عبر مسيرتها الفنية الممتدة منذ نحو عشرين عاما استطاعت الفنانة السورية من أصل فلسطيني شكران مرتجى الحضور بقوة في نوعي الفنون التلفزيونية، أي الدراما والكوميديا، كما أنها حاضرة بقوة في مسلسلات البيئة الشامية، وبخاصة في سلسلة «باب الحارة» من خلال شخصيتها الشهيرة «فوزية أم بدر». في حوار معها تتحدث شكران مرتجى لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «شاركت في الموسم الرمضاني الحالي في ثلاثة مسلسلات، وهي (باب الحارة، خاتون وزوال)، وأنا راضية عن هذه المشاركات، ولكن ليس رضى مائة في المائة، ويكفي أنني كنت حاضرة فيها، كما أنني راضية عن النتائج، وفي رأيي أن مسلسل (زوال) ظُلِمْ بالعرض؛ فكان يجب أن يعرض على محطات أكثر؛ لأنه مختلف ولا يشبه مسلسلا آخر».
وحول انسيابية شخصيتها واستمراريتها في أجزاء «باب الحارة»، توضح شكران: «قدمت شخصيتي (فوزية) بالجزء الثامن من (باب الحارة)، وأنا راضية عنها ومبسوطة، وهي كالعادة تتضمن جانبا كوميديا، والمميز هنا أن شخصية فوزية تتحمل كل ما حصل من أحداث وتطورات عليها، وهي مواقف غير مقحمة بالمسلسل بشكل غير منطقي، وإنما بالعكس كانت الأمور تحصل كما هي من دون مبالغات، وما أسعدني أن الشخصية صارت من الشخصيات الفاعلة بالمسلسل، وأنها ليست فقط مجرد شخصية عادية فيه، فهي شخصية تؤثر في مسيرة كل الشخصيات، وهذا شيء مهم ويؤكد أن عملي على الشخصية في الأجزاء السابقة أعطى نتيجته في الجزء الثامن الجديد، واكتشف القائمون على المسلسل أن شخصية فوزية تتحمل أن تكون مركز حدث فيه».
وعن الانتقادات التي توجه لـ«باب الحارة»، وبخاصة لجزئه الثامن الذي عرض مؤخرا، تقول شكران: «بالنسبة لهذا الجزء من (باب الحارة)، بالتأكيد فإن أي مسلسل هناك أناس يحبونه وأناس لا يعجبهم، ولكن (باب الحارة) يتضمن إشكالية كبيرة، أما النتائج فإن المشاهدين هم من يقيّمونها، وبالنسبة لي فإنا أتبنى أي مسلسل أشارك فيه بنجاحه وبكل شيء يمر به وبمجرد أنني عملت به فهو عملي والذي أكون فخورة به كثيرا وأنا فخورة بـ(باب الحارة)؛ لأنه عمل استثنائي بغض النظر عن الخوض في التفاصيل، وهناك كثر قلّدوه؛ فهو كان البداية؛ ولذلك أنا أحبّه وأكون دائما سعيدة بالمشاركة فيه، وأعرف أن هناك ممثلين كثر وحتى الآن يتمنون المشاركة فيه».
وهل تعتبرين «باب الحارة» مشروعك الشخصي كحال بعض المشاركين فيه؟ تتنهد شكران: «بالنسبة لي فإن أي عمل أشتغل به هو مشروعي، بغض النظر إن كان بيئة شامية أو غير ذلك، وإذا لم أتبناه فلن أنجح به، ولا أعمل به فقط لمجرد العمل فقط، فأنا منذ سنوات ألغيت فكرة أن أشارك في مسلسل لمجرد المجاملة و(باب الحارة) لا أقدر أن أقول إنه مشروعي، ولكنه عمل من الأعمال الفخورة بها، بغض النظر عن اختلاف الرأي حوله والشخصية التي ألعبها أحبها كثيرا».
وحول تعدد الأجزاء في مسلسلات البيئة الشامية وغياب التوثيق عنها تقول شكران: «هذا له علاقة بالمنتجين والتسويق؛ فهي مسلسلات مطلوبة ولها متابعوها، وبالنسبة للتوثيق فهناك مسلسلات اعتمدت التوثيق التاريخي مثل (طالع الفضة والحصرم الشامي) وهناك مسلسلات تخوض بموضوع الحكاية، ولكن معظمها تتحدث عن فترة الاحتلال الفرنسي، وبرأيي كونها تعرض في شهر رمضان فلها خصوصية، مثل الحكواتي أيام زمان».
وأسأل شكران عن مدى التعب الممكن أن يسببه لها تعدد الأدوار والشخصيات التي تقدمها في مسلسلات الموسم الواحد، تبتسم شكران: «كوني من الممثلات اللواتي يؤدين جميع الأدوار فلا يتعبني ذلك، بل هذه متعة كبيرة لي أن أستطيع تحقيق المعادلتين (دراما وكوميديا) وهي متعة قوية، وهنا أنافس نفسي ولا أنافس أحدا، وأكون سعيدة إذا قدمت النوعين الدرامي والكوميدي في موسم واحد خلال العام».
