السياح الأوروبيون يقبلون على حفلات الزفاف الهندية التقليدية

شركات تتولى ترتيب حضورهم مقابل أسعار تبدأ من 300 دولار

تتميز حفلات الزواج الهندية بالفخامة مما يجذب السياح الأجانب
تتميز حفلات الزواج الهندية بالفخامة مما يجذب السياح الأجانب
TT

السياح الأوروبيون يقبلون على حفلات الزفاف الهندية التقليدية

تتميز حفلات الزواج الهندية بالفخامة مما يجذب السياح الأجانب
تتميز حفلات الزواج الهندية بالفخامة مما يجذب السياح الأجانب

يوفر كثير من العرائس والعرسان الهنود اليوم تذاكر للضيوف الأجانب الذين يرغبون في حضور حفلات الزفاف. وتباع التذاكر بأسعار تبدأ من 300 دولار أميركي، متضمنة تكلفة الإقامة والطعام خلال فترة حفل الزفاف بالكامل، وكذلك حضور جميع المهرجانات المقامة، فضلاً عن توفير دليل يتولى مهمة شرح كل الشعائر والعادات للضيوف.
قالت جوليانا، وهي واحدة من بين مجموعة ضيوف يبلغ عددهم 6 حضروا من إسبانيا لزيارة الهند، وتتضمن تذكرة لحضور حفل زفاف هندي تقليدي لمدة ثلاثة أيام والاستمتاع بكل رونق الحفل من أطعمة متبلة ورقص وجو عائلي: «تتميز حفلات الزفاف الهندية بالألوان، والاحتفالات الكبيرة وغيرها من الطقوس والاحتفالات الأخرى. غير أن الجزء الأفضل هو أنك عندما تعبر من دولة إلى أخرى، ستستكشف أنماطًا شديدة الاختلاف من حفلات الزفاف وهو ما يولع به الأجانب من خارج الهند، فنحن نود استكشاف وحضور حفلات الزفاف الهندية بصفتها تجربة لن تتكرر في العمر سوى مرة واحدة».
وتجدر الإشارة إلى أن سوق تجارة الزفاف الهندية تقدر بـ40 بليون دولار أميركي، وهي في نمو وازدياد يتراوح ما بين 25 إلى 30 في المائة.
وفي نزعة جديدة، توفر بعض الشركات الفرصة للعروسين لإتاحة حضور أعراسهم للسياح الأجانب الذين يسعون إلى إثراء تجاربهم الثقافية الجديدة أثناء قضاء عطلاتهم في الهند.
ومن جانبه قال كريشنبال سينغ، مؤسس موقع «إكسبيرينس ذي ويدنغ» (عش تجربة حفل الزفاف): «نساعد السياح في خوض تجارب فريدة من خلال حضور حفلات زفاف هندية، تتيح لهم التعرف على الثقافة والتقاليد والطقوس الهندية من خلال حفلات زفاف ذات خلفيات ثقافية متعددة، وكذلك توفير الأطعمة المحلية الأصيلة، فضلاً عن إتاحة الفرصة للزوار بالتواصل مع السكان المحليين».
وعلى من يرغب في خوض تلك التجربة، أن يزور المواقع الإلكترونية ويتواصل مع شركات السياحة لإضفاء سحر خاص على رحلتهم إلى الهند من خلال خوضهم تجارب حضور حفلات الزفاف وفقًا لميزانيتهم وللمكان الذي وقع عليه اختيارهم.
وأضاف سينغ قائلاً: «هل ثمة بلد آخر على وجه الأرض يضم بين جنباته مثل تلك التشكيلة المتنوعة من الأعراس؟ علاوة على ذلك، ينفق الهنود خُمس ثروتهم التي جنوها طوال حياتهم في حفل زفاف ابن أو ابنة لهم».
يُعد حضور حفل زفاف تقليدي تجربة فريدة من نوعها إلى حد بعيد، إذ يتيح لك مشاهدة مجموعة متنوعة من الألوان النابضة بالحياة، والأطعمة والشعائر والرقصات الممتزجة معًا في احتفال كبير وطويل الأمد. وإن كنت تحضر حفل زفاف هندي للمرة الأولى، سواء أكان هندوسيًا أو إسلاميًا أو سيخيًا، فأغلب الظن أنك ستنبهر بمجموعة مذهلة من الطقوس وقواعد التشريفات المرتبطة بالحفل.
