المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: سلمنا الأمم المتحدة رسالة حول إجراءات حماية المدنيين في اليمن

في نطاق تشاور دول التحالف مع المنظمة الدولية

المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: سلمنا الأمم المتحدة رسالة حول إجراءات حماية المدنيين في اليمن
TT

المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: سلمنا الأمم المتحدة رسالة حول إجراءات حماية المدنيين في اليمن

المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: سلمنا الأمم المتحدة رسالة حول إجراءات حماية المدنيين في اليمن

قال السفير عبد الله المعلمي، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم تسليم رسالة، أول من أمس، إلى الأمم المتحدة في نطاق التشاور المستمر مع السعودية ودول التحالف حول أنشطة قوات التحالف العسكرية في اليمن، والاحتياطات اللازمة، وكذلك الإجراءات التي يتم اتخاذها لحماية المدنيين هناك.
وقال المعلمي، في اتصال هاتفي من نيويورك، إن الهدف الرئيسي من التحقيقات هو التأكد من سلامة الإجراءات التي اتخذتها دول قوات التحالف، ومعرفة الأخطاء إن كان هناك أخطاء.
وأشار المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الرسالة تضمنت أن قوات التحالف لا تزال تحقق في عدد من الحالات، وقال: «ذكرنا أن التحالف ينظر في أي خبر يتحدث عن وقوع إصابات بين المدنيين ويُجري فيه تحقيقا شاملا، وهناك عدد من الحالات ما زالت تحت التحقيق».
وقالت مصادر «الشرق الأوسط» في المنظمة الدولية، إن السعودية، بصفتها قائدة التحالف، قدمت معلومات للأمم المتحدة، أمس السبت، حول 10 تحقيقات أجرتها بشأن ادعاءات حول غارات جوية على أهداف مدنية في اليمن.
وقال المعلمي إنه «سيتم إطلاع الأمم المتحدة على النتائج فور اكتمال مراجعة عملية التحقيق»، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى التحقيقات «فقد شكل التحالف لجنة لدرس تقديم تعويضات للضحايا».
ومن بين الإجراءات التي اتخذها التحالف، أنه يجري «حوارا مباشرا» مع منظمات إنسانية، من بينها منظمة أطباء بلا حدود «من أجل ضمان حماية وأمن المستشفيات والبنى التحتية الطبية».
وقدم السفير المعلمي في رسالته تفاصيل عن الخطوات التي تم اتخاذها لتحديد الأهداف وضمان أنها «لأغراض عسكرية أكيدة»، من بين الإجراءات وضع قائمة بالأهداف المحظورة مثل المدارس والبعثات الدبلوماسية، والعمل مع «القوات المحلية لتحديد ومعاينة أهداف الغارات الجوية». وأوضح المعلمي أن «شركاء دوليين شاركوا في تبادل المعلومات الاستخباراتية وقدموا مساعدات بشأن الاستهداف والدعم الاستشاري واللوجستي للتحالف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.