«يورو 2020».. ما بين إرهاق الجماهير والمنتخبات ومكاسب مالية لليويفا

الاتحاد الأوروبي بصدد اختيار 13 مدينة في القارة لاستضافة البطولة

لقطة من نهائي «يورو 2016» في باريس.. نهائي «2020» حدد مسبقا بملعب ويمبلي في لندن (أ.ف.ب)
لقطة من نهائي «يورو 2016» في باريس.. نهائي «2020» حدد مسبقا بملعب ويمبلي في لندن (أ.ف.ب)
TT

«يورو 2020».. ما بين إرهاق الجماهير والمنتخبات ومكاسب مالية لليويفا

لقطة من نهائي «يورو 2016» في باريس.. نهائي «2020» حدد مسبقا بملعب ويمبلي في لندن (أ.ف.ب)
لقطة من نهائي «يورو 2016» في باريس.. نهائي «2020» حدد مسبقا بملعب ويمبلي في لندن (أ.ف.ب)

شأن كل البطولات، يبدو فجأة كأن الحدث انتهى سريعا جدا. لن تُذكر بطولة «يورو 2016» بوصفها بطولة كلاسيكية كسابقاتها، لكنها شهدت حكايتي ويلز وآيسلندا الخياليتين، وبعض الأهداف الرائعة، وأكثر ركلات الترجيح سخافة التي يمكن أن تشاهدها على الإطلاق، بين اثنتين من القوى الكروية الكبرى في العالم. كما أنه لن تكون هناك بطولة تشبهها لمدة 8 سنوات. في المرة المقبلة التي نجتمع فيها لتتويج بطل أوروبا، سيكون ذلك بنظام تجريبي في عدة مدن، تمتد عبر أنحاء القارة، حيث يستضيف ملعب ويمبلي في لندن مواجهات نصف النهائي والنهائي.
وإذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية لأن توجد في فرنسا خلال «يورو 2016»، فستعرف أنه في مدن مثل ليل، وليون، وسانت إتيان، وفي اللحظة التي نزلت فيها من القطار، كنت تعرف أنك في وسط بلد يستضيف بطولة. بالتأكيد سيستعين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بكل العلامات التجارية المعتادة والحيل التسويقية، وستكون هناك لافتات ومناطق للمشجعين. لكن مع امتداد خريطة المباريات من باكو وسان بطرسبرغ شرقا، إلى دبلن وبيلباو غربا، سيكون الأمر أصعب بكثير لإضفاء هذا الإحساس باحتفالية دولية موحدة أثناء استضافة مهرجان كروي، على البطولة.
لكن ليست النهائيات وحدها هي التي ستتغير تماما في «يورو 2020»؛ إذ يخطط اليويفا أيضا إلى إجراء تغييرات كبيرة على طريقة التأهل، مع استحداث نظام بطولة دوري الأمم بداية من 2018. وهذه الخطوة التي تهدف إلى استبدال مباريات تنافسية بالمباريات الودية، ستشمل وضع كل بلد في واحد من أربعة دوريات، بناء على تصنيف اليويفا للمنتخبات. بعد ذلك سيجري تقسيم هذه الدوريات إلى 4 مجموعات من 3 أو 4 منتخبات، وبين سبتمبر (أيلول) 2018، ونوفمبر (تشرين الثاني) 2018 ستلعب المنتخبات في هذه المجموعات بعضها مع بعض ذهابا وإيابا.
ستلعب الفرق المتصدرة لكل مجموعة في الدوري الأول، على لقب بطولة دوري الأمم في بطولة مصغرة في صيف 2019. ويكون هناك صعود وهبوط بين الدوريات بناء على ترتيب المنتخبات في قمة وقاع كل مجموعة. بعد ذلك تبدأ مرحلة التأهل لـ«يورو 2020» في مارس (آذار) 2019. ستكون هناك 10 مجموعات مؤهلة، وسيصل متصدرو المجموعات مباشرة إلى النهائيات. وتختتم التصفيات بحلول نوفمبر 2019.
سيكتشف منكم، من أصحاب العين الثاقبة، أن هذا سيؤدي إلى تأهل 20 منتخبا، وذلك بواقع 4 منتخبات أقل من العدد المطلوب للنهائيات، وبالنسبة إلى «2020» فلن يكون هناك بلد مضيف يتأهل للبطولة بشكل تلقائي. من هنا نعود إلى بطولة دوري الأمم، ففي كل مجموعة سيكون لدى أفضل 4 منتخبات ممن لم يتأهلوا بعد للنهائيات فرصة أخرى، عن طريق خوض مواجهات مباشرة بنظام خروج المهزوم. ومن المفترض أن تقام هذه المباريات في مارس 2020. وستكون هناك 3 تأثيرات رئيسية لهذا النظام الجديد.
* شبكة أمان أخرى للدول الكبرى
بموجب النظام الجديد، سينتهي المطاف بأفضل 20 منتخبا في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثل هولندا أو الدنمارك أو البوسنة والهرسك التي غابت عن «يورو 2016»، من دون شك ضمن أفضل المنتخبات في الدوري الأول أو الثاني التي لم تتأهل بعد إلى النهائيات. وتتضمن المواجهات المباشرة بنظام خروج المهزوم مباراة واحدة في نصف النهائي ومباراة نهائية واحدة، مع وصول الفائز إلى «يورو 2020». بمقدور المرء أن يتفهم رغبة اليويفا في أن تكون أقوى منتخباته وأكبر أسواقه التلفزيونية ممثلة في البطولة، لكنك ستشعر لا محالة بأن التغييرات التقدمية التي طرأت على بطولات اليورو منذ عام 2012، لم يكن لها هدف فعليا إلا ضمان عدم إخفاق المنتخبات الكبرى في التأهل للنهائيات.
