قوات الشرعية في طريقها إلى ذمار رغم حصار الميليشيات

قيادي في المقاومة: الانقلابيون يعيشون حالة قلق على أطراف المحافظة

تؤكد قوات الشرعية مضيها إلى ذمار بعد سلسلة نجاحات سجلتها ميدانيا في مختلف الجبهات المجاورة للمحافظة (رويترز)
تؤكد قوات الشرعية مضيها إلى ذمار بعد سلسلة نجاحات سجلتها ميدانيا في مختلف الجبهات المجاورة للمحافظة (رويترز)
TT

قوات الشرعية في طريقها إلى ذمار رغم حصار الميليشيات

تؤكد قوات الشرعية مضيها إلى ذمار بعد سلسلة نجاحات سجلتها ميدانيا في مختلف الجبهات المجاورة للمحافظة (رويترز)
تؤكد قوات الشرعية مضيها إلى ذمار بعد سلسلة نجاحات سجلتها ميدانيا في مختلف الجبهات المجاورة للمحافظة (رويترز)

«بعد العجز وفشل كل المحاولات التي اتخذوها للتضييق على محافظة ذمار، أصبحت الميليشيات الانقلابية تعيش حاله من القلق وبدأوا يشعرون بخطر كبير من أبناء المحافظة المقاتلين مع اللواء «203 ميكا خاصة»، الذي حرر للتو صرواح بعدما زحف قادما من مأرب».
بهذه الكلمات يجزم القيادي في المقاومة الشعبية رئيس اللجنة الفنية بالمجلس الأعلى لمقاومة ذمار، فضل الفاطمي بأنه ورفاقه مستعدون لتلقين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح، درسا لن ينسوه. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «جميع تحركاتهم في كل مديريات محافظة ذمار مرصودة وبدقة، وجميعها تحت أعين قوات الشرعية».
وأضاف أن تحركات الانقلابيين ترصد في مداخل وأطراف مديريات المحافظة، بما فيها الحدأ، وعتمة، وصاب وعنس.. «وقبيلة الحدأ وكل قبائل محافظة ذمار ترفض التصرفات التي تمارسها عصابة في حق أبناء الشعب اليمني وأبناء ذمار خاصة».
إلى ذلك، أقدمت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح باستحداث نقاط تفتيش ومواقع عسكرية في مديرية عتمة، وهي إحدى مديريات ذمار الواقعة إلى جنوب العاصمة صنعاء، والدفع بتعزيزات عسكرية وقيادات أمنية إلى المحافظة وإلى المديرية.
وإثر ذلك، دعت المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، أبناء المديرية الشرفاء إلى رفع أهبة الاستعداد والجاهزية والحذر للتعامل مع الموقف بما يجب، إن لزم الأمر وفي حال الضرورة القصوى.
وحذر بيان صادر عن المقاومة - حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «جماعة الحوثي من مغبة أفعالهم الاستفزازية، وتصرفاتهم الهمجية، وإيقاظهم للفتن، وخرقهم لمبادئ الصلح والسلم والسلام والتعايش ومحاولاتهم الحثيثة للعبث بأمن واستقرار وسلامة المواطنين، والتضييق عليهم والتدخل في شؤون حياتهم وفرض الجبايات والإتاوات، والملاحقة والاستجواب والاستيقاف اللامبرر للبعض إمعانًا في جر المنطقة والعودة بها إلى مربع الحرب والاقتتال».
وطالب البيان الميليشيات الانقلابية «بسرعة إخراج مسلحيهم الذين قدموا من خارج المديرية واحترام خيار السلم والتعايش الذي اختاره أبناء هذه المديرية بمختلف مكوناتها».
وكشف مصدر خاص في مركز ذمار الإعلامي لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن هويته، أن الميليشيات الانقلابية كثفت من نشر نقاط التفتيش على الحدود الغربية والشمالية لإقليم سبأ (أحد أقاليم اليمن الستة التي تم الإعلان عنها رسميًا في 10 فبراير (شباط) 2014) ويضم مأرب والجوف والبيضاء وعاصمتها مدينة مأرب)، وقيامها بإنشاء «معسكر تدريب للميليشيات يضم 600 مجند شرق قبيلة الحدأ، شمال شرقي محافظة ذمار، وأنها استقطبت الكثير من صغار السن من معظم مناطق قبيلة الحدأ».
وأضاف: «أصبح المعسكر الآن يضم عشرات الأطقم العسكرية والعربات المدرعة ومنصة إطلاق صواريخ ودفعات جوية وأسلحة مختلفة، تم إخفاؤها بين الأشجار، إضافة إلى منازل أصبحت مراكز لاجتماعاتهم، وكهوف خاصة حول المعسكر المذكور في هضبة حاجب المشواف وركب جناب وتبة الكرشا»، ويقول البيان إنه رغم ما تقوم به الميليشيات الانقلابية فإن «المنطقة الحدودية لقبيلة الحدأ مع حدود قيفة رداع ومأرب؛ أصبحت مراقبة وشبه محاصرة بعد أن كانت تحيط بها أربع نقاط فقط، لكن الميليشيات استغلت تأخير خطط المقاومة وضعف إمكانيات أهالي المنطقة التي كانت تخشاهم سابقا لتطبق الحصار على قبيلة الحدأ بشكل تام».
وشهدت حدود المحافظة، قبل شهرين من الآن، مواجهات عنيفة عندما شنت ميليشيات الحوثي الحرب على بادية شواهرة قيفة، بحجة أنهم ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، غير أن الهدف من ذلك هو الترويج لتلك الحرب من أجل وضع موطئ قدم لها في المنطقة الحدودية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».