الصدر يعلن الحرب على أنصاره

أحال وزراء ونواب كتلته إلى «النزاهة»

الصدر يعلن الحرب على أنصاره
TT

الصدر يعلن الحرب على أنصاره

الصدر يعلن الحرب على أنصاره

بعد يوم من القرار الذي اتخذه زعيم التيار الصدري إلى تفكيك وإخلاء مقرات الهيئة السياسية للتيار الصدري، وكتلة الأحرار البرلمانية التابعتين له، بما في ذلك المقر الرئيس للهيئة في بغداد وباقي المحافظات ما عدا مدينة النجف وإيواء نازحي الشرقاط فيها، قرر الصدر في قرار مفاجئ آخر إحالة جميع أعضاء كتلة الأحرار بالبرلمان والحكومة والمحافظات إلى هيئة النزاهة. وقال بيان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الأربعاء إنه «استكمالاً لمشروع الإصلاح الداخلي، وباعتبار أن كتلة الأحرار كانت تابعة لنا وما زال البعض يدعي ذلك ببعض أفعاله المسيئة، صار لزاما علينا تشكيل لجنة من لجنة الإصلاح الإداري ولجنة مكافحة الفساد».
وأضاف الصدر أن هذه اللجنة ستقوم بإحالة جميع أفراد الكتلة الحاليين والسابقين إلى هيئة النزاهة وبالطرق القانونية المعمول بها. مشددًا على «ضرورة أن تعمل تلك اللجنة على توخي الحقيقة والشفافية، ورفع كل ترغيب أو ترهيب قد يصدر من بعض منتسبي الكتلة». وأشار إلى أن «اللجنة تعمل أيضًا على كشف الذمم المالية، بحيث يتم التمييز بين ما كان يملكه المنتسب إلى الكتلة قبل انتمائه وما بعد انتمائه، وإن ادعى ملكيته قبل ذلك، وفي حال وجود ثراء ملحوظ بغير حجة وبغير وجهة حق فعلى اللجنة سحب تلك الأموال وتسليمها إلى الجهات الحكومية المختصة». وأوضح الصدر أن «كل ذلك يشمل البرلمان وأعضاءه الحاليين والسابقين ونواب الرئاسات الثلاث والوزراء ومن بدرجتهم، والوكلاء، والدرجات الوظيفية ورؤساء الهيئات وغيرهم، فضلاً عن أعضاء مجالس المحافظات والمحافظين الحاليين والسابقين»، مبينًا أنه «يشمل حتى من هو بعيد عن الشبهات، ويشمل كل من تعاون معهم في الشبهات الثابتة وغير الثابتة، سواء الأشخاص أو الجهات حتى المعنوي منها والوهمي وإن كان من المقربين». وأكد الصدر أن «كل من يثبت براءته فأنا كفيل بإظهاره، وكل من تثبت إدانته فأنا كفيل بعقوبته قبل العقوبة القانونية، وكل ذلك يكون بمدة خمسة وأربعين يومًا قابلة للتمديد»، مشيرًا إلى أن «كل من يخضع للتحقيق ويتهرب منه ولو بمرض أو سفر يعتبر مطرودًا، وعلى اللجنة إعلان طرده ببيان يوضح ذلك». وفي هذا السياق أكد جواد الجبوري، الناطق الرسمي باسم الهيئة السياسية للتيار الصدري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا القرار يعبر عن مضمون ما انطلق منه ولا يزال ينطلق السيد مقتدى الصدر على صعيد الإصلاح الذي تبناه منذ البداية، وعمل عليه وطوره من خلال التظاهرات الجماهيرية التي واصلت زخمها الحقيقي في الشارع العراقي على مدار عام كامل».
وبشأن الآليات التي سوف يتم من خلالها تنفيذ هذا الأمر قال الجبوري إن «زعيم التيار شكل لجنة لتنفيذ هذا الأمر، ولكن قناعتي أن جميع أعضاء ومنتسبي التيار الصدري سوف يذهبون إلى النزاهة، لأن من انتمى إلى هذا الخط عليه إثبات أن انتماءه لم يكن لمصلحة، وهو ما سوف يتضح من خلال إجراءات هيئة النزاهة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».