* مكان مضمون
بجانب ضمان عدم إخفاق المنتخبات الكبرى في التأهل، فإن النظام الجديد سيضمن كذلك أن يتأهل عدد من أضعف المنتخبات. سيضمن هذا تقدم منتخب من الدوري الثالث وواحد من الدوري الرابع إلى «يورو 2020» عن طريق نظام الجولات الحاسمة. في حالة الدوري الثالث، وهو، بموجب التصنيف الحالي، يعني منتخبا من بين منتخبات فنلندا أو قبرص أو أذربيجان أو مولدوفا أو بيلاروسيا أو لاتفيا أو جورجيا أو مقدونيا أو جزر الفارو أو لختنشتاين أو لوكسمبورغ أو كازاخستان أو مالطا أو آندورا أو سان مارينو أو جبل طارق، سيتأهل للنهائيات.
ومع هذا، فهناك دائما فرصة لقصة نجاح خيالية مثل آيسلندا أو ويلز. لكن لنكون واضحين، هذان المنتخبان لعبا بشكل رائع، لكن قبل البطولة كان تصنيفهما 22 و25 وفقا لليويفا. تحتل منتخبات الدوري الثالث الترتيب من 39 إلى 54. يعني الدوري الدولي الكثير لهذه المنتخبات، فهو يعطيهم مباريات تنافسية ضد فرق متوسطة القوة، بدلا من أن يخوضوا إلى ما لا نهاية نظام تصفيات ليس في صالحهم. لكن هذا يخاطر بزعزعة التوازن في بطولة «يورو 2020». في حال تأهل أفضل 4 منتخبات من دوري المجموعات، ستكون هناك ميزة كبيرة لأن يقع أحد المنتخبات في مجموعة تضم أحد المنتخبات التي يعتبرها اليويفا عادة من الأقل فرصة للتأهل. قد يكون من الرائع جدا لبلد مثل كازاخستان أو سان مارينو أن تخوض تجربة النهائيات. وقد يكون من الأفضل حتى أن تكون من الفرق التي تقع في مجموعتهم.
* رحلة أكثر تعقيدًا للمشجعين
سيشكل نظام النهائيات مشكلات لوجيستية لا يمكن تخيلها بالنسبة للمشجعين. إذا كنت تتابع فريقا ينجح في قطع كل هذا الطريق حتى الوصول إلى النهائي، فلقد ينتهي بك المطاف إلى الاضطرار إلى زيارة 4 أو 5 بلدان. واعتمادا على كيفية ترتيب مباريات المجموعات، فمن المحتمل أن ينتهي بك المطاف إلى زيارة بلدين مختلفين لمجرد تشجيع فريقك في المباريات الثلاث الأولى. كما لن يكون أمامك متسع من الوقت للتخطيط لهذا. في «يورو 2016»، كانت المواجهات الحاسمة لتحديد المتأهلين للنهائيات في نوفمبر 2015، وهو ما مكن من إجراء القرعة قبل الكريسماس، وأعطى للمشجعين 6 أشهر للتخطيط لرحلاتهم في فرنسا. أما في «يورو 2020»، فلن تكون القائمة النهائية للمنتخبات المتأهلة معروفة سوى قبل 3 أشهر فقط من انطلاق البطولة.
* الجدول الزمني لتصفيات «يورو 2020»
سبتمبر - نوفمبر 2018: مباريات المجموعات في بطولة دوري الأمم. مارس - يونيو (حزيران) 2019: المباريات المؤهلة لـ«يورو 2010». يونيو: نهائيات بطولة دوري الأمم. سبتمبر – نوفمبر 2019: تواصل المباريات المؤهلة لـ«يورو 2020». مارس 2020: المباريات الفاصلة في بطولة دوري الأمم (يحجز الفائزون أماكن في «يورو 2020»).
* مجموعات بطولة دوري الأمم المحتملة
استنادا إلى تنصيف اليويفا للمنتخبات لعام 2016، من الممكن أن تبدو الأقسام الأربعة لدوري دول اليويفا على هذا النحو: الدوري الأول: بلجيكا، وكرواتيا، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والبرتغال، وسلوفاكيا، وإسبانيا، وسويسرا، وأوكرانيا. الدوري الثاني: النمسا، والبوسنة والهرسك، وجمهورية التشيك، والدنمارك، واليونان، والمجر، وآيسلندا، وبولندا، وجمهورية آيرلندا، ورومانيا، وروسيا، والسويد. الدوري الثالث: ألبانيا، وأرمينيا، وبلغاريا، وإستونيا، وإسرائيل، وليتوانيا، والجبل الأسود، وآيرلندا الشمالية، والنرويج، واسكوتلندا، والصرب، وسلوفينيا، وتركيا، وويلز. الدوري الرابع: آندورا، وأذربيجان، وبيلاروسيا، وقبرص، وجزر ألفارو، وفنلندا، وجورجيا، وجبل طارق، وكازاخستان، ولاتفيا، ولختنشتاين، ولوكسمبورغ، ومقدونيا، ومالطا، ومولدوفيا، وسان مارينو.
ويلبي توسيع منافسات البطولة الأوروبية واستضافة المباريات في أماكن لم تظهر فيها أبدا في النهائيات من قبل، مثل بودابست وبوخارست وكوبنهاغن، طموح رئيس اليويفا السابق، ميشال بلاتيني بتوسيع انتشار كرة القدم إلى ما وراء الدول الكبرى. لكن لا يمكنك مقاومة التفكير بأنه بنهاية «يورو 2020»، وبعد مشاهدة 51 مباراة في بطولة تمتد في أنحاء 13 بلدا، سنشعر بحنين إلى الزمن البسيط عندما كانت البطولة تضم 16 فريقا، ويستضيفها بلد واحد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».