وحول مشكلات الكوميديا السورية ومقولة الاستسهال فيها، تقول شكران: «لدينا مشكلة في الكوميديا لا أطلق عليها استسهالا، ولكن عندنا مشكلة توفر النص بالمسلسلات الكوميدية، وبرأيي السبب يعود لغياب العمل الجماعي بالكوميديا السورية، وهي مفاتيح الكوميديا الناجحة، والدليل نجاح مسلسل عيلة سبع نجوم وجميل. وهنا، فحتى الآن نجاحهم مستمر على الساحة الفنية، وإجمالا في كل أنواع الدراما فإن غياب النص هو المشكلة، والمعروف أن العمل الدرامي نابع من الحياة ومن يومياتنا، وأعتقد أن الحرب والأزمة التي نعيشها خففت من وجود المسلسلات الكوميدية وإذا وجدت فتكون كوميديا سوداء أو بعيدة عن الواقع، وبرأيي الاستسهال يكون بتناول الشخصيات أكثر من تناول العمل؛ فالبعض يعتقد أن وضع باروكة مثلا مع قليل من حمرة الخدود ينجح في تقديم (كاركتر)، هذا غير واقعي؛ فالكاركتر هو صياغة كاملة ويجب أن يكون مدروسا، وليس فقط أننا غيّرنا في شكلنا؛ ولذلك العمل الكوميدي متعب جدا؛ لأنه يحتاج إلى دراسة كل عوامل الكوميديا وأحيانا الدمعة يمكن أن تعبّر عن وجع، بينما العمل الكوميدي يجب الشغل عليه كثيرا حتى تستطيع تحقيق الابتسامة للمشاهد.
وحول الأعمال التي تناولت الأزمة والحرب السورية، وهل لامستها؟.. ترى شكران أنه «مهما أُنْجِزَ من مسلسلات فلا يعادل خبرا في نشرة الأخبار، ولكنها تبقى محاولة للمقاربة حتى نقول كيف يمكن للدراما أن تعكس ما يحصل في حياتنا وفي الموسم الحالي كان هناك مسلسل (الندم)، حيث تحدث عن الأزمة بطريقة مختلفة تمامًا».
حول تعمق ظاهرة الشللية في الدراما السورية، تقول شكران: «الشللية موجودة من يوم يومها، قد تكون الشللية لها إيجابيات؛ فالشلة تشكّل مجموعة أشخاص متفاهمين يفهمون على بعض وتنتج إبداعا وأعمالا مهمة وأحيانا لها سلبيات، حيث تؤدي إلى التكرار ولا تقدم جديدا فأنا ضدها، أنا مع التغيير وبخاصة في الظروف القاسية التي نمر بها، وتبقى الشللية لها علاقة بالأشخاص، وبرأيي أن الشللية موجودة في السينما بصفتها ظاهرة أكثر من الدراما التلفزيونية».
وحول ظاهرة الاعتماد على ممثلات يملكن جمالهن فقط، تضحك شكران: «هذه ظاهرة موجودة على مر العصور، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والأفضل أن تكون هناك ممثلة جميلة وموهوبة، وتزعجني الممثلة التي تأخذ فرصة فقط لجمالها، وخصوصا إذا كان دورا مهما وجميلا فيذهب سدى وعبثًا، ولكن هذه الظاهرة قلّت كثيرا في الفترة الأخيرة، وفي النهاية البقاء للأفضل وليس للأجمل».
وحول مشاركة الفنانات اللبنانيات في بطولة مطلقة وعلى حساب الفنانات السوريات، تقول شكران: «هناك أيضا فنانون سوريون يلعبون دور البطولة، وبرأيي هذا له علاقة بالجهات الإنتاجية، ولكنني مع مقولة الممثل المناسب في المكان المناسب مهما كانت جنسيته».
أخيرا، كيف تقضين وقتك وهل لديك هوايات شخصية؟.. تبتسم شكران: «أقضي وقتي بمشاهدة التلفزيون؛ فأنا أحبه كثيرا، ومن جديد قررت أن ألعب رياضة، وأنزل لدمشق بين فترة وأخرى، أسافر بسيارتي وهذه أجمل هواية أمارسها حاليا، وأتجول في دمشق بسيارتي فبالنسبة لي كل يوم بالشام هو يوم جديد أحاول أن أستغله لآخر لحظة، أنا (بيتوتية) جدا أحب السفر كثيرا، وأحب التسوق، وأتواصل مع الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاول أن أرد على الأغلبية، وأتابع الأخبار مثل أي إنسان، حيث لا يوجد أمر استثنائي ومختلف».
شكران مرتجى: «باب الحارة» مسلسل استثنائي
الفنانة السورية تقول إنها ألغت منذ سنوات فكرة المشاركة في مسلسل لمجرد المجاملة
شكران مرتجى: «باب الحارة» مسلسل استثنائي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة