيث أنت)، لكنه التفت وواصل الجري».
وأشارت إلى أن الرجل كان يحمل سكينا، وكانت يداه ملطختين بالدماء، وقال أحد السكان الذي يعيش بالقرب من الميدان إنه شاهد جثة امرأة «على الرصيف» وإن المنطقة طوقتها «قوات شرطة مسلحة مكثفة». وأضاف الشاهد «لم أر من قبل مثل هذا الحضور للشرطة في تلك المنطقة منذ 7 يوليو (تموز)»، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية على أنظمة مواصلات لندن في عام 2005. وقال شاهد آخر إنه رأى شخصا مشتبها به يلاحق، ثم يصعق. وأضاف أن «الشخص ظل يصرخ قائلا إن أحشاءه خرجت من بطنه»، وإن «الشرطة ظلت تصرخ فيه قف قف قف». وبعد صعق الرجل طرح أرضا - بحسب ما يقوله الشاهد «لفترة 30 إلى 40 دقيقة» بينما كانت الشرطة تنتظر الإسعاف.
وفرض طوق أمني حول مكان الهجوم غير البعيد عن المتحف البريطاني، وفق ما ذكرت صحافية من وكالة الصافة الفرنسية.
وقال السائح الفرنسي كزافيري ريشير (22 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية «سمعت امرأة تصرخ ورجل يجري وراءها». وأضاف «اعتقدت أنها سرقة وكان هناك مارة. قطعت خمسين مترا في الشارع ولم تكن مصابة». وتابع: «خرجت مجددا لأدخن، فرأيت رجال الإطفاء والشرطة والجثة تحت غطاء ولا يظهر منها سوى القدمين».
ودعا رئيس بلدية لندن صديق خان سكان العاصمة البريطانية إلى أن «يحافظوا على هدوئهم ويقظتهم». وقال في بيان: «أدعو سكان لندن إلى الحفاظ على هدوئهم ويقظتهم. أبلغوا الشرطة من فضلكم بكل عمل مشبوه». وأضاف أن «سلامة جميع سكان لندن هي أولويتي الأولى، وقلبي مع ضحايا حادث راسل سكوير وأحبائهم». وقال متحدث باسم الشرطة، متحدثا عن الدافع وراء الهجوم: «في هذه المرحلة علينا أن نكون منفتحي العقول بشأن الدافع، ولا يزال الإرهاب كدافع مطروحا للبحث خلال التحقيق». وقال إن سكان العاصمة سيرون تكثيفا في وجود الشرطة في الشوارع، وكذلك الشرطة المسلحة، لـ«توفير الطمأنينة والأمان».
وحذر قائد شرطة لندن السير برنارد هوغان هاو الأحد من إمكان وقوع هجوم إرهابي في المملكة المتحدة. وأضاف ردا على المخاوف بعد اعتداءات فرنسا وألمانيا، «بصفتي مكلفا بمنع وقوع مثل هذا الهجوم، أعرف أنكم ترغبون في أن أطمئنكم. لكنني أخشى ألا أكون قادرا على القيام بذلك بشكل كامل»، وتابع هوغان أن «مستوى التهديد (مرتفع) منذ سنتين وسيبقى كذلك. هذا يعني أن وقوع هجوم أمر مرجح. يمكن القول إن السؤال ليس ما إذا كان سيقع هجوم، بل متى سيحدث ذلك». ورفعت بريطانيا في أغسطس (آب) 2014 مستوى الإنذار من تهديد إرهابي إلى الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، ما يشير إلى أن وقوع اعتداء «مرجح». وكانت شرطة لندن أعلنت الأربعاء قبل هذا الهجوم عن نشر 600 شرطي مسلح إضافي في لندن. وبعد اعتداءات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 أعلنت شرطة لندن بعد شهر أنها ستزود عناصرها أسلحة يدوية وأسلحة نصف آلية ومسدسات للصعق الكهربائي.
ولدى إصدار الحكم، قال القاضي نيكولاس هيليارد أنه رغم إصابة محيي الدين مير بانفصام الشخصية لدى وقوع الهجوم، فإن النزاع في سوريا دفعه إلى ارتكاب الاعتداء.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.