وبحكم أن أكثر من 50 في المائة من سكان البلاد تحت سن الـ25 من العمر، يُقام ما يقرب من 10 ملايين حفل زفاف في الهند سنويًا، وبالتالي توفر صناعة حفلات الزفاف فرصة لرواد الأعمال الناشئين للاستفادة من ذلك.
وثمة شركة أخرى تحمل اسم «انضم إلى حفل زفافي» Join my Wedding.com، من تأسيس الهنغارية مارتي ماتيسكا، وقد خطرت لها الفكرة بعد حضورها حفل زفاف في ولاية تاميل نادو جنوبي الهند.
وبفضل افتتانها بالحفلات والأزياء الهندية المعروفة بالساري والأطعمة، اقترحت ماتيسكا فتح حفلات الزفاف الهندية أمام الأجانب. وبمشاركة بلافي سافنت مستشارة التسويق التي تعمل في مومباي، تمكنت من بناء منصة من أجل مساعدة الأزواج الذين يعانون من ضائقة مالية عن طريق بيع تذاكر الأعراس والسماح لـ«الزبائن» لأخذ عينات من حفلات الزفاف في جميع أنحاء العالم. واليوم، يعرض موقعهم الإلكتروني على الإنترنت 10 حفلات زفاف، بما في ذلك المدن الهندية أواديبور ومومباي وإندور. كما يعرض الموقع حاليًا حجوزات لحفلات زفاف في روسيا والمجر وتركيا.
ويأخذ الموقع jionmywedding.com عمولة بقيمة 15 في المائة، كرسوم بيع على كل تذكرة.
وأمام العروسين الجدد الذين يسجلون أنفسهم في تلك المغامرة، خياران ما بين إتاحة الدعوات للعامة، بحيث يمكن لأي فرد يرغب في حضور الزفاف من أي دولة في العالم أن يرى العرض ويشتري التذاكر، وبين أن يبقيا حفلهم سريًا، مع إرسال دعوات لمجموعات محددة فقط من المدعوين.
ومن جانبها قالت باميلا كريستوفر، التي تقطن الآن في نيودلهي، وتدير مشروعا تجاريا للزبائن الحصريين الذين يأتون لقضاء عطلة في الهند تتخللها دعوة حصرية لحضور حفل زفاف هندي، تتولى فيه بنفسها مهمة القيام بمرشد لهم خلال الحفل: «أنا شديدة الولع ببوليود، وقضيت معظم حياتي في أوروبا، غير أنني كنت محظوظة بما فيه الكفاية خلال السنوات القليلة السابقة بأن دُعيت لحضور حفل زفاف لطبقة بنجابية راقية. وكانت التجربة ككل بدءًا من التقاليد والملابس البديعة والجواهر وكرم الضيافة والنكهات الحارة والديكور، وفوق ذلك كله الرقص البوليودي، لا تنسى لدرجة أنني شاطرتها عائلتي وأصدقائي فور عودتي إلى أرض الوطن في أوروبا محملة بكم هائل من الصور والشرائط الفيديو. وقال جميعهم في نفس واحد إن كان بإمكاني أن أتيح لهم دعوات للخوض تجربة مماثلة».
وقالت إنها تحصل على ما يقرب من 70 إلى 80 زبونًا سنويًا لخوض تجربة حضور حفل زفاف هندي، وأضافت بفخر أن على الأقل 10 منهم يعودون ليقيموا حفلات زفاف مماثلة لأنفسهم، تولت هي تنظيمها بنفسها في راجستان وفي دلهي.
ومن آخر الزيجات التي تولت باميلا ترتيب حفلات زفافها على الطراز الهندي، هما سوزان وقيصر جنبًا إلى جنب مع أصدقائهما وعائلاتهما الذين سافروا جوًا من لتوانيا في أوروبا خصيصًا من أجل إقامة وحضور حفل الزفاف هناك.
وقالت العروس الجديدة سوزان: «العُرس الهندي يعد أرقى حدث اجتماعي مقدس يتميز بطابع متكامل مع الأزياء الجميلة والتقاليد المبهجة». وأضافت متعجبة: «إنه أفضل يوم في حياة الكثير من البشر، وإن لم يكن العرس هو ما يشاطره المرء، فما إذن الذي ينبغي علينا مشاطرته؟».
