وزير الداخلية اليمني: عودة الانقلابيين إلى «المشاورات» انتصار للتحالف العربي

أكد لـ «الشرق الأوسط» التزام قوات الشرعية بوقف إطلاق النار

اليمنيون يعبرون سياسيا إلى منطقة الاستقرار بعد سيل الحرب التي تسبب بها الانقلابيون مثلما سدت السيول بعض طرق العاصمة أمس (أ.ف.ب)
اليمنيون يعبرون سياسيا إلى منطقة الاستقرار بعد سيل الحرب التي تسبب بها الانقلابيون مثلما سدت السيول بعض طرق العاصمة أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير الداخلية اليمني: عودة الانقلابيين إلى «المشاورات» انتصار للتحالف العربي

اليمنيون يعبرون سياسيا إلى منطقة الاستقرار بعد سيل الحرب التي تسبب بها الانقلابيون مثلما سدت السيول بعض طرق العاصمة أمس (أ.ف.ب)
اليمنيون يعبرون سياسيا إلى منطقة الاستقرار بعد سيل الحرب التي تسبب بها الانقلابيون مثلما سدت السيول بعض طرق العاصمة أمس (أ.ف.ب)

شدد اللواء حسين عرب، وزير الداخلية اليمني، على أن جهود التحالف العربي بقيادة السعودية، في الدفاع عن الشرعية، أسهمت بشكل مباشر في إعادة القوى الانقلابية إلى مسار المشاورات السياسية في الكويت مرة أخرى.
وقال عرب لـ«الشرق الأوسط»: «التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، استطاع أن يحرر عددًا كبيرًا من المناطق في البلاد، وجهوده بالدفاع عن الشرعية أسهمت بشكل مباشر في إعادة القوى الانقلابية إلى مسار المشاورات السياسية مرة أخرى».
وذكر أن القوات الميدانية الشرعية كافة ملتزمة تمامًا بوقف إطلاق النار امتثالاً لتوجيهات الرئاسة اليمنية، وأنها تفسح المجال أمام استكمال المشاورات، منوهًا في السياق ذاته بأن على القوى الانقلابية تحمل المسؤولية تجاه الشعب اليمني، ووقف حالة الدم، كما أن على المجتمع الدولي الاستمرار في الضغط على القوى الانقلابية لتطبيق القرارات الأممية، والبدء في تسليم السلاح، والانسحاب من المناطق التي احتلوها. وتطرق وزير الداخلية اليمني إلى التعاون والتنسيق العالي المستوى بين قيادة التحالف العربي، وأجهزة الداخلية اليمنية؛ لفرض الأمن، وتمشيط المناطق المحررة كافة، وملاحقة الخلايا النائمة.
ولفت إلى أن التحالف العربي ساند استتباب الأمن في عدن ومحيطها، مشيرًا إلى أن الجبهات الخارجية تشهد مواجهات بين عناصر الجيش الوطني مسنودة من عناصر المقاومة الشعبية، والقوى الانقلابية، نتيجة الخروقات التي يقوم بها المتمردون، موضحًا أن القوات اليمنية الشرعية ملتزمة تمامًا بوقف إطلاق النار وتثبيته، من أجل إفساح المجال أمام المشاورات السياسية لتأخذ مسارها.
وبدا الوزير في الحكومة اليمنية غير متفائل إزاء أي التزام تقدمه القوى الانقلابية في اليمن مستقبلا، معتبرًا أن «تلك القوى الانقلابية لن تنصاع إلى أي اتفاق، ولن تلتفت إلى أي حلول سياسية يتم التشاور حولها». وأشار إلى أن القيادة الأمنية في اليمن ملتزمة بجميع القرارات التي تصدر عن الرئاسة اليمنية، وأنها ستعمل من أجل إنجاح مساعي الحكومة في إحلال السلام، واستتباب الأمن والاستقرار في البلاد.
وتحدث اللواء حسين عرب عن العمل الذي تركز عليه الوزارة حاليًا، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من عمل الوزارة هي العمل على استتباب الأمن، في حين أن المراحل الأخرى تشمل التوسع في إنشاء المقرات الأمنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.