حضرموت: استئناف العمل في المحاكم بعد عام من التوقف

المحافظ أكد الاستعداد لحماية أعضاء السلطة القضائية

حضرموت: استئناف العمل في المحاكم بعد عام من التوقف
TT

حضرموت: استئناف العمل في المحاكم بعد عام من التوقف

حضرموت: استئناف العمل في المحاكم بعد عام من التوقف

استأنفت السلطات المحلية التابعة للحكومة الشرعية في حضرموت، العمل في المحاكم والنيابات بعد أكثر من عام على توقفها، نتيجة أعمال النهب التي تعرضت لها إبان سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على المنطقة.
وأكد محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الخطوة تأكيد أن الدولة تتجه نحو تطبيع الحياة وإشاعة العدل ومنح المتهمين في مختلف القضايا حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد التهم الموجهة لهم، مشيرًا إلى أن هذه المهمة كانت ضمن أولويات مهام السلطة المحلية منذ تحرير مناطق ساحل حضرموت في أبريل (نيسان) الماضي.
ودشن بن بريك العمل القضائي في مبنى محكمة ونيابة استئناف حضرموت بمدينة المكلا بعد تجهيزه بتمويل من «الهلال الأحمر» الإماراتي.
وأكد محافظ حضرموت أن المتورطين بالإرهاب ممن تم القبض عليهم سيحظون بمحاكمة عادلة، مشددًا على أن السلطة المحلية بذلت جهودًا كبيرة لتهيئة الأجواء الملائمة للعمل في مجال القضاء واستئناف نشاطها بعد أكثر من عام على التوقف.
وحث منتسبو القضاء على القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم وإرساء قيم النزاهة والمساواة والبت في قضايا المواطنين، وتسهيل سير معاملاتهم وسرعة استكمالها.
وتطرق إلى أن السلطة المحلية على استعداد لتوفير الحماية اللازمة لأعضاء السلطة القضائية، بما يمكنهم من أداء رسالتهم ومهامهم على أكمل وجه في هذه المرحلة المهمة والاستثنائية في تاريخ حضرموت، لافتًا إلى تنسيق مع التحالف العربي لتدريب وتأهيل الكوادر القضائية بالمحافظة خلال المرحلة المقبلة بما يهدف لتطوير خبراتهم في هذا المجال المهم.
إلى ذلك، أكد رئيس محكمة استئناف حضرموت، القاضي سمير شوطح، أهمية تأهيل الكوادر القانونية الشابة بالمحافظة لرفد النيابات والمحاكم بدماء جديدة والتسريع في بناء معهد القضاء في إقليم حضرموت.
وفي السياق ذاته، قال شاكر محفوظ بنش، الأمين العام لنادي القضاة في حضرموت، لـ«الشرق الأوسط»، إن المتورطين في قضايا إرهابية، سينالون محاكمة عادلة وفق التشريعات النافذة بعد استكمال المحاضر والإجراءات والأوراق المتعلقة بالناحية الأمنية، وإحالتهم للنيابة العامة ثم إلى المحاكم العامة، مشيرًا إلى أن المحاكم والنيابات العامة افتتحت بشكل جزئي، للنظر في الأمور المستعجلة نظرًا لعدم تسليم وإعادة تأهيل المحاكم المتبقية، التي تعرضت للنهب والسرقة. وبيّن أن المحكمة ستنظر في القضايا غير الجسيمة إلى حين استكمال إجراءات القضايا الجنائية التي تتطلب الحبس الاحتياطي، ونظرا لعدم جاهزية المنشأة العقابية تم بدء العمل الجزئي، لحين استكمال السلطات التنفيذية بنيتها التحتية.
وأوضح أنه سيتم التدرج في استكمال العمل القضائي خلال هذه الفترة حتى نسبة 75 في المائة، والعمل بشكل كامل بنسبة مائة في المائة بعد عطلة شهر ذي الحجة، أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأثنى على عمل قوات التحالف، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، لشروعها في إعادة تأهيل المجمع القضائي وتجهيز المحكمة التجارية التي حولت أعمال جميع المحاكم إليها للبدء في العمل حتى استكمال مباني السلطة القضائية، إضافة إلى تأهيل الكادر القضائي من خلال دورات داخلية وخارجية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».