وثمة عروسان هنديان آخران يخططان لإقامة حفل زفافهما هما شنا وأمان. وكلاهما من ولاية تاميل نادو ويعملان حاليًا في مركز اتصالات بالعاصمة الولاية تشيناي. وعلى الرغم من أنهما يعيشان في مدينة كبيرة، فهما يخططان لإقامة عرس قروي تقليدي. وسيتولى الوالدان تمويل الحفل، غير أن الزوجين يودا جمع أموال إضافية للتخفيف من وطأة العبء المادي وربما أيضًا لتوفير بعض المال لمساعدتهما في بدء حياتهما معًا في تشيناي. وتروق لكلا العروسين فكرة فتح المجال للأجانب لحضور حفل زفافهما ومشاطرة تقاليدهم معهم.
وقد تولت شنا تسجيل تفاصيل حفل زفافهما على موقع joinmywedding.com وطرحت 40 تذكرة للبيع قيمة كل منها 400 دولار أميركي. ويغطي سعر التذكرة تكاليف حضور الحفل وكافة تكاليف الضيافة. وستتولى أخت شنا مساعدة الضيوف الخاصين في شراء الملابس استعدادًا لحضور الحفل، وكذلك في رسم الحناء وتصفيف الشعر وارتداء الملابس. وبيعت جميع التذاكر في غضون خمسة أيام.
وثمة زوجان هولنديان يقضيان في الهند ثلاثة أشهر، كانا يرغبان في خوض تجربة ثقافية خالصة خاصة وفريدة من نوعها تتيح لهما الفرصة للتواصل مع السكان المحليين. ومن ثم فهم يتحرقون شوقًا لخوض تجربة مشاهدة عرس شنا وأمان التقليدي.
وفي حين يرى البعض أن إضافة الأجانب على قائمة المدعوين الأجانب قد يكون أمرًا مرغوبًا فيه بسبب الحقيقة المتمثلة في هوس البلاد بالغربيين، يرحب البعض الآخر بفكرة جمع الأموال خلال حفلات زفافهم من باب التجديد الخالص، فضلاً عن فتح نافذة للأجانب على الثقافة الهندية.
وبدورهما قال الزوجان لافينا بورهيت وأبيهشيك باليوال، اللذان سيقيما عرسهما في حفل زفاف تقليدي يقام في أودايبور وإندور على مدار أربعة أيام في شهر يناير (كانون الثاني) القادم: «لا ننظر إلى الأمر كوسيلة للمساهمة في نفقات حفل زفافنا». وهما يعرضان للبيع عشر تذاكر ليومين لحضور الزفاف في أي مدينة بقيمة 400 دولار أميركي للتذكرة الواحدة، وعشر تذاكر أخرى لاحتفالات الأربعة أيام الكاملة في كلتا المدينتين، متضمنة وسائل التنقل بين المدينتين، مقابل 550 دولارًا أميركيًا للتذكرة.
وأوضحا قائلين: «نحن نقوم بذلك لأننا نود أن يُقدر الناس ثراء الثقافة والقيم الهندية إضافة إلى الطعام والزي التقليدي». وقد رتب الزوجان أيضًا الأزياء الهندية التقليدية «الساري» وفساتين «ليهينغا» الراجستانية للضيوف من النساء الأجانب، وكذلك الزي التقليدي للرجال الذي يشتمل على العمائم، إلا أن تلك الأزياء غير متضمنة في تكلفة تذاكر الزفاف.
ويقول باليوال، البالغ من العمر 26 عامًا: «أودايبور هي مسقط رأسي وهي مقصد سياحي عالمي. ولطالما تجد الأجانب ينظرون بفضول إلى الأعراس هنا». ويضيف قائلاً: «إنها وسيلة رائعة لعرض ثقافتنا للسياح المهتمين بها حقًا».
ويقول مسؤول شركة «فلافور إنديا تورز وترافيلز ديباك» للسياحة: «خلال سنوات عملي الـ15 في هذا المجال، طلب كثير من الزبائن حضور حفلات للزفاف هنا، نظرًا لأن الأعراس الهندية الثرية هنا تعد تجربة منقطعة النظير، تتميز بأيام من تذوق الطعام الشهي والأزياء المثيرة والرقصات المصممة والحفلات التي تتمتع بمزيج من العبثية البرية والهيبة في آن واحد». ويضيف: «منذ أن نشرت إشعارًا عن الخدمة على (فيسبوك)، في بداية هذا الأسبوع، تواصل معي عملاء سابقون وأخبروني بأنهم يودون لو أن هذه الخدمة كانت متاحة أثناء زيارتهم للهند».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.