السودان: مصرع 76 شخصا وانهيار أكثر من 1000 منزل بالسيول

تواصل هطول الأمطار وتحذيرات من معدلات فيضان غير مسبوقة

مياه الأمطار والسيول تغمر السيارات في الخرطوم  - خوف من انهيار مزيد من المنازل بسبب السيول في السودان («الشرق الأوسط»)
مياه الأمطار والسيول تغمر السيارات في الخرطوم - خوف من انهيار مزيد من المنازل بسبب السيول في السودان («الشرق الأوسط»)
TT

السودان: مصرع 76 شخصا وانهيار أكثر من 1000 منزل بالسيول

مياه الأمطار والسيول تغمر السيارات في الخرطوم  - خوف من انهيار مزيد من المنازل بسبب السيول في السودان («الشرق الأوسط»)
مياه الأمطار والسيول تغمر السيارات في الخرطوم - خوف من انهيار مزيد من المنازل بسبب السيول في السودان («الشرق الأوسط»)

أدت الأمطار الغزيرة في مناطق كثيرة من السودان إلى مصرع 76 شخصًا، وانهيار أكثر من 300 منزل تدمرت كليًا، وأكثر من 1000 جزئيًا، فيما ازداد ارتفاع مناسيب المياه في نهر النيل والأنهر والأودية، بسبب كميات الأمطار غير المسبوقة التي هطلت في الهضبة الإثيوبية.
وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية توالي هطول الأمطار، فيما قال الدفاع المدني السوداني إن مناسيب المياه في النيل الأزرق والأبيض ونهر النيل تجاوزت المناسيب القياسية للفيضان الذي اجتاح البلاد ثمانينات القرن الماضي.
وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الدفاع المدني، العقيد محمدين أبو القاسم عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»، إن مناسيب مياه النيل في كل من مدن الخرطوم ودنقلا تجاوزت مناسيب الفيضان الشهير في عام 1988.
وأوضح العقيد محمدين أن منسوب مياه النيل سجل ارتفاعًا عند محطة الخرطوم بلغ 16.56 متر، متجاوزا بذلك مناسيبه في عام الفيضان الشهير والتي بلغت 15.48 متر، فيما سجلت محطة دنقلا ارتفاعا 14.38 متر في شمال البلاد. وسجل نهر «القاش» عند مدينة كسلا – أحد أكثر الأنهر السودانية فيضانا، وتصعب السيطرة على فيضاناته – ارتفاعًا كبيرًا في مناسيبه، بما يهدد مناطق كثيرة من الولاية، وكان النهر ذاته قد شرد عام 2003 نحو 70 ألف أسرة.
وعلى الرغم من ازدياد معدلات المياه في الأنهر وتواصل هطول الأمطار، فإن العقيد محمدين قال إن الأوضاع في كل الأحباس مستقرة، مرجعًا ذلك إلى تشييد كثير من الجسور والمصدات الخرسانية على ضفاف الأنهر.
وقال وزير الداخلية السوداني رئيس المجلس القومي للدفاع المدني، عصمت عبد الرحمن، إن الأمطار والسيول تسببت في مصرع 76 شخصًا في 13 ولاية، أدت لانهيار أكثر من 300 منزل كليًا، وانهار أكثر من 1000 منزل جزئيًا، في ولايات كسلا وشمال دارفور والجزيرة.
وأحدثت الأمطار والسيول خسائر كبيرة في الأنفس والممتلكات في 13 ولاية من ولايات السودان، وحذرت الداخلية من استمرار الوضع الذي لا يزال مقلقًا لعدم احتواء الآثار المترتبة على الأمطار الغزيرة والفيضانات، ومن التهديد الماثل لتوقعات بهطول مزيد منها وتواصل ارتفاع مناسيب مياه النيل والأنهر والأودية الموسمية.
وتتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار الغزيرة في أقاليم البلاد جميعها، مع تجاوز مناسيب مياه النيل الارتفاعات التي بلغتها في الأعوام السابقة.
ودعا برلمانيون لتقوية وتحديث أجهزة الرصد والتنبؤ، وتخصيص إدارة للإنذار المبكر لمجابهة الكوارث، وإنشاء مجموعة عمل متخصصة مسنودة بمخزون استراتيجي. وقال وزير الصحة، بحر إدريس أبو قردة، في تصريحات، إن وزارته تواجه تحديات ناتجة عن الفيضانات والسيول والأمطار، وخصوصًا في مجالات مكافحة الملاريا وإصحاح البيئة، ودعا لمراجعة الميزانيات المتعلقة بطوارئ الخريف.
ووجهت الهيئة العام للأرصاد الجوية إنذارات مرقمة بهطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في ولايات كسلا، وغرب كردفان، وشرق وشمال دارفور، الخميس، وتوقعت هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في معظم إقليم دارفور.
وتراوحت كمية الأمطار التي هطلت في أنحاء البلاد المختلفة بين 60.5 مليمتر في مدينة القضارف و1.1 مليمتر في بابنوسة غرب البلاد، ومعظم المناطق التي هطلت عليها الأمطار تجاوزت 10 مليمترات.
ووفقًا لتقرير هيئة الأرصاد الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، فإن منخفضي الهند الموسمي، ومنخفض السودان المداري، يؤثران على طقس البلاد، فيما يمر الفاصل المداري شمال مدينة دنقلا وغرب البلاد.
وتوقعت الأرصاد تواصل هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في جنوب البحر الأحمر، ونهر النيل، والشمالية، والخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، أمس الخميس واليوم الجمعة.
وشهدت الهضبة الإثيوبية هطول أمطار غزيرة مستمرة، تقول تقارير رصد إنها لم تحدث إلا خريف عام 1919. وتوقع مركز التنبؤ بالمتغيرات المناخية التابع لوزارة الري السودانية أن يفوق فيضان هذا العام القياسي 1988. وذكر أن فيضان النيل يمر بدورة زمنية يبلغ مداها 21 عامًا، تتباين فيها معدلات سقوط الأمطار.
ويخشى على نطاق واسع من أن يصل معدل فيضان هذا العام بالسودان للمعدلات التي بلغها أحد أكبر الفيضانات التي شهدتها البلاد في عام 1988، ولقي خلاله عشرات الأشخاص مصرعهم، وفقد بسببه نحو مليوني شخص منازلهم. وتزداد المخاوف سيما وأن محطة قياس الفيضان بالخرطوم قد سجلت ارتفاعًا في مياه النهر فاق ارتفاعها في الفيضان الشهير.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.